ينبع: أحمد الأنصاري
رفعت مسابقات محلية للقوارب الخشبية في ينبع (غرب السعودية)، من قيمة تلك النوعية من القوارب بعد أن تدنت أسعارها إلى أقل من 500 ريال للقارب، بسبب إحلال القوارب الحديثة المصنوعة من الفايبر جلاس لمجمل عمليات الصيد والتنزه وغيرها، بدلا من القوارب الخشبية التي تدخل حاليا في ذمة التاريخ.
ويبين أحمد الصالح، الذي يعمل في هذا المجال، أن القوارب المصنوعة من الخشب أصبحت نادرة الوجود، حيث خطفت منها الأضواء قوارب الفايبر جلاس ذات المتانة الأكبر وانسياب في البحر وأصبحت هي المسيطرة بنسبة مائة بالمائة على كل قوارب الصيد وغيرها، وصار القارب الخشبي من دون مكانة تذكر لا في البحر ولا في البر بسبب سرعة تلفه، وتكبد صاحبه مبالغ كبيرة في صيانته، وتسبب هذا الأمر في انقراض القوارب الخشبية في ينبع.
اللجنة البحرية التابعة لغرفة ينبع بادرت لحماية هذا الإرث التاريخي من الزوال، وذلك عبر تنظيم مسابقة دورية للقوارب الشراعية الخشبية إحياء للتراث القديم، وقال ناجي الرويسي، رئيس طائفة الصيادين بينبع، إن هذا النوع من القوارب شهد تناقصا في أعداده بسبب إقبال ذوي العلاقة على القوارب الحديثة لمتانتها وقلة إعطابها وسرعتها على الماء، مقابل تعدد أعطال وغلاء أسعار صيانة القوارب الخشبية.
وأوضح الرويسي أن القوارب الخشبية أصبح لا يتوفر منها الآن سوى عدد محدود جدا، فكان التفكير في إقامة مسابقة دورية خاصة بالقوارب الخشبية الشراعية في ينبع من اجل إحياء تراث قديم، يرتبط بوجود الناس على ساحل بحر ينبع، والمحافظة على هذه القوارب الخشبية الموجودة، ولترغيب الصيادين من الشباب للتفاعل معها، وصنع مثلها، للدخول في السباقات التي يتم تنظيمها بصفة دورية في ينبع.
وقال رئيس طائفة الصيادين بينبع، إن سكان ينبع البحر كانوا يقومون بإعداد سباقات مثيلة في مواسم الأعياد، وكانت القوارب المستخدمة قوارب شراعية خشبية، وكانت هي المتوفرة آنذاك، حيث كانت المسابقات تشهد تحديات ومنافسات كبيرة، مقابل جائزة هي عبارة عن أبيات من الشعر تنظم في الفائزين.
وكشف الرويسي عن إقبال متزايد خلال الفترة القليلة الماضية على القوارب الخشبية في مدن ساحلية، شمال وجنوب المملكة، وقال «كانت أسعار القوارب حتى قبل أشهر قليلة الخمسمائة ريال، لكن ظهور المسابقات رفع من قيمتها إلى أضعاف مضاعفة، خاصة لما تلقاه من إقبال جماهيري، ورعاية رسمية، فقفز سعر اقلها إلى نحو ستة آلاف ريال».
المفضلات