حـوار مع عمرو بن كلثوم
محمد جلال القصاص
استزارَ ملكُ العراق في الجاهلية ـ عمرو بن هند ـ عمرَو بن كلثوم ، سيد تغلب ، فطلبت أم الملك من أم عمرو بن كلثوم أن تناولها شيئا ، فأعدَّت ذلك ذلا وصرخت تستغيث بابنها فقام إلى رأس الملك وقطعه !وقال معلقته المشهورة .
واليوم وقد صرخات المستغيثين ، وقلَّ المجيب كتبتُ هذه القصيدة أحاور فيها عمرو بن كلثوم وأمه .
[poet font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
بَيْتُكِ أم عمــرٍ فالزمينـا *** ودونكِ كأسُ خمرٍ فاكسرينـا
أراكِ إن خرجتِ إلى عـراقٍ *** وجُلْتِ في دمشقَ وفي جنينـا
وأنزلتِ الركابَ بأرضِ مصرَ *** ثم إلى اليمانِ وما وَلِينَـــا
رأيتِ صبيةً كالشمس بكراً *** تنادي ويلها من الكافرينــاَ
يُمَزَّقُ ثوبُـها, والأبُّ يبكي *** وقد وُطِئت ظهورُ الحاضرينـا
فما وجدوا كابنكِ أمَّ عمـرٍ *** يقوم إلى رؤوسِ المعتدينـــا
فإن رجالَنـا يا عمرو هانوا *** وصَمُّوا عن نداء المقهريــنا
يُدنّسُ عرضُهم في كلِّ أرضٍ *** وقد باتوا لهاةً لاعبينــــا
وليسُـوا قِلةً فأقول عذراً *** كِثـارٌ فوقَ جَهدِ الحاسبينــا
فمنّا نسوةٌ في الأسر ِ باتوا *** ومنّـا الراقصون المازحونــا
ومنّا الحابسـون لكل حـر *** ومنـا الجالدون الأبعـدونـا
ومنا الرافضـون لشرع ربي *** ومنـا القائلون بذاك دينـــا
وفينا ثـلةُ للعهـر تدعـو **** بُغاةٌ في ثيــاب المصلحينــا
جموع المشركين اليوم جاءت *** تعربد فوقَ أرضِ المسلميــنا
فقمنا بالتحايا والهدايـــا *** نهيئُ فُرْشنـا للْغـــاصبينــا
بكيتِ من مقـالي أم عمـرٍو ** * فمـاذا لو رأيت المكرمينــا
رسول الله والصحبَ الكرامِ *** سَقَوْنَا من حياض المهتــدينا
بقرآن يذيب حـــشاك لما *** يُرتل من شـفاهِ القارئينــا
صددنا الكأس عنا أم عمرٍو * ** زهدنا في شــراب المهتدينا
تركنا درب أحمد واستبقنا *** نهرول في دروب الفاســقينا
فكنا الآخرين وما سبقنا *** وكنَّـا مطية للســائرينـا
جحيمٌ ثائرٌ ، في القلب يغلي ، *** ينادي ويلكم يا مسـلمونا
أيهنأُ عيشكم والكفر ينهي *** ويأمر في بلاد المســلمينا
[/poet]
المفضلات