[align=center]
الجميع يعرف التخبطات التي تعيشها وزارة التربية والتعليم وما صاحبها من قرارات ارتجاليه وتفتقد إلى المصداقية والواقعية في التطبيق باعترافات رموز معنية في الوزارة نفسها وانتهاء بالأسرة التي يمثلها الطالب الذي ذهب ضحية حقل تجارب محكوم عليها بالفشل مسبقاً بدءاً من التقويم المستمر وبرامج تطوير التعليم وإلغاء الاختبارات المركزية لطلاب الثانوية العامة وما صاحبها من تغيرات شكلية طرأت على المناهج وازدواجية في القرارات حتى بخس المعلم ابسط حقوقه ولست بصدد ذكر مساوي الوزارة والأخطاء التي مارستها سواءً بقصد ام بنتيجة قاضي في الجنة وقاضيان في النار.. ولكن من باب( وذكّر فإن الذكرى تنفع المؤمنين ) ولعلنا قد نجد فيهم من تنطبق عليه هذه الآية الكريمة.
ومن باب الحمية التي تأصلت في كل غيور على هذه البلاد الطاهرة عندما نسمع ونقرأ ونشاهد ما يقال عن تعليمنا وما يمر به من حالة مخاض مزرية يندى لها الجبين وما ويطرح للنقاش في المجتمع من حالات انحراف وشذوذ وخراب في الممتلكات العامة وقضايا أمنية واجتماعية وسلوكية ليدل على أن تعليمنا عاجز عن علاج مثل هذه القضايا بل ربما افرزها بسبب الاقصائية والتفرد بالقرار وعدم إشراك الطرف المعنيّ بالقرار أصلاً . ولقد استرسلت كثيراً وخرجت عن الموضوع الذي جردت له قلمي نحو استمرار الدارسة في المرحلة الابتدائية خلال ايام الاختبارات حيث يقول القرار
اولاً: يبدأ اليوم الدراسي مع بداية الاصطفاف الصباحي السابعة والنصف
ثانياً:ينتهي اليوم الدراسي مع نهاية فترات الاختبارات في المرحلتين المتوسطة والثانوية
ثالثاً: تكون فعاليات اليوم الدراسي متضمنة برامج تقوية دراسية وبرامج نشاط .
وعليه أقول وبالله التوفيق
اولا :ً( ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطائنا ) وتمنيت أن احداً من مشرعيّ هذا القرار تمثل هذه الآية وبحث عن الصواب فالحق أحق أن يتبع .والحق ضالة المؤمن أنى وجدها اخذ بها ولكن أخذتهم العزة بالإثم فبدوا يبحثون عن معززات لتقوية جانبهم وحجتهم وتركوا الجانب المهم وغلبوا المصلحة الخاصة على العامة . ولقد تعلمنا من خلال التعليم ذو العصور الساحقة .. ليس العيب في الخطأ ولكن العيب الاستمرار على الخطأ.. ولكن يبدو أن نظريات التعليم الحديث التي تسعى إليها الوزارة اجتثت هذه الفكرة .
ثانياً : تقاس الأمم بمستوى تعليمها فالطبيب والمهندس ورجل الأمن والمسئول الكبير والصغير وأصحاب الحِرف وجميع فئات المجتمع كلهم تخرجوا وتعلموا من المعلم .
فأقل تقدير أن يكرم لا أن يهان . ومن ابسط الحقوق ما تماشت به الوزارة خلال الأعوام المنصرمة بمنح معلمي الصفوف الأولية حوافز تشجيعية مقابل التدريس بها ومن هذه الحوافز التمتع بالأجازة مع طلابه ، فإذا انتفت هذه الحوافز فسوف يعزف الكثير من المعلمين عن التدريس بالصفوف الأولية التي تعاني أصلاً من عزوف في ظل الحوافز القائمة وتصبح مشكلة إدارات المدارس والإشراف التربوي إيجاد الحلول والبديل الملائم .
