اقلب وجهك . ضف وجهك . لًقط وجهك ............كثيرة المفردات التي توضع قبل الوجه والتي درج عليها أبناء الحي في المدينة او القرية في مجتمعنا إثناء مزاحهم والقليل منها إثناء الخصام .( طبعا لا مكان لقواميس اللغة في سياسة قلب الوجه ) .
اقلب وجهك ...... هي مفتاح أحاديث المساء والصباح في الشارع والمقهى والمنزل والمكتب في ينبع خاصة والوطن عامة وسبب رواجها هذه الأيام ( مشهد يوتيوب طلاب كلية الهندسة جامعة طيبة مع عميدهم ) .
من السهل أن انحاز لأحد إطراف القضية وأقول مثلا الطلاب على حق والدليل مثلا : 1..و 2.....ووووووووو ... ومن اليسير أيضا ان تقول العميد على حق وتورد الحجج والبراهين ..........لكن من الصعب ان نجد بدائل عن ما جُبل عليه مجتمعنا وتعاطيه مع قضاياه الخاصة منها او العامة ومبدأ ( انت مع ............او ضد ) . ولكم هذه اللقطة الغير مصورة من احد أحياء جدة عند عزم الأمانة تنفيذ شارع للحي وحديثهم مع احد أبناء حارتهم المثقف والذي يبدو انه لا يوافقهم في أسلوب تعاطيهم للمشكلة ( أخونا العزيز هذي شكوى ضد رئيس البلدية نمنعه من تنفيذ الشارع ... كلنا موقعين ونبغاك كمان توقع معانا بحكم انك من عيال الحارة .يرد عليهم أخونا : يا جماعة الخير الموضوع ما هو موضوع توقيع , خلونا نروح البلدية ونتفاهم معاهم يمكن المشروع فيه خير لنا وللبلد ..ايش تقول نروح نتفاهم مع رئيس البلدية الراجل يبغى يهدم بيوتنا ويشتت أولاد الحارة ...ويخليهم زي أولاد البسه كل يوم في حاره هذا كلام ؟؟؟ ...يا جماعة مو قصدي انا أقول .... شوف يابن الحلال كثرة القلقلة ما تصلح أنت معانا وإلا ضدنا ).
لا يوجد في مجتمعنا مساحة وسيطة بين وجهات النظر المتباينة والمتطرفة , والخطير في الأمر أن ينساق الإعلام وبالأخص (الجرائد والمجلات ) وراء هذا المبدأ رغبة في كسب الجمهور وزيادة نسبة المبيعات منحرفا عن مبدأ الإعلام السليم الذي يخاطب العقول لا إثارة العواطف والغرائز الإنسانية وحب الذات وتمجيد الإناء .
نحن إمام قضية رأي عام (اقصد يوتيوب كلية الهندسة ومناقشة طلابها والعميد ) مثلها مثل كارثة سيول جدة حيث كان للقطات يوتيوب اثر كبير على مشاعر المواطن والمسئول معا .فصدرت قرارات حاسمة وقوية في التعامل مع الأزمة .إذا قضيتنا جديدة على مجتمعنا حيث تعدت حواجز الروتين وطريقة عرضها . فأصبح المسئول والمواطن سوى في تلقي العرض أصل المشكلة ,
فبالتالي يكون النظر والحكم لهذه القضية متأثر بمراعاة الرأي العام وهذا من وجهة نظري قد لا يصب في صالح المؤسسة العلمية (جامعة طيبة ) للأسباب التالية :
- مهما كان النظر في القضية فالنتيجة تصبح غير عادلة بحكم ان الخاسر واحد هو العميد . بالنسبة للطلاب لن يحصدوا اكثر مما وعد به العميد إثناء المناقشة المصورة . بالإضافة ان مخططهم تم تنفيذه وحقق الهدف تصوير ونشر .
- ما نخشاه أن يصبح (التصوير والنشر ) وسيلة ضغط في تحقيق مطالب الطلاب في الجامعات او المدارس وبهذا نكون قد شجعنا أبنائنا على امرأ فيه خطورة على مستقبلهم غدا وبدون قصد .
ثم لماذا لا تزار فروع الجامعة والكليات زيارة دورية سنوية أو نصف سنوية إلا عندما تحدث مشكلة أو أمر هام ؛؛ أليست هذه مسؤولية إدارة الجامعة للاطلاع على أوضاع الطلاب والطالبات والاستماع لشكاواهم .؟