[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
ترددت كثيراً قبل أن أكتب هذا الموضوع ولا أعلم لماذا ولكنني أظن لأني أعرف
أنه في المحصلة لن يغير شيئاً من الواقع الذي سأذكره!
قبل أيام كنت في مراجعة للطبيب إثر عارض مر بي فسألت من أثق بهم عن
أفضل طبيب فدلوني وذهبت لذلك المستشفى الذي يصطف الناس فيه في
صفوف طويلة عسى أن يوفقهم الله ويحصلون على -دور- أو رقم عند الطبيب
الذي يريدون، كان صفاً طويلاً من البشر خليط رهيب من العمالة الوافدة التي أثر
بي منظرهم الرث وثيابهم البالية ويبدو واضحاً التعب والنصب والإرهاق في
وجوههم وكذلك ناس -مشخصة وكاشخين على الأخر- يقفون في ذات الصف
في إحترام بديع للنظام (هذا الجزء من الموضوع أعجبني جداً) المهم .. وقفت
طويلاً حتى يصلني الدور ولن أتطرق لوقح تجاوز الصفوف وعرقل كل التناغم
السالف ذكره، دخلت للطبيب والحمدلله وانتهت المشكلة.
لن اطيل عليكم فقد صادفتني عدة مواقف أثناء الإنتظار فوجدت صندوقاً للشكاوي
والإقتراحات ليس ببعيد عني بتصميم جميل ويلتصق بإحدى جوانبه جيب صغير
للورق ولكنه للأسف كان فارغاً .. فقلت لما لا، ذهبت لموظف الإستقبال في تلك
العيادة وطلبت منه ورقة فأعطاني مشكوراً ورقة من قياس A4 ملأتها حتى
غصت بكل الملاحظات وكل ما رأيت من أمور تحتاج إعادة تنظيم حتى أنني تعبت
من الكتابة، ذهبت للصندوق (الجميل) وأدخلت ورقتي فيه ولكن ...
كأنني لمحت شيئاً غريباً فتقدمت خطوة بإتجاه الصندوق هززته بإصبعي ....
وكانت المفاجأة .. مضحكة مبكية .. فقد وجدت باب الصندوق مفتوحاً ولن تصدقوا
ماذا وجدت في داخله!! والله لقد وجدت أن الصندوق كان عبارة عن شكل جميل
يغطي مفاتيح تشغيل اجهزة التكيف المركزية ووجدت ورقتي متمددة بائسة
في قاع الصندوق أمام كل تلك المفاتيح فشعرت بغيظ شديد وغيرة شديدة على
ورقتي التي كنت أتوقع أنها متمددة أمام مجموعة من الأوراق مثلها أو أنها
لوحدها على أسوأ تقدير!! ولكن أن تكون متمددة أمام مجموعة مفاتيح في مكان
عام ومفتوح فهذه هي الإهانة والشقاء بعينه!!
نظرت لموظف الإستقبال بإبتسامة عريضة رسمتها كرهاً على وجهي فما كان
منه إلا أن إرتبك وقال لي دع ورقتك بالداخل فسوف يأتي عامل النظافة بالمفتاح
ليقفل الصندوق!! مالذي تقوله يا هذا أي عامل وأي بطيخ قلت له شكراً لا داعي
لذلك فقد عدلت عن الشكوى.
إذا كان هذا هو حال صندوق الشكاوي فكيف هي حال الإدارة وكل هذا في
مستشفى فكيف إذا كان ...
شددت قبضتي على ورقتي ووضعتها قريرة العين في جيبي حتى خرجت من
المستشفى واستقرت في (دُرج) السيارة.
يكفينا خداعاً وإستهزاءً بالناس إلهذا الحد وصل بنا الحال هل هو إيهام لنا
بديموقراطية الإدارة الموقرة وأنها تتقبل الشكوى والإقتراحات!! لإكتشف في
النهاية أنها مجرد ديكور يغطي مفاتيح كهرباء!
إحساس مهين إنتابني أثناء ما حصل.
عجبي
[/align]
المفضلات