التُّرَاثُ الحَيُّ

[justify]
يتساءل البعض , لِمَ هيَ التسنيدة ؟ ولِمَ الإصرارُ عليها ؟ ألا يوجد في التراث ما يستحق أن يُفعَّل لتخليد ذكراه مثله مثل التسنيدة ؟.
نعم ..
ولكنها التسنيدة ..
تُفعَلُ .. لا لِتُخَلد ذكراها , فهي خالدةٌ على مدى الزمن الذي تُذكر فيه ..
ولا لكي تُذكر كما يحدثُ في المجالسِ عندما يطيب السَّمرُ , فتُسردُ الحكايات عنها ؛ فذكراها دائمة لدى الجميع ما (سَـنَّد) أحدهم أو (حَـدَر) , إنما عندما تُفعِّل التسنيدة وإحياءً لذكراها أُريدَ من ذلك لها أن تستمر هي بذاتها , لِتسْرِدَ لنا حكاياتَها .. فمن كان يعيشُ واقع التسنيدة ولا زال البعض منهم أحياء وبين ظهرانينا ـ أمد الله في أعمارهم بالعافية والإيمان ـ وهم أصحابها .. معنا نشعر بوجودهم , يُشاركوننا استعادة الذكريات الطيبة ، ذكرى الأهل والأحبة عندما كانوا [يُسنِّدون] وعندما [يحدِرُون] , فأكسبوها الحياة لتُصبحَ تراثاً واقعاً , نعيشُه وأبناؤنا ، ليستمر هذا الواقع إلى الأجيال من بعدنا ..

أما اليوم فإن الهدفَ من تنظيم إقامة [التسنيدة 3¬] ليس قاصراً على (رياضة المشي على الأقدام) لوصف المعاناة التي يتكبدها المسافرون في العصور السالفة , إنما الهدف هو التطوير الفكري لبرنامج [التسنيدة 3] وفقاً لرؤى المشاركين والمتابعين لـ (التسنيدة الأولى والثانية) ، والطروحات التي قدمها المشرفون في تقاريرهم , التي تتمثل في إقامة حلقات الأدب الفكري ضمن فعالياتها , بعد أن نُكسِبها لباساً حضارياً يتوافق مع حاضِرنا واحتياجاتنا الاجتماعية , مستوحى مما كانت تحويهِ في الماضي.

فهناك التأريخُ بأدبِ الرواية ، وأدب الشعر, والأهازيج المساعدة على حَمْل الطريق , والألعاب الشعبية الموروثة.

فالتسنيدة دعوةٌ لإثراءِ (الأدبِ) بجميع فنونهِ .. كما هي دعوةٌ (لرياضة المشي).
وهي دعوة لجميع الأدباءِ وأصحابِ الفكر, لتقديم ما لديهم مما يُثري محفلَ التسنيدة , ليلهُ ونهارهُ.
ودعوة لجميع الرياضيين ، ومن يجدون لديهم القدرة للمشاركة في رياضة المشي على الأقدام للمسافات الطويلة.
وهي أيضاً دعوة للجميع في محافظة ينبع وخارجها ، محبي الفكر الأدبي والرياضة ، ومشاهدة الألعاب الشعبية التراثية.

والداعم لهذا تضامن اللجان المنظمة لـ [التسنيدة 3] , مع كل من لديه الرغبة من الأهالي المساهمةَ في التسنيدة بفكرهِ أو جهدهِ , للاستفادة مما لديهم لتفعيلِ التسنيدةِ ، لأن هناك من ينتظرُ أن يُسنَّدَ أليهم.
والأهم من هذا وذاك , هو الدعوة لمشاركة المسؤولين وعموم الشخصيات في محافظة ينبع ممن يًعوَّلُ عليهم , الحضور لكل فعالياته .. فتواجدهم بين الحضور ــ خاصة الضيوفَ القادمين من خارج محافظة ينبع ــ للمشاركة في أنشطة [التسنيدة 3] مع أهالي محافظة ينبع , مدنها وقراها وهجرها خير داعمٍ لمثل هذه الاحتفالات , لما لها من مردود على المشاركين والحضور عامة , فتشريفهم في أي محفلٍ جماعي يُقام في المحافظة مساهمة فاعِلة بعون الله تعالى لإنجازه وإنجاحه.
[/justify]