ثالثاً : ارجوا أن لا يكون هذا القرار ردة فعل على ما تقدم به مجموعة من المعلمين لديوان المظالم ضد الوزارة للمطالبة بتحسين أوضاعهم وفقاً للمستويات المستحقة لهم. وإذا كان كذلك فهذا يدل على أن الوزارة ليس لديها نفس تحتويهم وغير مستعدة للتعاون في تحقيق مطالبهم .
ونفند الأخطاء في القرار:
1-إذا اخذ الطالب نتيجة التقويم للفترة الثانية فما الذي يجبر الطالب على الحضور وهو يعرف انه انتهت المناهج وتم تقويمه . ثم ما هي العقوبة التي تفرض على الطالب المتغيب ؟ إذا علمنا أن درجات المواظبة لا تؤثر على طالب المرحلة الابتدائية حيث ينتقل للمرحلة المتوسطة وقد لبس حلة جديدة .وخلع الحلة السابقة
2-تم توزيع المناهج على 16 اسبوعاً وأسبوعين خاصة بالاختبارات للفصل الدراسي الأول ولم يأتي تفصيل خاص بالمرحلة الابتدائية ضمن الخطة وهذه الخطة المقرة من الوزارة فلماذا ترجع وتناقضها
3-نسيت الوزارة أن هناك مدارس تحتوي على مجمع مدارس ابتدائي ومتوسط وثانوي فكيف تجمع إدارة المدرسة بين استمرار الدراسة بالمرحلة الابتدائية والاختبارات بالمرحلتين علماً أن بعض المعلمين مكملين بالمرحلة المتوسطة ثم ما هو مدى تأثير طلاب المرحلة الابتدائية في حالة الفوضى على سير الاختبارات. في الوقت الذي ينادي به التربويون لإعطاء جو هادئ ومريح للطالب بعيداً عن الصخب والإزعاج الذي يفسد الحصول على المعلومة
4-جاء في القرار ينتهي اليوم الدراسي بنهاية فترات الاختبارات للمرحلة المتوسطة والثانوي ومن المعلوم أن أكثر المشاكل لا تحدث إلا في أيام الاختبارات نتيجة انصراف طلاب المتوسط والثانوي وتسكعهم بالشوارع وممارستهم التفحيط والسب واللعن وربما التحرش الجنسي والاختطاف والوقوف على أبواب المدارس وهذا مشاهد ومعروف (لمن كان له قلب أو القى السمع وهو شهيد ) ولعل اقل ما ينتج من ضرر من ذلك اكتساب السلوكيا ت الشاذة من بعض الطلاب المنحرفين سلوكياً - والوقاية خير من العلاج
5-ما هي برامج التقوية وما هي برامج النشاط التي تريدونها وما هي الآلية لتطبيقها أم أنها مجرد عبارات مستهلكة للقبول بالفكرة وكيف نوفق بين برامج النشاط وبين تكليف معلمي التربية الفنية والبدنية بالمراقبة في لجان الثانوية العامة إذا علمنا أن النشاط الفني والرياضي من الأنشطة المحببة لقلب الطالب.
6-تمنيت أن الوزارة جادة في خططها وبرامجها واستفادة من هذه الأيام بإرسال المعلم في دورات تدريبية من شانها تطوير تعليمه والرفع من كفأته ، هذا إذا علمنا أن اكبر ميزانية إنفاق تذهب لصالح التعليم وتطويره .
7-وأخيراً للأسف أن بعض المعلمين رتب نفسه على أساس الحصول على أجازة للصفوف الأولية فحجز للسفر أو حجز قاعة أفراح للزوج إلا أن القرار خيب أمله وأخلف وعوده وعاد بخفيّ حنين يندب وزارته التي جعلت شعارها التربية قبل التعليم .
واخيراً وقفه صادقه مع كل مسئول في وزارة التربية والتعليم ضع نفسك أمام الله سبحانه وتعالى واعلم انك مسئول بما وليت عليه من أمر في أبناء المسلمين وأنهم أمانة في عنقك تسأل عنها يوم القيامة هذا والله اعلم[/align]
المفضلات