نادرا ما يقع الالتقاء بين أيام شهرنا القمري والشهر الإفرنجي ولعلكم تذكرون أن هذا قد حدث في شهر ذي الحجة الماضي /1426هـ حيث صادف واحد يناير /2006 م غرة ذي الحجة ثم افترقا بنهاية الشهر وهاهما الآن يعاودان الالتقاء ثانية في شهر صفر /1427هـ إذ يوافق واحد صفر /1427هـ الحالي غرة شهر مارس من هذا العام / 2006 م .. ولكن لن يدوم هذا التلاقي طويلا فسينتهي يوم 29/ مارس الموافق 29 صفر ويبدأ بعد ذلك التباعد حيث تنتهي السنة الميلادية الحالية /2006 م وعندها يكون الفراق والفرق بين الشهرين القمري والإفرنجي عشرة أيام .
فهل يلتقيان ثانية ؟؟ لا ندري وهذا علمه عند الله وعند علماء الفلك فربما هذه نهاية لا لقاء بعدها .. فما أصعب الفراق الذي لا يُظن بعده التقاء

وتحضرني بهذ المناسبة أبيات من قصيدة للشاعر الفذ العلم المرحوم / طاهر زمخشري
عندما كان يستشعر نهاية لقائه بمن أحب فكانت له هذه الرؤى :


[poet font="Simplified Arabic,5,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
انتهينا فلم أعد أذكر الماضي =ولا يحتفي الفؤاد بآت
وارتوينا من التباعد أعواما =توارت وراءها ذكرياتي

وفي مقطع آخر
افترقنا والذكريات البواقي =تتغنى بأمسيات التلاقي
افترقنا ولم نزل بالتباريح =نعاني من لوعة الأشواق
كل صب بخطوه يسبق الدقا=ت من صوت قلبه الخفاق
[/poet]

والزمخشري بهذه المعاني يؤصل الشقاء في ديمومة الفراق.. ولكن شاعرا آخر ـ أعتقد أنه قيس بن الملوح صاحب ليلى يقول في تفاؤل بلقاء من يحب :

[poet font="Simplified Arabic,6,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
وقد يجمع الله الشتيتين بعدما = يظنان كل الظن ألاّ تلاقيا
[/poet]