عبدالله السلمي - ينبع

[align=center][/align]

[align=center]صورة طارق نقادي من أرشيف المنتدى[/align]

[align=center]الحلقة الأولى [/align]
اسرة النقادي عائلة سعودية كتب الله لها حياة جديدة بعد ان انقذها من كارثة عبارة (الموت) السلام!! التي غرقت في البحر الاحمر ومعها مئات الركاب.. غرق اكثرهم ومات وصارع الآخرون منهم الموت فوق البحر حتى خرجوا إلى حياة جديدة بدؤوها بايمان صادق ان الله على كل شيء قدير. اما عائلة النقادي فلم تكن تتوقع ان ينجو كامل افرادها بعد ان تفرقوا في اللحظة الحاسمة وظنوا ان لا لقاء بعد اليوم ولكن الله شاء ان يجتمعوا من جديد!!
كيف نجوا؟ وكيف كانت حكايتهم؟ وشعورهم اثناء مصارعة البحر والبحث عن افراد الاسرة؟ وكيف التقوا؟.. كل ذلك يكشفه حديثهم لـ(المدينة) بعد ان اجتمعت الاسرة في منزلها بينبع بيحي النقادي على طريق ينبع النخل يستقبلون المهنئين ويـتأملون الحياة من جديد بشعور لا يوصف تغمره الفرحة وتحدثت عنه القدرة ويتلهف اليه كل من اراد ان يعتبر.
يقول والد الاسرة رجل الاعمال طارق نقادي: اولاً أحمد الله على لطفه وتدبيره الذي كتب لنا عمرا جديداً بعد ان رأينا الموت بأعيننا وسط البحر وهذا أمر فيه الكثير من الحكمة والقدرة الالهية اما عن قصة غرقنا فقد توجهت بأسرتي المكونة من زوجتي وولدي سيف الدين وابنتي آلاء وولاء والخادمة إلى ميناء ضباء لقضاء الاجازة في مصر وقررنا ركوب العبارة بعد ان وجدنا صعوبة في الحجز بالمطار اضافة إلى شحن السيارة ومقطورة محملة بالاغراض ولدينا منزل في دريم لاند بـ 6 اكتوبر وحجزنا في العبارة على الغرفتين 69 و67 درجة اولى في الدور الثامن وصادف ان وجدت في ميناء ضباء اثنين من المهندسين والعاملين عندي فركبوا معي بالغرفة 67 ومعنا ولدي سيف الدين وفي الغرفة 69 توجد زوجتي وابنتي والخادمة ومنعنا المسؤول من الدخول بحجة ان المكيفات لا تعمل وطلب الانتظار حتى يتم تشغيلها وبعد ربع ساعة وافق ووجدنا المكيفات لا تعمل فنزلت إلى الادارة وصعدت اكثر من 10 مرات وكان جوابهم المسؤول غير موجود فاتصلت بمكتب ضباء وطلبت منهم التدخل فصدرت تعليمات وصعد المهندس وقال المروحة تعمل ولكن (الكمبروسر) لا يعمل وبعد نصف ساعة تم تشغيله ثم نمت في غرفتين وبعد ساعتين طلب مني ابني الاستيقاظ واخبرني بوجود حريق في العبارة!!
ثم حضر البحارة وطلبوا منا المغادرة كي لا يسبب الدخان لنا اختناقاً فصعدنا إلى السطح وقالوا! الحريق أسفل العبارة في السيارات المشحونة ولاحظت ان الاضاءة كانت خافتة مما يعني ان هناك التماساً كهربائياً.
وحسب ما علمنا فان سبب الحريق ناتج عن المولدات الكهربائية الخاصة بعنبر 7 و8 عندما شغلت وكانت مداخنها غير آمنة وتسببت في حرارة كانت السيارات قريبة منها فاشتعلت النيران فيها وهذا الكلام ذكره لي بحار كان معي عندما غرقت العبارة. والمؤسف انه لم يطلب منا احد أخذ طوق النجاة وارشادنا إلى كيفية النجاة ولم يوزع البحارة بشكل جيد ولم نسمع اصوات المكبرات الارشادية واتحدى ان حصل ذلك ولا اعتقد ان مسؤولي العبارة حاولوا الاستغاثة منذ وقت مبكر وهذا فيه استهتار بارواح 1420 راكبا ومن المفترض اجراء تحقيق عربي من قبل المسؤولين لمعرفة اسباب الغرق والاجراءات التي اتخذت.
عندما بدأت العبارة تغرق ومالت إلى الجهة اليمنى وكنا على سطح الباخرة نزلت حتى وصلنا إلى سطح الماء وكانت اسرتي والمهندسين بجانبي وبدأت الامواج تتقاذفنا ناديت ابني سيف ولم يجب وناديت زوجتي مع الظلام فاجابتني وان بناتها معها ثم فرقتنا الامواج كلاً على حدة!

وبدأت لحظة الفراق وكنا قد لبسنا اطواق النجاة التي احضرها ابني سيف الدين لجميع افراد الاسرة والمهندسين وفي الماء كان بجانبي مساعد مهندس للعبارة وقال لي تعال معي هذه (برميل) تمسك به ثم عرف انه (بوت) ويحتاج إلى فتح ولم نتمكن من ذلك ووجدنا أخا له في الماء وطلبنا منه ان يرفعنا معه ثم ركبنا ووصل العدد إلى 42 شخصاً وامضينا 18 ساعة في البحر تتقاذفنا الامواج يمنة ويسرة وكنا نرى الطائرات تحوم فوقنا ولكنها لم تفعل شيئاً وبعد غروب الشمس جاءتنا باخرة اسمها قرين آي لاند لتنقل البضائع حملتنا معها ووصلنا إلى مصر وبدأت اسأل عن اسرتي لعلني اجدها وكنت طوال رحلة الغرق اعيد الذكريات واتذكر زوجتي وابنائي والحياة والموت واشياء كثيرة وفي مصر اتصلت ببعض اقاربي وعلمت ان ابنتي آلاء قد نجت ووصلت إلى مصر ثم علمت أيضاً ان ابنتي ولاء وجدوها وامها في المستشفى وبقي سيف الدين لا نعرف عنه شيئاً وكذلك الخادمة والمهندسين وبعد ذلك وصلت مكالمة تفيد بنجاة ابني سيف الدين فاستطعت ان اتصل عليه واكلمه واطمأن على نجاة اسرتي وغداً نكمل حديث الام من قصتها مع اسرتها والغرق واشياء اخرى حدثت لنا في البحر.