لحظات فارقة يعيشها هذا الشاب وكأنه يقف على خيط رفيع يفصل بين النجاة والهلاك. في نومه يحلم بالموت وفي صحوه يترقب مصير النهاية ورغم «قتامة الصورة» إلا أن حلمًا واحدًا لا يزال ينتظره وهو أن يقف لحظات على «قبر والدته» الذي حرمته قضبان السجن من تشييع جنازتها.. حلم غريب ولكنه يدلل كل الدلالة على أن الشاب يبحث عن صدر يحميه حتى ولو كان صاحبه بعيد بعيد...
حكاية الرقم 5

5 سنوات وعبدالرحيم عبدالله صالح يقبع في سجن ينبع إثر قيامه بقتل شاب من أبناء جلدته على خلفية حدوث خلاف شخصي بينهم حيث اشترطت أسرة المقتول للتنازل والعفو عن القاتل حصولها على دية 5 ملايين ريال تدفع خلال نهاية الشهر المقبل أو تنفيذ الحد الشرعي وهو القصاص من القاتل ولا زالت أسرة القاتل بحسب حديث عمه خالد صالح لـ»للمدينة» متفائلة برجوع ابنها لأحضانها.

ظروف مأساوية

خالد صالح «عم السجين» نعيش موقفًا صعبًا بسبب قضية ابن أخي بالإضافة إلى ظروف أسرته المأساوية نتيجة لإصابة والده بمرض مزمن جعله طريح الفراش، بالإضافة إلى وفاة والدته أثناء وجود عبدالرحيم في السجن حيث يعيش بقية أشقائه الصغار في ظروف اجتماعية واقتصادية مريرة، مضيفًا أن هذه الظروف التي تكالبت عليهم بالتزامن مع اشتراط ذوي الدم مبلغ 5 ملايين ريال للتنازل عن القصاص من عبدالرحيم قد جعلتهم في ظروف لايعلمها إلا المولى عز وجل والذي نبتهل إليه ليل نهار لإنقاذنا من مصيبتنا من خلال تسخير أهل الخير لعتق رقبة ابن شقيقي عبدالرحيم واستكمال مبلغ الدية، مشيرًا إلى أنهم ومن خلال مساعدة أهل الخير استطاعوا جمع مبلغ مليوني ريال، فيما تبقى 3 ملايين ريال تفصل بين رقبة عبدالرحيم وسيف القصاص، حيث إن ذوي المتوفي رحمه الله قد جعلوا عفوهم مشروطًا بتوفير مبلغ الدية كاملاً أو تنفيذ القصاص.

حافظ للقرآن

وبيّن عم القاتل أن عبدالرحيم قد حفظ عدة أجزاء من القرآن الكريم وهو يعيش ندمًا كبيرًا على ما قام به من قتل لم يضعه في حسبانه أثناء حدوث المشاجرة مع الضحية بسبب جهله وصغر سنه، والذي كان لحظتها في السادسة عشر من عمره، خاصة وأنه أثناء فترة وجوده في السجن تلقى عددًا من الصدمات من أسوأها وفاة والدته في اليمن والتي لم يحظ بتوديعها أو تشييع جنازتها، حيث أبلغناه بذلك بعد مرور شهر من وفاتها، بالإضافة إلى تعرض والده إلى مرض مزمن جعله أسيرًا لفراش المرض مما ساهم في تردي الأوضاع الاجتماعية والاقتصاية لأشقائه والذين يعيشون في شظف من العيش، مضيفًا أنه أبلغه في آخر زيارة له بأن أول أمنياته في حالة العفو عنه هو زيارة قبر والدته.