ساوموا والده على العلاج مقابل الصمت.. وتملصوا من سداد التأمين بالتخصصي
خطأ تخديري يدخل طفل الخامسة في غيبوبة منذ اسبوع
محمد حضاض (جدة)تصوير: سعيد الشهري
خدر طبيب تخدير بمستشفى أهلي طفلا «5 سنوات» تخديرا كاملا لعلاج تسوس الأسنان ليدخله في غيبوبة كاملة منذ أسبوع وسارع المستشفى الخاص بجدة لإخفاء وقائع الخطأ الطبي، بإقناع والد الطفل بتحمل علاجه في أشهر المستشفيات بالمملكة بشرط ان يتم تنازله عن شكوى قدمها لصحة جدة ..
بدا الطفل «صالح» بلا حراك على السرير الأبيض في مستشفى الملك فيصل التخصصي بجدة بعد نقله من المستشفى الخاص وتعرضه من عملية الاسنان «الخاطئة» لضمور في المخ بنسبة 90% فرضت عليه غيبوبة تامة منذ نحو اسبوع.
وبدأت تفاصيل قصة «صالح» الذي كان يستعد لدخول المدرسة العام الدراسي المقبل، عندما اراد والده «عمر الصقلاوي» علاجه من تسوس الاسنان، فاختار مستشفى خاصا له اسمه في المحافظة، وحدد موعدا لذلك، وفي يوم العملية أبلغه طبيب التخدير الذي يعمل في المستشفى منذ 26 عاما انه سيضع التخدير لابنه بالكامل حتى لا يتأثر من العملية التي ستجرى له.
وقال الأب: دخل ابني لغرفة العمليات في العاشرة صباحا، ولم يخرج حتى الواحدة ظهرا، ليستدعيني في الثالثة عصرا مدير المستشفى ويبلغني أن ابني نقل للعناية بسبب وجود بلغم اثر على تنفسه، لكنه سيتعافى خلال فترة قليلة.
وبمراجعة الطبيب اكد انه لا داعي للقلق لانه سيفيق بعد عدة ساعات، لكن أحد أصدقاء الأب، والمتخصص في التخدير بعدما اطلع على الملف اكد ان الطفل تعرض لعملية منع دخول الاوكسجين لفترة تصل الى 20 دقيقة، حيث لم يقم طبيب التخدير بوضع انبوب الاوكسجين بشكل جيد.
واضاف الأب انه سارع بتحرير شكوى ضد المستشفى في صحة جدة، وعندها سارع مدير المستشفى بعرض «مساومة» للتنازل عن الشكوى مقابل التكفل بعلاج الطفل في أشهر المستشفيات، وامام إلحاح زوجته لانقاذ طفلهما اضطر الأب للموافقة.
وبحضور شاهدين تنازل الأب عن شكواه في الصحة ليعود الى المستشفى ويطالب بسرعة نقل ابنه الى المستشفى التخصصي أو مستشفى الحرس الوطني لتوفر أفضل الامكانيات، لكن المستشفى اكتفى بتسليمه خطابا للمستشفيين يفيدهما «برغبته في تحويل الطفل، وتحمله تكاليف العلاج حتى استقرار حالته»، لكن المستشفيين طالبا بتأمين 300 الف ريال، فعاد الأب للمستشفى الخاص وطلب تحقيق ذلك الا انهم تملصوا من ذلك لمدة اسبوع، ليجد الأب نفسه مضطرا للعودة الى صحة جدة والمطالبة باعادة فتح الملف.
ونجح الأب في الحصول على موافقة جهة عمله لينقل ابنه الى مستشفى الملك فيصل التخصصي، وفيه أكد الاطباء صعوبة عودته الى حالته الأولى الأمر الذي اصابه وزوجته بحالة نفسية سيئة.
المفضلات