.. دول الخليج تتحصن مع تقدم الحلّ العسكري ضدّ إيران




:
لندن : الوفاق
علمت (الوفاق) من مصادر دبلوماسية خليجية في عاصمة البحرين اليوم الجمعة أن تصاعد حدة المواجهة الدولية مع إيران حول برنامجها النووي بشكل غير مسبوق خلال الأسابيع الثلاثة الماضية ، " يستدعي عقد اجتماع طارئ لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الست في أسرع وقت ، ومن بعده عقد اجتماع لوزراء دفاع المجلس لتوحيد استراتيجية جديدة خاصة بالتهديدات النووية الإيرانية في حال تطورت الأوضاع نحو الأسوأ عبر نقل ملف إيران النووي إلى مجلس المن لاتخاذ موقف دولي موحد ، يفتح للأمريكيين باب تشكيل تحالف دولي واسع ومتكامل على غرار التحالف الدولي الذي أخرج صدام حسين من الكويت عام 1991 م ، إذا فشلت العقوبات الإقتصادية والتسليحية المزمع اتخاذها في مجلس الأمن في فترة أشهر معدودة في ثني طهران عن اندفاعها المستميت نحو امتلاك السلاح النووي " .

وتوقعت المصار في اتصال بها من لندن ان يعقد وزراء الخارجية والدفاع الخليجيون اجتماعيهما الطارئين خلال الأيام القليلة المقبلة " للبحث في إجراءات حماية منطقة الخليج من تداعيات إصرار إيران على تحدي الولايات المتحدة وأوروبا ، واستئناف عمليات تخصيب اليورانيوم المطلوبة لصناعة الأسلحة النووية ، خصوصاً بعدما فاجأت روسيا العالم باتخاذ موقف مندد بالخطوة الإيرانية ، وبالتالي قد يعطي هذا الموقف الضوء الخضر لواشنطن للإنتقال مباشرة من المفاوضات الدبلوماسية مع الإيرانيين إلى مرحلة العمل العسكري الفوري الذي تطرقت إليه وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس هذا الأسبوع كخيار بات مطروحاً جدياً امام الولايات المتحدة والمجتمع الدولي " .

وقالت المصادر " إن للدول الخليجية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ، مخاوف كبيرة متزايد من إمكانية قيام أمريكا منفردة او على رأس تحالف دولي بتوجيه ضربة عسكرية شاملة للمواقع النووية والصاروخية والكيميائية والبيولوجية الإيرانية في وقت قريب إستناداً إلى تعاظم المعلومات الدولية عن اقتراب إيران بشكل خطير من من تصنيع اول قنابلها النووية في منتصف هذا العام ، او في أبعد تقدير قبل نهايته ، كما ان لديها مخاوف مماثلة من ان تنفرد إسرائيل بمثل هذه الضربة إذا وجدت تلكؤا جديداً لدى واشنطن وحلفاءها الأوروبيين ، في خطوة استباقية دفاعية رداً على تهديدات الرئيس الإيراني الجديد محمود أحمدي نجاد المتكررة ضد الإسرائيليين خلال الأسابيع القليلة الماضية " .

ونسبت المصار البحرينية إلى مسؤولين خليجيين في الرياض وأبو ظبي قولهم أن على " مجلس التعاون الخليجي أن يباشر فوراً بتفعيل خططه لحماية شعوبه من انعكاسات حرب دولية أو فورية على إيران لابد وأن تداعياتها ستطول دول الخليج وقد تؤدي إلى كوارث إنسانية وطبيعية في حال تدمير المفاعلات النووية ومواقع التخصيب الإيرانية الواقعة على السواحل الشرقية لمياه الخليج ، مثل مفاعل بوشهر ومراكز التخصيب المحيطة به " .

وأكدت المصادر أنه في حال اتخذت الولايات المتحدة قرار الحرب ضد إيران " فلن يكون يمقدور دول الخليج مثل الكويت ودولة الإمارات العربية المتحدة والبحرين وسلطنة عمان وقطر وربما حتى السعودية نفسها ، الوقوف على الحياد ومنع الأمريكيين وحلفائهم من الحصول على تسهيلات لوجيستية في أراضيها ، على الرغم من أن العراق وأفغانستان المحيطتين بإيران يوفران للولايات المتحدة الأرضيتين الكافيتين للإنطلاق منهما لتدمير اإيران، إذ ان لدى معظم هذه الدول الخليجية أصلا قواعد عسكرية امريكية في أراضيها " . وقالت المصادر ان " مخاوف الخليجيين تكمن في هذه النقطة بالذات ، إذ قد تردّ إيران على القواعد الأمريكية او التحالفية الدولية في أراضينا ، لذلك لا مفر لنا من إيجاد الوسائل الكفيلة بتلقي أي رد إيراني على دولنا بأقل أضرار ممكنة " .