قبل عام من الآن تقريبا ؛؛ الصدفة وحدها هي التي أوقعتنا في بعضنا فبينما كنتُ والأخ / أبو ياسر نتـفقد العمل في مشروع ترميم سوق الليل الذي تشرف عليه لجنة أصدقاء التراث وجدنا الرجل يتجول داخل السوق مع محبوبته الصغيرة ـ يحفظها الله ـ ولكنه كان يتأمل ويقف عند كل دكان ، يتمعن البنيان ، ينظر في الأحجار ، يقارن ويشبع بنظراته كل شيء أمامه ؛؛ اقتربتُ من // أبو ياسر وسألته بصوت خافت : هل تعرف هــذا الرجل ؟ قال لا .. وبصراحة اتفـقنا ساعتها بأنه غير سعودي نظرا للزي الذي يلبسه ولمعرفتنا بأنهم ؛؛ أي غير السعوديين معجبون بالتراث وبكل قديم ، ولا يمرون على مثل هذه المناظر مرور الكرام ..
المهم تركنا الرجل في عالمه قليلا ولكن على مضض وأخيرا قررنا التعرف عليه ولا سيما أن كمرة التصوير كانت معنا فعرفنا اسمه واسم أبيه والتقطنا له صورة .. بعد أن استأذناه ... أما أنا ففرحتُ كثيرا عندما عرفت اسم أبيه الشيخ/ سعيد ؛؛ إذ سبق أن اجتمعتُ به وأسمعني من بعض قصائده الشعرية وحكى لي شيئا من ذكرياته المشوقة وأحاديثه العذبة التي لا تــُـمــل بحضرة الشيخ / عبد الرحيم الزلباني مدير التعليم في ينبــع ..
هل تعرفون من هو صاحبنا الذي تجول في سوق الليل ؛؛؛ إنه الأخ العزيز // حامد سعيد بن عابد الحبيشي ولم يكن ساعتها مسجلا لدينا بالمنتدى ... ودارت الأيام حتى لفت أنظارنا الأخ / أبو رامي بوجود عضو اسمه // أبو عمرو له مشاركات جيدة في قسم الشعر فوقع عليه الاختيار ليكون مشرفا لقسم الشعر الفصيح بالمنتدى وحتى تلك اللحظة ونحن لا نعلم أن أبا عمرو هو صاحبنا وهو الشخص الذي قابلناه في السوق وبعد استرجاع الشريط ذكرني أبو ياسر بالاسم وجلستُ أبحث عن تلك الصور بين مجلداتي حتى وجدتها قبل يومين ..
وها هي صورة أبو عمرو معي ومع أبو ياسر ومعه ابنته الصغيرة .. وهذه القصة لها ما يقارب السنة ..ولعله من المناسب الآن أن أدعو الأخ / أبو عمرو لزيارة السوق بعد تسقيفه وإنجاز تحسينات متقدمة في الترميم وشكرا لله الذي هيأ لنا هذه الصدفة لمعرفة رجال نعتز بمعرفتهم ونفخربهم ...وكما يقال :
رب صــدفة خير من ميعــاد



الأخ / حامد سعيد في الصور الملتقطة قبل عام







مشروع الترميم يسير بالتدريج لإبراز جزء من تراث أسواقنا القديمة