[align=center]المدرسة الذكية
نائلة حسين عطار
15/11/2005
صادفت في مكة المكرمة إحدى زائرات الحرم المكي الشريف، والقادمة من ماليزيا وبرفقتها ابنتها وعمرها 13 سنة, وتبادلنا الحديث باللغة الإنجليزية وشاركتنا ابنتها الحديث, وذهلت من معلومات الابنة وثقافتها المتنوعة وحتى أسلوب وطريقة حديثها, ولاحظت الأم اهتمامي بابنتها فأجابتني بفخر أنها تدرس في مدرسة ذكية.
وأعجبني الاسم مما جعلني أبحث عن معلومات عن هذه المدرسة الذكية وهي إحدى التجارب الماليزية لتطوير التعليم في البلاد, وتمنيت تطبيق هذه التجربة في بلادنا.
لعل وعسى من يدري ربنا قادر ينفخ في صورة أبنائنا كي يصبحوا مثل هذه الفتاة الماليزية ونفخر بهم دائماً.
والمدرسة الذكية هي المدرسة التي تتمتع بالتكنولوجيا المتطورة, التي تتصف بالتالي:
1- أن تكون ذات صلة بالاحتياجات الفعلية للإدارة والمعلمين والطلاب.
2- أن تكون متاحة ومن الممكن الوصول إليها واستخدامها.
3- قابليتها للتطوير والتحسينات المستقبلية.
4- المرونة والملاءمة للقيام بالعديد من المهمات.
5- أن تكون مضمونة ومحل ثقة ولا يوجد قلق من جانب الصيانة والمساندة.
ويتم استخدام التكنولوجيا في هذه المدارس في جميع المستويات للاتصال بالجهات الأخرى مثل الزملاء والمعلمين والأندية العلمية ومجموعات الأخبار وطرق البحث وموارد التعليم على الإنترنت, كما تستخدم التكنولوجيا للتوجيه والتعليم وذلك بممارسة وتقييم المنتجات التعليمية وتحديد معايير الجودة, والتعليم لأنواع البرامج التعليمية وموارد الإنترنت المختلفة وتدريب الطلاب على تقديم العروض والدروس والبحث العلمي والعمل عن بُعد.
وظهر المنهج المتطور الذي يحتوي على الوسائط المتعددة والدروس المخزنة على الأقراص المدمجة والرسم البياني والجرافيكي, والرسوم والصور ثلاثية الأبعاد وطريقة الواقع الافتراضي, والذهاب إلى المدرسة حاملاً كمبيوترا محمولا (لاب توب) خفيفا والاستغناء عن الحقيبة المدرسية الثقيلة.
وأخيراً تستخدم التكنولوجيا لإدارة وتسيير العمليات الإدارية ولجعل الإدارة المدرسية عملاً أكثر فاعلية باستخدام قواعد البيانات ومعالج الكلمات والبرامج الحسابية وبرامج التنظيم وإدارة الوقت. وقد تم حتى الآن تدريب 3800 معلم على مفهوم المدرسة الذكية بالتعاون مع وزارة التعليم للتخطيط ولتقويم المناهج.
ولا يقتصر الهدف من إنشاء المدرسة الذكية على العناصر والأفكار التي تفيد المعلم والعمل المدرسي فقط, وإنما تمتد الفائدة إلى خارج أسوار المدرسة, فهي تزود الطلبة بمعين من الخبرة الحياتية والانفتاح على تجارب الآخرين والدول الأخرى, مما يسفر عن مخرجات تربوية متطورة على هيئة قوى عاملة مدربة على الكمبيوتر وأحدث التكنولوجيا المعاصرة ومهيأة لمواجهة تحديات العصر, وقد تم تدشين وتطبيق فكرة المدرسة الذكية عام 2000 بالتجربة على 90 مدرسة حكومية وليست أهلية, وتأمل وزارة التعليم الماليزية أن تطبق هذا المنهج على عشرة آلاف مدرسة بحلول 2010 , أي بعد أقل من خمس سنوات من الآن.
وبما أن تكاليف تحويل المدرسة العادية لمدرسة ذكية مرتفعة نسبياً, تقوم الشركات الكبرى متعددة الجنسيات بالعمل على إنشاء صندوق مالي لتحويل المدارس الحكومية إلى مدارس ذكية على أن تكون هذه المدارس بمثابة مصانع لإنتاج القوى العاملة المدربة التي تحتاج إليها تلك الشركات.
والهدف من إنشاء هذا النوع من المدارس هو:
* تشجيع النمو والتطور المتكامل الروحي والوجداني والجسدي والفكري.
* تعزيز فرص الفرد في تطوير ملكاته ومواهبه وقدراته الخاصة.
* إنتاج قوى عاملة متطورة التفكير.
* توفير فرص متكافئة لكل الأفراد للحصول على تعليم ملائم.
* تعزيز مشاركة جميع المعنيين بالعملية التربوية حتى الوالدين, ومؤسسات القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني.
والذي أثار شجوني لذكر هذا الموضوع هو رؤية أبنائنا في المدارس الحكومية الابتدائية يتعلمون التكنولوجيا واستخدام الحاسب الآلي حصة واحدة فقط أسبوعيا للعب الألعاب وندفع عليها فلوسا أيضا, والمنهج نفسه تقريبا يتكرر كل سنة.
مع ملاحظة أن الدخل القومي لماليزيا 435.060 مليار دولار وعدد سكانها 25 مليون نسمة لعام 2004, بينما الدخل القومي للمملكة 250557.6 مليار دولار وعدد السكان 22.6 مليون نسمة لعام 2004 . ويثلج قلبي أن المملكة خصصت 70 مليار ريال للإنفاق على التعليم في الميزانية الجديدة, وأتمنى أن يكون لبرنامج المدارس الذكية نصيب منها .
مستشارة إدارية واقتصادية [/align]
المفضلات