أخواني وأخواتي الكرام:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخترت لكم مقالي هذا اليوم من واقع لا ينكره الجميع ولو أستذكر كلُ منا لوجد أنها حقيقة لا يمكن نسيانها أو تناسيها.
ما نعيشه اليوم من تقدم في عصر النت و التكنولوجيا الحديثة يجبرنا على تغيير أفكارنا ونواكب هذا التغيرات حتى لا يُقال عنا بأننا متخلفين بالتو واللحظة و قادمين من الكوكب الـ.... أو من العصر الحجري.
فللأسف يظن البعض بأن هذا التغيير شامل في جميع ما وهب سواء في القيم والأخلاق وحتى الملبس والمأكل ولو كان الأمر بيديه لغير والديه.
نعم هذه هي الحقيقة فيظن الكثير والكثير بأن زمن الأدب يحتم عليه بأمور معينة يقوم بها تجاه أهله أو والديه ويكتفي بهذا القدر أما ما غير ذلك فهذه حريته الخاصة التي يتحكم بها لنفسه ولا يسمح بأي شخص التدخل فيها أبداً.
أستدرج لكم هذه القصص التي وددت من طرحها لهدف معين وهو للأسف يبشر بانطلاقة انعدام الادب والاحترام عند البعض من أبناء جيلنا الحاضر وانقراضه من الاجيال القادمة تماماً إذ لم نتدارك الوضع ونوقفه.
يحكي لي أحد الأخوة بأنه كان في أحدى النزهات ويقول لي كان الأمر جميلٌ جداً والفرحة تملء المكان ولكن حدث شيء ما أستوقفني كثيراً وهو عندما حضر مديرنا وجلس فمن الأدب منا نحن القائمون على النزهة بان نبادر بضيافته فلا أبالغ إذ قلت لك بأنه لم يتكرم أحداً من هم يصغرونني سناً بالقيام بهذا العمل رغم وجود أكثر من شخص فارق العمر بيننا كبير.
مما جعلني أتساءل كثيراً هل هي إحدى أسس حياتنا التي أشرقت على الانهيار والتلاشي أم أني مبالغ في الموضوع أكثر من حجمه فهو أمر طبيعي وغير هام.
وقصة اخرى:
كنت قبل أيام من موعد كتابتي لهذا المقال في زيارة خاطفة لأحد المقربين و طرينا هذا الجانب فأستنكر التغيير المفاجئ من جيلنا الحالي بأن أحفاده لم يقوموا بزيارته منذ شهر مضى رغم تواجدهم في نفس المدينة والبيوت تبعد عن بعضها بمقدار 2كلم فقط.
وأما القصة الثالثة:
حينما يغيب الاحترام والادب عند الأبن إذ تجد شابٌ صغير في العمر اتمم بلوغ رشده قبل يومين ويهم برفع صوته على صوت ابيه او يرفض طلب تطلبه منه أمه أو يصل الأمر عند البعض منهم أن يمد يديه على امه لرغبتها في عدم تحقيق رغبته في إعطائه مال أو شيء من هذا القبيل.
أما القصة الأخيرة:
فهي عامة لكل شخص تربت أخلاقه على الكلمة الطيبة والمعاملة الحسنة ، على احترام الكبير وتقدير الصغير على مساعدة العاجز والمريض وعلى الابتسامة الجميلة التي ربانا بها أباءنا وأجدادنا وقبلهم دين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي علمنا كيف نرفق بالحيوان وإني لأستنكر ما يتناقله البعض من مقاطع مثيرة للضحك والفكاهة فتجد تارة ربط فأر في مكان ما أو قطع ذيل قطة أم أننا تناسينا ذلك الحديث فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أن نملةً قرصتْ نبيًّا منَ الأنبياءِ، فأمر بقريةِ النملِ، فأُحرقتْ، فأوحى اللهُ عز وجل إليهِ : أن قد قرصتْك نملةٌ، أهلكْت أمةً من الأممِ تسبِّحُ ).
أم يغيب الأدب والاحترام عند أخ كبير يجد من أخيه الصغير ما لذ وطاب من كلام غريب لم يسمعه من قبل ولكنه على خبر أكيد بأن ما يسمعه هو تحت شعار ( شباب زي الكباب أو شباب في رحلة).
جزى الله أبائنا فحفظ من أبقى ورحم من مات إذ غرسوا في قلوبنا أن نحترم معلمينا وأن نخشى ما يمشون به من طريق وأن نقبل يد الكبير أو رأسه بما أنه أكبر منك سناً فالواجب عليك احترامه وأما من يكبرونك سناً فلا تتكأ أمامهم ولا تتكلم إحتراماً وتبجيلً لهم فالوضع اليوم مختلف كل الإختلاف فالطالب مع مدرسة في الكوفي أو الكازينو والصغير حينما يلقي التحية لمن يكبره يكتفي بكلمة ( هاي ... هو أر يو ماي فريند... أشطه يابا ) اما الصغير فلا حياء عنده فأنه سلطان المجلس والمايك معه فالكبار مستمعون فقط... والله المستعان.
(( ومضة قلب ))
عن عبدالله بن عمر قال عن سالِمِ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ عُمرَ عن أبيهِ أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ مرَّ على رجلٍ وَهوَ يعِظُ أخاهُ في الحياءِ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ : (( دَعهُ فإنَّ الحياءَ منَ الإيمانِ ))
و عن أبو هريرة رضي الله عنه قال .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( الإيمان بضع و ستون أو بضع و سبعون شعبة ؛ أفضلها لا إله إلا الله ، و أدناها إماطة الأذى عن الطريق ، و الحياء شعبة من الإيمان
(( وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وكل عام وأنتم بخير )).
المفضلات