رنـــــات قـلـــــب الــذهـــــــب
بـقـلــم: عـمـيـــر بن عـــواد المحـــــلاوي

(( قصور الأفراح ... وعناء الجوار ))
أخواني وأخواتي الكرام:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

قد لا يخُفى خافية على الجميع بما تمر به أيامنا من أفراح وليالي ملاح أسأل المولى عز وجل أن يتمم لكل عريس أفراحه ويرزقهم بالذرية الصالحة والقلوب كلها تفرح لفرحهم وتزف لهم أسمى آيات التهاني والتبريكات .
ولكن هناك من الناس متذمرين من تلك الأفراح ليس بمعنى الحقد والكراهية والدعاء ليلاً على صاحب ذلك القصر بعدم الرزق لا سمح الله بل تذمرهم يأتي من أمور ظاهرة و واضحة وسلبيات متكررة وهي وقوف المدعوين أمام منازل الجيران وسد الطريق عليهم وما خلاف ذلك .
و يعلم الجميع ما مدى ما يعانيه كل من سكن بقرب ذلك القصر من حرقة الأمرين :-
1- مرار عدم وجود مواقف مخصصة لهم فيضطر المدعو بالوقوف بالمتاح .
2- مرار الإزعاج سواء بالألعاب الشعبية أو من سماع الاغاني ومن الالعاب النارية التي تفزع الاطفال وكبار السن .

فللأسف تفتقد قصور الأفراح بمحافظة ينبع بكثير من الوسائل التي تسمح لوجود قصر افراح في منطقة سكانية سببت لمن يسكنون حولها الخجل والمتاعب والإحراجات ولا أشك بأن الكثيرين رحلوا بسبب ذلك القصر فما بيد صاحب العمارة المجاورة للقصر إلا الصبر .
ففي المدن الكبرى كأمثال جدة و المدينة المنورة نجد تلك القصور التي تحتضن مواقف للسيارات و وجود كافة وسائل الأمن والسلامة ، بغض النظر عن الواقع الحالي في ينبع فلو لا قطعة الأرض المجاورة أو المقابلة لما خدمت ذلك القصر في المواقف.
تذمر الجيران للقصور لا يقف فقط بوقوف المعازيم أمام منزله بل الأحر من ذلك إذ كان لدية ظرف طارئ أو لديه حاله من ذوي الاحتياجات الخاصة أو أحد والدية من كبار السن فما هو الحال إذاً.
بغض النظر طبعاً على العبارات التي يكتبها أصحاب العمائر أو الفلل المجاورة لحفظ حق الموقف له ( الموقف خاص ) وتجد المعاند الذي يرد بكل برود ( مب شارع أبوه ) .
مررت بقصة لاحد الأخوة كان ينوي تأجير عمارته لإحدى الدوائر الحكومية فطُلب منه أخذ موافقة الجيران أولاً فرفضوا فأضطر لتأجيرها شقق عائلية .
وربما هذا ما أقصده بالعين فلو أخذ رأي الجيران لرفضوا فيضطر صاحب القصر أن يبني قصره بعيد عن المناطق السكنية ويؤمن المواقف الخاصة لمعازيم الفرح وجلب شركة خاصة بالحراسات الأمنية لينظموا رجال الأمن حركة السيارات وخاصة وقت خروج النساء التي للأسف في بعض الشوارع يصل بها الحال ( للإغلاق ) .

وأخيراً وليس أخراً:
الحلول كثيرة وموجودة ولو أتيح لي الوقت لأبدي الرأي لأدليت فيها ولكن لم أخول بالتصريح ولمحافظة ينبع مسؤول يرجع له في مثل تلك الأمور فحبذا لو كونت لجنه خاصة .

(( ومضة قلب ))
أتمنى أن لا يفهم مقالي من قبل أصحاب القصور بأني أحمل لهم بالقلب شيء فلا والله ولكن لنتبع القاعدة الشرعية التي تقول ( لا ضرر ولا ضرار ) ، ونضع أنفسنا مكان هؤلاء لمدة شهر واحد فقط وحبذا لوكان هذا الشهر في موسم زواجات كما هو الواقع الأن فهل الجار يتحمل أم لا ؟
وما مدى احتماله لو لا قدر الله مر بموقف أجبره على أن لم يجد موقف لسيارته إلا أخر الشارع ؟
وقتها حتما سوف يدندن ويغني ( يا ليل ما أطولك ) .

(( وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا ونبينا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم )).