بعض الحقيقة
الهيئة الملكية وتنمية ينبع


بقلم الكاتب / عيسى الحليان - عكاظ


عندما دعا سمو الأمير فيصل بن سلمان أمير المدينة المنورة الهيئة الملكية للجبيل وينبع علانية، ومن على منبر الهيئة إلى التفكير في إنشاء مركز لإدارة التنمية المحلية بمحافظة ينبع ببحرها ونخلها خارج إطار المدينة الصناعية لمحاكاة ما فعلته «أرامكو» في المنطقة الشرقية، سألت سمو الأمير سعود بن ثنيان رئيس الهيئة عن رأيه فيما دعا إليه الأمير فيصل فقال إنه يتفق مع سموه على أهمية دور الهيئة في التنمية المحلية لكن على قدر ما يسمح به دورها الاستثماري ونظامها الأساسي، مضيفا أن الهيئة سعت ومنذ البداية لتقديم خدمات تنموية للمحافظة، ولكن من بوابة المدينة الصناعية التي تسأل عنها وتقع تحت نطاق إشرافها.
والحقيقة أنني لمست هذا الدور الكبير للهيئة حيث أقامت شاطئاً مفتوحا بطول (10) كم يعد من أفضل الشواطئ البحرية في الشرق الأوسط، كما تقيم خدمات ونشاطات غير مباشرة كان آخرها حديقة الورود حيث تمت زراعة أكبر سجادة للزهور في العالم.
لكن الحقيقة أن البعض لا يقبل بهذا الدور رغم الإنفاق الهائل على البنية التحتية جنبا إلى جنب مع إنفاق الشركات الأجنبية والمستثمرين وهو ما ساهم في إنعاش المستوى الاجتماعي والاقتصادي لينبع ويريدون من الهيئة - بدلا من ذلك - أن تلعب دورا مباشرا في التنمية مع الأجهزة الحكومية الأخرى.
بلا شك فإن الفارق هائل بين ينبع الصناعية وينبع البحر وكأنك قد انتقلت من دولة إلى أخرى وهو فارق غير مبرر بأي معيار تنموي وربما هذا ما قصده سمو أمير المنطقة.
لكن على الوزارات كالبلدية والقروية أن تعطي لهذه المناطق بعدا تنمويا استثنائيا وأن تلتقي مع الهيئة كل في مجاله وأن تعترف بأن ينبع أصبحت مدينة صناعية عالمية باختيار ورغبة الدولة وليست محافظة محلية صغيرة كما تراها.