زهير زارع // حضر لينبع كي يشاهد المنزل الذي ولــد فيه



اتصل الأستاذ/ زهير أحمد زارع بالأستاذ/ عواد الصبحي رئيس لجنة أصدقاء التراث في محافظة ينبع وعرفه بنفسه وقال أنا قادم من المدينة المنورة وقد رأيت لقاء معكم في صحيفة المدينة أو عكاظ قبل أشهر وصورة للمنزل الذي تم ترميمه في حارة الصور بينبع بإشراف اللجنة وأحب أن أبلغكم أنّ هـذا المنزل كان مرتع صباي وفيه ولدت ومنه كنت أذهب للمدرسة في الصف الثاني الابتدائي ...وأرجوكم أن تفتحوا لي باب المنزل وتسمحوا لي بزيارته واستعادة ذكرياتي عن تلك الفترة ..



العم / زهير وابنه محمد في برندة المنزل المطلة على البرحة

وبعد تحديد الموعـد والمكان على الفور حضر الأستاذ/ عواد ومعه عضو اللجنة الأستاذ/ أحمد ظاهر
مرحبين بالأستاذ/ زهير ومعه ابنه محمد وكانت لحظات وجدانية وحميمية بين الإنسان وبين خاصية المكان وأحاسيس ذلك الزمان ..
فالإنسان كتلة من المشاعر وهو بطبيعته وفطرته يحن لماضيه ويستجمع أحاسيسه الجميلة فتظهر عواطفه ويحـن لأيامه ،، وكانت فرصة لنا أيضا أن نشارك الأستاذ/ زهير ذكرياته الجميلة فهو غادر ينبع ولم يبلغ العاشرة من عمره وكان ذلك عام /1368هـ بينما بقي والده الأستاذ/ أحمد حسين زارع سندة يرحمه الله حيث كان يقوم بعمل وكيل أمارة ينبع وهو على وظيفة رئيس مكتب الأمير / حمد العيسى ...
تجول أبو أحمد في أرجاء المنزل ودخل كل غرفه وردهاته وملحقاته يعرفنا بالمسميات والاستخدامات وعبق الذكريات وكان يتذكر الأحداث بتفاصيلها الدقيقة ؛؛أين كان يجلس والده وأين كان ينام هو وإخوانه وعــدّد بيوت الجيران وأسماءهم



الأستاذ/ زهير يتذكر منازل الجيران ويشير إليها

ثم تابع حديثه :
بعد أن ذهبنا نحن للمدينة مكث الوالد في إمارة ينبع مع بعض أفراد العائلة حتى توفي يرحمه الله عام /1376هـ وبعدها انقطعت صلتنا بينبع إلا من زيارات خاطفة لابن عمنا /ناجي علي زارع يرحمه الله في مناسبات مختلفة وكما هو معلوم للجميع أن أسرة آل زارع يعيشون بين المدينة وينبع وكان منهم أحمد أبو بكر مدير مدرسة ينبع ، وابن عم الوالد / عبد الله محسن زارع رئيس بلدية ينبع في ذلك الزمن وكذلك عمي محمد حسين زارع كان إماما لمسجد الخضر في ينبع ...



مع أبو سفيان

أكملتُ دراستي بعد مغادرة ينبع عام 1368هـ بمدرسة النجاح وعملت مأمور لاسلكي طيران ثم تحولت للعمل الإداري في المصلحة نفسها ثم انتقلت لوزارة الصحة مساعد رئيس الحسابات بعد ذلك طلبت التقاعد المبكر .
وحاولنا إشراك الابن محمد زهير في هذا الحديث فسألناه عن انطباعاته بعدما سمع حديث والده وذكرياته عن الفترة التي قضاها في ينبع فقال :
طبعا أنا وإخواني لم نعايش هذه الفترة ولكن من خلال أحاديث الوالد وما يسرده علينا من ذكريات جميلة نراه متفاعلا معها فنحن بطبيعة الحال نحرص على معرفة هذه الأحداث حيث أنها أصبحت جزءا من تاريخ العائلة وبالأخص الجد / أحمد يرحمه الله الذي قضى فترة طويلة في مدينة ينبع .. والحقيقة رغم أن هذه أول زيارة لينبع ولكنني أعجبت بها وبمن قابلت من أهلها وإن شاء الله يكون بيننا تواصل مستقبلا .



مع أبو رامي في حديثه وذكرياته

وعن دراسته قال :
أنا متخرج من المعهد الثانوي التجاري بالمدينة المنورة وأشتغل الآن سكرتير إداري بشركة البركة للتنمية والاستثمار
في ختام الزيارة ودعنا الأستاذ/ زهير وهو يردد عبارات الشكر والثناء بأن أتحنا له هذه الفرصة التي يعتز بها ونحن أيضا قدمنا له جزيل الشكر على ما أبداه من عميق المشاعر والوفاء لينبع وأهلها وما يختزنه من ذكريات جميلة عن تلك الفترة التي قضاها وكما يقولون ( مسير الحي يتلاقى)



الابن / محد زهير يتحدث عن انطباعاته



أمام المنزل بعد انتهاء الزيارة