ظهر يوم السبت 29/4/1429هـ علمت بوفاة والدة عبدالرحيم بن مساعد الاحمدي بالمدينة المنورة ولما يربطني من علاقة اخوية بهذه الاسرة قررت التوجه للمدينة وتقديم العزاء لابنائها ولكن لظرف ما قلت اجل سفري لصباح الغد لكي استطيع السفر والعودة .
وفي صباح الاحد وصلني اتصال من المدينة يخبرني بوفاة ابنها الاكبر عبدالرحيم بن مساعد الاحمدي .اصدقكم هزني الخبر وهول الفاجعة .ولكن نحمدالله عزوجل على الايمان والتسليم بقضائه .توجهت على الفور صوب المدينة حيث حضرت اداء الصلاة عليه وجموع المسلمين بالمسجد النبوي الشريف بعد صلاة الظهر ودفنه في البقيع وبجوار قبر والدته .رحمهم الله واسكنهم فسيح جناته .
قد يقول قائل بما ان ان الخبر عبارة عن نعي ماسبب وجوده هنا والمفروض ان يكون في قسم الوفيات والتعازي اقول وبكل صراحة الموضوع ليس مجرد نعي او تعازي الموضوع موضوع وفاء واخذ العبر من عاقبة تقوى الله وحسن الخلق .
عرفت المرحوم ان شاء الله الاخ العزيز عبدالرحيم الاحمدي منذ مايقارب الخمسة والعشرون عاما شاهدت منه الكثير من الصفات التي تدل على طيب هذا الرجل منها بره بوالديه رحمهم الله جميعا .جار صالح للمسجد .اخاً كبير لااهل الحي الذي يسكنه .دائم البشاشة لكل من يصادفه .
ادخل والدته المستشفى وهو الرجل المريض حيث يعاني من داء السكري والضغط وعدة جلطات المت به ومع هذا صابر محتسب ومكابر على معاناته عندما تقابله يبادرك بالترحيب والابتسامة وكأنه صحيح الجسم معافا من الاسقام والالم .يجاهد على زيارتها متفائلا في خروجها من المشفى لايعلم ماتخبيه الاقدار من لدن العزيز المتعال .
سقط قبل يوم من وفاتها مغشياً عليه نقل للمستشفى وادخل العناية المركزة وبجوار والدته .هي لاتعلم من بجوارها وهو كذلك سبحان الله .وترحل والدته عنه وهو الغالي والحبيب عندها اليس ابنها البكر تركته جسدا نائما وكذلك هو لايعلم عنها وهو الابن البار الذي لم تفارقه يوما او يفارقها .ولكن تمضي الاقدار وكأن لسان الابن البار يقول لالا لن استطيع الفراق يا اماه سوف اسكن بجوارك بعد ساعات كما عشنا بالحياة الدنيا .اماه لن ابقى في هذه الحياة بدونك ولبى ندا خالقه وتتدخل الاقدار مرة أخرى ليكون القبر مجاور للقبر( وانتم تعرفون لادخل للعباد في تحديد مكان القبر خاصة في البقيع )
أخوتي استميحكم العذر فانا اكتب من حرقة الفراق فان خرجت عن القصد فانا انسان يجد نفسه مع القلم افرغ منه مااجد من حزن او فرح .
اعود بكم مرة اخرى للبقيع وماشاهدته من جموع المسلمين الذين حضرو الدفن فقلت سبحان الله كيف حضرت هذه الاعداد الكبيرة وهنا فضل المولى على العبد ان يحضره مثل هذه الجموع .بعد دفنه تسمر الجميع ولم يبرح احدا مكانه الكل رافع يديه للسماء يدعو له طال بهم الوقوف تحت اشعة الشمس الحارقة ومع هذا لااحد يبالي .تذكرت في هذه اللحظات نفسي فكم تمنيت ان ادفن بجوار والدتي والتي تسكن هذا المكان من امد ليس ببعيد تمنيت حضور مثل هذا الجمع وهذا الدعاء .
وعند ادائنا صلاة المغرب في مسجد حيهم وقف امام المسجد تخنقه عبراته مخفيا دموعه عن الجميع وقال كلمات بحق اخونا عبدالرحيم واحسبها شهادة حق تتوج مسيرة هذا الرجل ومما قاله :فقدنا اليوم الجار الصالح للمسجد .فقدنا الوالد الشيخ عبدالرحيم صاحب الاخلاق الحميدة والاعمال الخيرية الجليلة .فاضت دموعي بلا هوادة وداهمتني العبرة واللوعة معا .نعم والله لاانسى خروجنا معا من هذا المسجد في اخر يوما شاهدته به وهو ممسكا بيدي ويقول لي في اسلوبه العذب والمحبب لنفسي ( انت وبعدين معك ما انت راضي تدخل معي البيت فقط لنشرب القهوة ......اعرف تقول مستعجل وكل ما اقابلك تقول جائي المدينة لحضور مناسبة وراجع ياراجل ترى ماراح نأخذ من الدنيا شئ غير محبة الاحباب والاجتماع بهم ) اعتذرت كاعادتي (ويشهد الله ان الظروف هي التي تجبرني للاعتذار........ بئس للظروف ما اشقانا في ظروفنا ان منعتنا اجتماع احبتنا) وليتي لم اعتذر ...
رحمك الله ابا نعيم وادخلك فسيح جنانه فقد كنت اخا وحبيبا في حياتك وسوف تبقى حبيا كما كنت حتى يجمعنا الله بك في جناته ان شاء الله انا لله وانا اليه راجعون .
المفضلات