أهلا وسهلا بك إلى المجالس الينبعاويه.
النتائج 1 إلى 8 من 8

مشاهدة المواضيع

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2003
    المشاركات
    27
    معدل تقييم المستوى
    0

    على درب التَّسنيدة : الخَيف

    {الخَيف}



    سبق أن تحدثنا في المواضيع السابقة عن مدلول الخيف وقلنا أنه مجموع ما تحويه القرية من عين جارية ومزارع تُغذيها هذه العين ومساكن لمُلاك المزارع والعاملين فيها ، ولو أن كلمة [خيف] أعم وأشمل من كلمة [قرية] فكل خيف يُطلق عليه اسم قرية لأن الخيف لا يمكن له أن يُسمى بهذا الاسم ما لم تجتمع هذه العناصر كاملةً في مكان واحدٍ أما القرية فلا يُطلق عليها مسمى خيفاً لأنها قد تكون قاصرة على المساكن وساكنيها فقط ، إلا إذا احتوت على ما ذكر . ولهذا سوف نسعى بقدر المستطاع في هذا المقال ولو بشكل مبسطٍ إلى توضيح مفهوم الخيف وتركيبته ونُظُمه التي حافظ عليها طوال قرون من الزمن من لحظة نشأته حتى تاريخه اليوم .. ولا ندري كم يدوم بعد هذا ، فالحياة لن تنتهي بدمار هذا الخيف أو ذاك ، فالشواهد التاريخية تدلل على استمرارها رُغمَ ما مرَّت به من كوارث طبيعية أدت إلى انقطاع الماء فيها أو دمرت أجزاء منها .. إلا أن الله هو المدبر للأمر وبإرادته يُحيي ويُميت ، ثم يُعيدها إلى سيرتها الأولى ، لكي تستمر الحياة بما قَدَّره لها عز وجل



    نشأة الخيف


    بنظرة مُفكرة وعميقة عُمق الزمن الذي قضاه هذا المُنجز الجبار والذي يُضاهي في تكوينه أي أثرٍ يقفُ الباحثون عنده مشدوهين في الكيفية التي تم إنجازُ ةه فيه حتى يبقى طوال التاريخ يُصارع الزمن وعوامله دون أن يختفي عن الأنظار وبقي شاهداً على أقوام عِظام أنجزوا هذه الصروح التي أفادتهم وأفادت الأجيال من بعدهم ، هذه الخيوف التي نراها اليوم في ينبع النخل وفي أجزاء من الجزيرة العربية ويعيش فيها من ورثوها واعتبروها جزءاً من حياتهم وليس من ماضيهم ينتظرون أن تعود لها الحياة بعد أن يأذن لها الله بذلك دون أن يُشغِلوا بالهم في من بناها ، لأن أحداً لا يعرفُ بالتحديد تاريخ نشأة هذه الخيوف فهي لم تُعط حقها من البحث والتقصِّي من قبل الباحثين المختصين في علم الآثار أو التاريخ ، ولو كان هناك شيء من ذلك لنُشر وتم الاطلاع عليه ، ولكن المؤكد أن الذي بناها هم أجدادنا الذين أقاموا في هذه الديار في غابر الأزمان وكانوا بحق عظماء .. هندسوا بناءها ، وشرعوا نظاماً بقي موروثاً معها ، شاهداً على عظمة إنجازهم ، فهم لا يَقلِّون شأناً عن الذين نحتوا من الجبال بيوتاً ، والذين بنوا الأهرامات وسور الصين العظيم .


    تركيبة الخيف

    لتركيبة الخيف وضعان :
    الوضع الأول : قنوات تحت سطح الأرض ، ولا يتعرض لها الإنسان بعد أن أُتفِق على تكوينها عند إنشائها أول مرة إلا لإصلاحها أو العناية بها.
    الوضع الثاني : قنوات فـوق سطح الأرض ، وهذا يسمح به للإنسان بالتدخل فيها بما يتناسب واحتياجه للزراعة ، شريطة أن لا يتعارض ذلك مع قوانين ونظم الخيف كتوزيع الأملاك أو السقاية وكذلك عدم التعرض لفلج الخيف إلا ما كان للعناية به .
    والوضعان متشابهان تماماً في الشكل ولكنهما يختلفان في الأداء ، فأداء الأول هي قنوات جالبة للماء من باطن الأرض ليظهر على سطحها ، أما أداء الثاني فهي قنوات على سطح الأرض لتوزيع وتصريف المياه لتعود إلى باطنها بعد السقاية
    .


    وجه التشابه في شكل القنوات الجالبة للماء أو الموزعة له

    وجه التشابه بين القنوات أَنَّ كِلا القناتين : [ القصب ] لها قنوات فرعية [روافد] لتغذيتها بالماء من باطن الأرض ، أما [ الفلج ] فله قنوات فرعية [السواقي] لتوزيع الماء على الأحواض .. ولو أمعنا النظر في هذا التقسيم وأخذنا مقطعاً من شجرة لوجدناه قريب الشبه منها ، فهي تجذب الماء بواسطة جذورها المتفرعة في داخل التربة ماراً بساقها فيتوزع على فروعها لينتهي إلى أوراقها التي تمثل الأحواض الزراعية في الخيف ، فسبحان الله على عظيم صنعه وإلهامه .

    [يتبع.....]
    التعديل الأخير تم بواسطة مفوز الفواز ; 24-02-2007 الساعة 02:00 AM
    تقبلوا خالص تحياتي

    أخوكم: مـفـــوز الـفـــواز

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •