الرجل بطبعه «أزعر»، وهو لا يحتاج الى شهادة لذلك، فبمجرد ان تظهر عليه أعراض «الفحولة» يحصل على شهادة منشأ بأنه «أزعر»!
وهو يطور مرحلة «الزعران» هذه الى ان يصل الى مرحلة تؤهله للحصول على شهادة الأيزو، وخلال هذه الفترة يمر بمراحل عديدة تبدأ بالمراهقة وتنتهي بالمراهقة، فهو في علاقاته بالمرأة الاخرى يبقى مراهقا... حتى لو كان لديه ما لدى هارون الرشيد من النساء والجواري، «فامرأة واحدة لا تكفي» هو شعاره المفضل، لذلك يبقى يطارد امرأة اخرى حتى لو كان لديه «فيلق» من النساء فالمرأة «الأخرى» هي النعيم بالنسبة له على طول الخط، والمرأة «الاولى» هي الجحيم في أغلب الاحيان، لذلك يبقى طول عمره يطارد الامرأة الاخرى دون ان يصل... لأن هذه المرأة خيط دخان... او امرأة ليس لها عنوان، على طريقة نزار قباني وعبد الحليم في قارئة الفنجان... وستعرف بعد رحيل العمر أنك كنت تطارد خيط دخان.
فحبيبة قلبك يا ولدي.
ليس لها عنوان.. ليس لها عنوان
أقول هذه المقدمة لأنني أردت اليوم ان انتصر للمرأة على حساب الرجل، وان كنت لا أبرىء ساحة المرأة احيانا، فعلاقة الرجل بالمرأة او علاقة المرأة بالرجل في الحب قبل لعبة التنس لا يمكن لأحدهما ان يلعبها بدون الآخر!
ما لدي اليوم يثبت ان الرجل «أزعر» وان المرأة ليست دائما مثل امرأة القيصر فوق مستوى الشبهات، فهي في احيان كثيرة تكون تحت مستوى الشبهات، وان الرجل لا يحتاج الى سبب لكي يلعب بذيله، وان المرأة تحتاج فقط الى من يحرضها، وهو ما اكدته قصة عدنان الذي احب صديقة الانترنت وعاش معها احلاما طويلة وعريضة ليكتشف في النهاية أنها ليست سوى زوجته، وهي القصة التي تناقلتها وكالات الانباء قبل فترة عن زوجين أدت الخلافات المستحكمة بينهما الى برود العلاقة بينهما الى درجة الانفصال، فصرفهما اليأس من اصلاح حياتهما الزوجية الى «الدردشة» عبر شبكة الانترنت في محاولة كل واحد منهما العثور على شريك حياة جديد.
وذكرت وكالات الانباء ان الاخ عدنان وهو اسمه الحركي المستعار تعرف إلى زوجته المصون التي كانت تحاوره باسم جميلة دون علم كل منهما بحقيقة الاخر فوصفت له نفسها بانها «عزباء» ومثقفة، ومتدينة، وتحب المطالعة، والحياة الزوجية المستقرة، وهو فعل الشيء ذاته... وزاد على ذلك انه «مخلص جدا».
وبعد ثلاثة اشهر من الحوارات الحميمية عبر الانترنت اصابتهما سهام الحب، وان كل واحد منهما لا يطيق الحياة بعيدا عن الاخر، فقررا الزواج الذي لا بد ان يسبقه لقاء حقيقي فأخبرته أنها ستعود من الى الخارج لتقابله في «مجمع السفريات الجنوبي» ووصف كل منهما للآخر الثياب التي يلبسها ليتعارفا بسهولة، وقضى العاشقان اياما وليالي طويلة يتقلبان على جمر الانتظار.
وفي اليوم الموعود سار كل منهما باتجاه مكان اللقاء في الموعد المحدد، فكانت المفاجأة غير السارة بانتظارهما حين اكتشف كل منهما انه على موعد مع غريمه الذي يعيش معه في نفس البيت، فتبخر الحب والعشق والغرام، فلم يتمالك عدنان نفسه من هول المفاجأة فصرخ بزوجته ثلاثا «انت طالق، طالق... طالق»...
وفي المقابل لم تتمالك جميلة نفسها فصرخت «يا كذاب» انت طالق ايضا «وكأنها كانت هي الصادقة» وسقطت مغشيا عليها بعد ان تبخرت احلامها!
هذه الحكاية اشبه بفيلم، لكنه فيلم حقيقي، وقصة مبكية الى حد الضحك، او مضحكة الى درجة البكاء، فهل نضحك عليها ام نبكي، ام نأخذ العبرة منها بان الرجل «عينه زايغة» وان المرأة تعيش في الاحلام بدلا من ان تعيش في بيت زوجها؟
فالرجل عموما عينه زايغة ويفضل اي امرأة على زوجته ويغازل اي امرأة الا زوجته مثله مثل ابو نواس عندما اشتكت زوجته من انه لا يغازلها، فتنكرت بنقاب واخذت تنظرر اليه في السوق، وتغازله، فأخذ يغازلها ويتبعها، فخلعت نقابها ووبخته فقالت عبارتها الشهيرة «قبح من وجه وقبح حامله».
فرد عليها بعبارته الشهيرة! ما أجملك بالحرام!!
* نقلا عن جريدة "الوطن" الكويتية