نسبة كثيرة من طلاب المدارس في شتى أنحاء البلاد يصر آباؤهم على عدم الموافقة بأخذ ابنائهم اللقاح الخاص بمرض الخنازير ،، وعندما استمعت لأكثر من شخص يتحدث عن الموضوع مشيرا إلى التحذير الذي يتضمنه الخطاب الموجه لولي أمر الطالب.. وكـأن الذي صاغ هذا الخطاب يلمح بعدم أخذ اللقاح لما يكتنفه من تحذيرات وعبارات تدعو إلى الشك والخوف ..

وقد اطلعتُ على الخطاب وقرأته فوجدت بالفعل أن شكوك الآباء في محلها ففي المقطع الثاني من الخطاب يقول النص:
( علما بأن من دواعي عدم إعطاء اللقاح هو وجود سابق حساسية مفرطة للبيض أو وجود حساسية للقاح الإنفلونزا الموسمي ..

واقرؤوا أيضا :
( وفي حالات نادرة قد تحدث مضاعفات شديدة كما في اللقاحات الأخرى )

وهي بلا شك عبارات تخوّف حتى وإن كان ذكرها من الأمانة العلمية التي يجب إيضاحها لمتعاطي اللقاح ؛ ولكن في يقيني بأن التحذير يكتنفه بعض الغموض ، ومن باب سد الذرائع الذي نستخدمه في أمور أقل بكثير من صحة الإنسان كان من الطبيعي أن يحجم الآباء عن الموافقة بأخذ اللقاحات لابنائهم ، وما يدرينا بأن فلان من الابناء لديه حساسية مفرطة من البيض أو للقاح الإنفلونزا الموسمي ؛ ألا يتطلب هذا فحصا دقيقا للتأكد من هذا العرض قبل أخذ اللقاح ، وأين يتم التأكد ؟ وما هي الجهة الطبية التي يراجعها الطلاب هل هي الوحدة الصحية مثلا بإمكانياتها (التعبانة) ، أم المستشفيات الخاصة ليكون الموضوع زيادة في الأعباء وإرهاقا للآباء .. أعتقد أن الوزارة لم تضع آلية شافية وواضحة لهذه اللقاحات قبل البدء في إعطائها ، وأتوقع أن يتردد كثير من الآباء في التوقيع بالموافقة على أخذ ابنائهم اللقاح ( والباب اللي يجيك منه الريح سده واستريح) .

صورة للخطاب الذي يعطى للطالب لوقيعه من ولي أمره