تابع الرحلة



وفي صباح الخميس اليوم الثاني من الرحلة خصصنا الفترة الصباحية لزيارة منطقة الحـِجر
وهي تقع إلى الشمال مباشرة من مدينة العلا وتعرف حاليا بمدائن صالح ، وتبعد عن العلا بمسافة 20 كم تقريبا ،،






قصر الفريد وهو قائم لوحده


لوحة تعريف بالقصر








هذه قبور في الجدران كنت أحسبها رفوف يستخدمونها لأغراضهم















يهتمون برسومات الأسود والنسور على مداخل منازلهم






بعض المتشددين قطعوا رأس النسر في وقت سابق





وقيل بأن هذه المساكن لقوم ثمود ومنه قوله تعالى {كذ ّب أصحاب الحجر المرسلين}.
وهذه القصور المنحوتة بدقة هندسية معمارية يصل عددها إلى 80 تتفاوت في دقتها وجمالها ،












هؤلاء الأجانب داخل أحد القصور طلبوا منا تصويرهم فلبينا طلبهم وشاهدوا الصورة في الحال




وآثارً الحجر هي فريدة ترجع إلى الحضارة اللحيانية وحضارة الأنباط أشهرها البيوت التي كانوا يحفرونها في الصخور قال الله تعالى {وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ} و يعتقد الكثير من المسلمين أنها موقع قصة هلاك ثمود قوم نبي الله صالح التي وردت في القرآن الكريم . ويرى د/ عبد الرحمن الأنصاري أن قوم صالح سكنوا الحجر في الألف الثاني قبل الميلاد ، وذلك باعتمادهم على الترتيب القصصي للأحداث في القرآن الكريم ، فقد ورد ذكر الثموديين بعد نوح وقبل موسى عليهما السلام ، ويرجع بعض المؤرخين فترة موسى إلى فترة حكم رمسيس الثاني (1290_1224 ) ق.م. ويعدونه فرعون موسى .

وأذكر في وقت سابق أنني تناقشتُ مع واحد من الذين لا يفضلون زيارة هذه الأماكن ، وأرجعته لمقولة الباحثين والمهتمين بشؤون الآثار ومنهم أساتذة الآثار في الجامعات ؛؛ بأن آثار الحِجر هي نبطية وليست لها علاقة بالثموديين، حيث لا يُوجد دليل علمي أو معطيات أثرية حتى الآن تعود للثموديين المعروفين بأنهم قوم صالح، وكل الأدلة تعود للحيانيين والديدانيين والأنباط الذين سكنوا المنطقة فقط ،، وأضافوا : أنّ هذه الحقيقة التاريخية ظلت غائبة عن المسلمين وقتا طويلا، حتى أنهم سموا المنطقة نسبة للنبي صالح منذ أوائل العصر الإسلامي، فيما كانت تسمى سابقا بالحِجر كما ذكر في القرآن الكريم .



تشويه يمارسه بعض الجهلة مع انعدام الرقابة





البئر النبطي وهو كبير وعميق جدا لكنه مليء بالمخلفات مع الأسف




لوحة بخط غير معروف




الديوان أو المعبد وتصل مساحته إلى أكثر من 130م وتم نحته داخل كتلة جبلية ضخمة ويستخدم لأداء الطقوس الدينية الوثـنية لدى الأنباط واحتفالاتهم السياسية والاجتماعية

وتوجد في الموقع آثار لبيوت طينية وحجرية ومزارع قديمة مررنا عليها ونحن في طرقنا لمحطة القطار ، وكانت لأهالي المنطقة كما أفادنا المرافق من أهل العلا حيث كانت إلى ما قبل 30 سنة هذه المنطقة مفتوحة حتى تم تعويض أصحابها وإخراجهم وعمل سياج محكم على كامل الموقع بعد أن استلمتها هيئة السياحة والآثار وتم تسجيلها ضمن التراث العالمي لدى اليونسكو ،، وعلى الرغم من هذه القيمة العالمية لهذه الآثار لم نلاحظ الاهتمام الكافي من قبل هيئة السياحة لا مرشدين سياحيين متواجدين في الموقع ولا تعريفات كاملة بهذا الأثر ، بل والغريب أنه لا توجد رقابة فنية على الأماكن لحمايتها من العبث باستثناء لوحة إرشادات وتعليمات وضعت عن المدخل الذي يديره مركز شرطة يقومون بتسجيل الأسماء والهويات فقط وطلب التصريح الرسمي للأجانب ..


بقي في هذا المكان زيارة محطة سكة الحديد وهي محطة ضمن عدة محطات على خط سكة حديد الحجاز التي أنشأها الأتراك عام/1899م وهي تربط المدينة المنورة ببلاد الشام مروراً بالعلا وتيماء ومدينة تبوك والآن تعمل هيئة السياحة والآثار مشكورة على ترميم هذه المحطة بما فيها من قاطرات وماكينة وبعض المرافق وخط سير القطار وقد استأذنا من العاملين في تجهيز القطار والمحطة فسمحوا لنا بالدخول ولم يسمحوا بالتصوير فاختلسنا صورتين فقط لأننا لا نرى سببا مقنعا بمنع التصوير .



قطار السكة الحديد القديم وهذه بقاياه والعمل جاري لترميمه





طريق العودة كان صباح الجمعة ونحمد الله على سلامة الوصول ولعل هذا التقرير فيه فائدة وتعريفا بالعلا وآثارها وأهميتها السياحية .



ولا بد من الحذر أثناء الطريق من الجمال السائبة