-------------------------------------
هل المهرجانات موطن فتنة يجب محاربتها؟!
-------------------------------------------

هناك من ينظر لأي تجمع بشري، يستقبل النساء والرجال على أنه موطن فتنة وشبهة،
لذا هو يحاول تحريض المجتمع على محاربته ومنعه. وعلى سبيل المثال لا الحصر ما
يوجهه البعض من سهام تجاه ما يقام في ينبع من مهرجانات، رغم أنها تهدف لجذب
السياح، وإيجاد متنفس لأهالي المحافظة، تذهب إليه الأسر لتزجية الوقت، والترويح عن
النفوس التي ملت وكلت، ونالها السأم بسبب عدم وجود أماكن مناسبة يقصدونها لتغيير
روتين الحياة.



إنها معضلة، أن يتم اقحام الدين لخدمة أهداف مقيته، أو تهييج المجتمع لأجل فكر
متشدد لا يراعي ما بديننا الحنيف من مساحة للفرح والبهجة في حدود وأطر واضحة،
لا يجلها إلا جاهل. لقد دأبت فئة ترتدي ثوب الدين، على ترويج الشائعات حول ما يقام
من فعاليات ومهرجات ومعارض، مع أن الهيئة موجودة، والمحاضرات الدينية تغلب
على أجندة المهرجان، والشباب مبعدون عن الكثير من الأقسام، رغم أن التجمع عام

وكل من فيه محط أنظار الجميع. لكن للأسف كل هذه الظروف لم تجعل مثل هذه
الفعاليات سالمة من ترصد المترصدون.


هؤلاء ببساطة لا يودون أي مظهر من مظاهر الاحتفال، يرومون تسيير العباد كما
يريدون، وكما يملي عليهم فكرهم وفهمهم الخاص، ويعتقدون أنهم أوصياء على الناس،
وأنهم وحدهم الأعلم بمصلحتهم، وبدون توجيههم سوف يهلك المجتمع. وفي كل حال
هم يتخذون الدين مطية، كون المجتمع بطبعه وفطرته ولله الحمد متدين، فينجر بحسن
نية خلف من يعزف على وتر الشرع. لهذا أختلط الحابل بالنابل، فثمة من يستغل الدين
وهو يخدم فكر سياسي معين، أو جماعة معينة، أو فكر متشدد، وخلف هؤلاء ينساق
الكثير ممن ليس لديهم استقلال فكري وعقلي، بل سلموا عقولهم لغيرهم، رغم أن
الخالق جعل لكل منا عقله وقاراره الخاص.



دعونا نحسن الظن بناويا الناس، ولا نضيق عليهم فرحتهم لاجل تكهنات وتوقعات ليس
لها وجود على أرض الواقع، ولنكن مشجعين لكل مسؤول يخدم ينبع وأهلها في شتى
المجالات، ولا نقف حجر عثرة أمامه. ثم إن إصلاح المجتمع يتم من خلال زراعة
الأخلاق والقيم الحميدة، وليس من خلال اعتبار أفراده فاسدون يجب وضعهم تحت
الضوء والترصد لهم.





مهندس عايض الميلبي
منقول