الحُجَيْجَة
صفية بنت ثعلبة الشيبانية
والحُرَقَة
هند بنت النعمان بن المنذر
( 1 )
الحُرَقَة , وهى هند بنت النعمان بن المنذر .
كانت مشهورة بجمالها البارع وحسنها الفريد .. وسارت بذلك الأحاديث حتى وصلت الى كسرى , فتمناها لنفسه , فأرسل إلى ابيها يطلبها للزواج , فأنف النعمان أن يزوّجها من أعجمي , فاعتذر .. فجنّد كسرى الجنود , وفتك بالنعمان ,, وهربت الحُرَقَةُ ناجية بنفسها وشرفها الى بوادى العرب فى خفاء .
ارسل كسرى صوائح فى بلاد العرب , أن برئت الذمة ممن يحمى أو يؤوى الحرقة ..ولأن البشر سيظلون بشرا يؤرقهم الخوف , ويضنيهم الطمع , وفى معظم الأحوال يؤثرون السلامة , فقد راحت بعض القبائل التى تلجأ اليها الفتاة ابنة الملك والتى اصبحت مشردة وجائعة تعتذر بهذا العذر أو بذاك , فتارة سينتقلون الى مرعى بعيد , وتارة انهم يتحسبون لهذا الأمر او ذاك ..
قالت الحُرقة :
[poet font="Simplified Arabic,5,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
ما كنت أحسب والحوادث جمّةٌ=أنى أموت ولم يَعدنى العُوّدُ
حتى رأيت على ارومة مولدى=ملكا يزول وشمله يتبددُ
وغشيت كل العُرْب حتى لم أجد=ذا مِرّة حسن الحفيظة يوجدُ
مُوتى بُعَيْدَ أبيكِ , كيف حياتُنا=والموتُ فهو لكل حيٍ مُرصَدُ
خاب الرجا , ذهب العزا , قل الوفا=لا السهل سهلُ ولا نجودٌ انجُدُ
جمدت عيون الناس من عبراتها=وقلوبهم صمٌ صلادٌ جلمَدُ
[/poet]
راحت الجميلة اليتيمة تتجول متخفية تعانى الخوف والحزن والجوع , الى ان وصلت الى قبيلة بنى شيبان .
كان ثعلبة الشيبانى شيخ القبيلة قد مات , وخلفه ابنه الفارس المغوار عمرو بن ثعلبة الشيبانى . وكانت شقيقته الكبرى صفية بنت ثعلبه هى حكيمة القبيلة وشاعرتها , وكانوا لا يبرمون امرا قبل الرجوع اليها .وكانوا يسمونها الحُجَيْجَة لقوة منطقها , وكانت أبية النفس , عظيمة المناقب , رفيعة المآثر .
وصلت الحرقة الى مضارب القبيلة , وقابلت صفية وحكت قصتها .. ثارت الحجيجة غضباً , وانتفضت حقداً .. وهبت تجمع قومها وعلى رأسهم اخيها عمرو صائحة معلنة انها اجارت الحرقة :
[poet font="Simplified Arabic,5,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
أحيوا الجوارَ فقد أماتته معا=كل الأعارب يابنى شيبانِ
ما العذر ؟ قد نشدت جوارى حرّةٌ=مغروسةٌ قى الدرّ والمرجانِ
بنتُ الملوك ذوى الممالك والعُلى=ذاتُ الجمال وصفوةُ النعمانِ
اتهاتفون وتشحذون سبوفَكم=وتقوّمون ذوابل المرّانِ
وعلى الأكاسر قد اجرت لحرةٍ=بكهول معشرِنا وبالشبّانِ
شيبان قومى هل قبيلٌ مثلهم=عند الكفاح وكرّة الفرسانِ
إنى حُجَيجةُ وائلٍ وبوائلٍ=ينجو الطريد يناقة وحصانٍ
يا آل شيبانٍ ظفرتُمْ فى الدنا=بالفخر والمعروف والإحسانِ
[/poet]
وأتت الأخبار كسرى فأرغى وازبد .. كيف تجرؤ اعرابية كهذه ان تتحدى كسرى العظيم .. لا بد من تأديب هؤلاء الأجلاف .
[ALIGN=CENTER]يتبع[/ALIGN]
المفضلات