أقامت إدارة التربية والتعليم بمحافظة ينبع مساء يوم الاثنين الموافق 5/3/1430هـ أمسية ثقافية كان ضيفها معالي الدكتور محمد أحمد الرشيد وزير التربية والتعليم السابق

بدأت الأمسية التي أقيمت على مسرح إدارة التربية والتعليم و قام بتقديمها المذيع المتألق بجاد الشريف بكلمة لسعادة مدير التربية والتعليم الأستاذ محمد فراج بخيت رحب بها بمعالي الدكتور محمد الرشيد والحضور وأشاد بما قدمه للتربية والتعليم من خدمات جليلة إبان تسنمه ذروة سنام وزارة التربية والتعليم







ثم قام معالي الدكتور محمد أحمد الرشيد الذي أصر على أن يلقي محاضرته واقفا بالسلام على الحاضرين والتعريف بنفسه محمد الرًّشِيْد مولود في عام 1364 هـ في بلدة المجمعة وله من الأبناء سبعة .. ثم بدأ بإلقاء محاضرته

"الماضي الجميل والحاضر السعيد "

تحدث معالي الدكتور عن الحياة التي عاشها الأجداد سابقا وبين ما كان يعانونه من شظف العيش وقلة الموارد وتحدث عن مظاهر المكابدة اليومية وكيف أن العمل يبدأ بصلاة الفجر جماعة حيث كان المصلون يتفقدون الغائب عن صلاة الجماعة ثم يعودون إلى منازلهم ويتناولون ما تيسر من الطعام الذي لا يتجاوز في العادة وفي كل البيوت عن حبات من التمر والسعيد من يشرب معها قليلا من اللبن وأحيانا يكون الفطور مما تبقى من وجبة العشاء .. وأنه شخصيا كان يفرح عندما يكون عشاؤهم من الجريش لأن ذلك يعني أن الفطور سيكون من (الكرارة ) التي تتبقى في القدر .. ثم يقومون بإيصال أغنامهم إلى الراعي ويذهبون بعد ذلك إلى المدرسة مشيا على الأقدام وبعض الميسورين من الطلاب يركبون الحمير وبريطونها عند باب المدرسة ثم يعودون إلى بيوتهم ظهرا ويرجعون إلى المدرسة بعد العصر أي أن المدرسة كانت تطبق نظام اليوم الكامل

لم يكن في مدارسنا ولا بيوتنا كهرباء ولا تكييف ولا ما يقي الأجسام من البرد وكان كل منا لا يملك إلا ثوبا واحدا للصيف وثوبا للشتاء وكان البرد قارسا يضطر المعلمين أن يخرجوا بطلابهم للشمس لإلقاء الدروس في حلقات وكانت الحياة بسيطة خالية من التعقيد والسكان متساوون في كل شئ في المأكل والمشرب والمسكن والملبس لا يعرفون من الأكل إلا ما ذكره من الجريش والتمر .. والفاكهة لا يعرفون منها إلا البطيخ وقال معالي الوزير أنه لم يعرف الموز والبرتقال إلا بعد أن بلغ عشرين عاما

ولكن رغم شظف العيش وقسوة الحياة إلا أن هناك قيما سائدة ومعاني جميلة تسود المجتمع فالفرح في أي بيت هو فرح الجميع والحزن حزن الجميع وكان التعاون سائدا بشكل كبير .. كان مدير المدرسة يخرج بنا أحيانا إلى بيت من البيوت لنساعد صاحبه في البناء مع أهل القرية فكنا نقوم بتنظيف الجريد وخلط الطين ثم نعود لإستكمال دروسنا والذين يساعدون من الجيران لا يأخذون مفابلا ماديا وإنما يأخذون ( كروة أهل سدير .. جزاك الله خير ) وهي عبارة مشهورة عندنا يقولها محتاج الخدمه لمن يقدمها . ثم سرد الكثير من الأمثلة والقصص الجميلة لهذه القيم السائدة

هكذا كانت الحياة ولا فرق بين حياة جدي وحباة والده لأن الحياة كانت تسير على وتيرة واحدة أما الآن فهناك فرق كبير بين حياة أبي وبين حياتي وبين حياتي وحياة ابني لأن وتيرة الحياة أصبحت تسير في تطور مذهل وتقدم مستمر وتعددت وسائل الرفاهية والتقدم وأخذنا منها ببلادنا بحظ وافر سبقنا بها كثيرا من الدول





ثم تحدث معالي الدكتور عن فترة دراسته في الولايات المتحدة والذهول والاندهاش الذي حصل له عندما رأى حضارة جديدة لم يشاهدها من قبل ومظاهر لم يتعود عليها بخلاف اليوم الذي تساوت كل الدول في هذه المظاهر

قال أنه سكن مع زوجته ( ابنة عم صالح التويجري ) الذي التفت إليه وكان حاضرا وقال (لا تزعل علي أنني ذكرت ابنة عمك ) .. قال أنه سكن في غرفة واحدة ليس فيها إلا كنبة تتحول إلى سرير عند النوم ، وكانت الظروف المادية شحيحة إلى درجة أنه اضطر إلى أن يعمل فراشا في الجامعة بعد الظهر .. لم يكن التواصل مع الأهل متاحا حيث لا يوجد عندهم تلفون ولقد اعترته الدهشة لفترة عندما اتصل به المذيع بدر كريم في برنامج تحية وسلام وطلب منه أن يتحدث مع أمه !!

الحقيقة المحاضرة شيقة جدا وهي حديث يخرج من القلب ويدخل القلب لا أستطيع أن أعرض كل ماجاء بها والدكتور الرشيد نفسه قال في البداية تمنيت لو أنكم دعوتم أبنائي الطلاب للحضور فهذا الكلام يهمهم ليدركوا الفرق .. .

أتمنى من الأستاذ وليد شبكشي أن يحصل على المحاضرة ويدرجها لنا في هذا القسم فهي بلا شك تستحق القراءة

المحاضرة في صور






الشيخ صالح التويجري الأستاذ عبد الرحيم الزلباني نالا كثيرا من تعليقات معالي الدكتور وإشاراته خلال المحاضرة


الأستاذ بسام يماني مدير الكلية الجامعية ومساعده الدكتور عبد الكريم العلوني في مقدمة الحضور














واختتم المحاضرة الأستاذ بجاد الشريف بكلمة رائعة شكر فيها معالي الدكتور وضمنها كثيرا من عباراته بطريقة ذكية لفتت انتباه معالي الدكتور وشكره عليها
ثم قام سعادة مدير التربية والتعليم الأستاذ محمد فراج بخيت بتقديم هدية تذكارية إلى معالي وزير التربية والتعليم