مختصون ضد الانماط التقليدية في التدريس
(تعلم تعاوني) بديل للتلقين و النصح المباشر
عبدالعزيز العنزي (العلا)
يُجمع الكثيرون على ان التحدي الحقيقي الذي يُواجه المؤسسات الاجتماعية هو التفاعل مع متطلبات العصر الحالي بكل التحولات التي يحملها معه والذي تمخّض عن تغيّرات هائلة في جميع الاصعدة وشهد طفرة هائلة في ثورة المعلوماتية والتكنولوجيا وأنظمة الاتصالات, مما اسفر عن تأثيرات واضحة في المجالات المختلفة.
وتأتي المؤسسات التربوية والتعليمية في مقدمة منظومات المجتمع التي يتوجب ان نتعاطى في نظمها وأنماطها المتعددة مع معطيات هذا العصر الذي لا يعترف بالسكون.
ويرى عدد من التربويين ان من الضروري الوقوف امام طرق العملية التدريسية واساليبها وانماط قيادتها, وفك تشابكاتها واخضاعها لمنظور التغيير والتجدد والذي هو سمة المجتمعات المعاصرة في كثير من تجلياتها.
ويشير البحث التربوي المعاصر الى ضرورة ان يصبح الطلاب والدارسون في المؤسسات التربوية والاكاديمية اكثر فاعلية في العملية التعليمية ذاتها وذلك باعتماد الآليات الحديثة والاساليب المستجدة وفي مقدمتها ما يُطلق عليه (التعلم التعاوني).
لا للجلوس السلبي
ويؤكد المختصون ان الرؤية التربوية الحديثة ترسخ لهذا النوع من التعليم الذي ينأى بالطلاب من مجرد الجلوس السلبي والتلقي النظري للمعلومة التي لا تلبث في هذه الحالة سوى ان تتلاشى من أذهانهم لتذهب أدراج الرياح, وذلك بخلاف (التعلم التعاوني) الذي يقود الطالب للتفاعل الايجابي مع عملية التعليم, ويقوده الى معرفة مصادر المعلومات وطرق معالجتها وتطويرها وتوظيفها في مختلف النواحي.
وداعاً.. للتلقين
وبحسب الدارسين; فإن مبدأ (التعلم التعاوني) يقوم على أساس تقسيم المتعلمين أو الطلاب الى مجموعات متساوية وتحديد قائمة من المهام لكل مجموعة على حدة; ويكون دور المعلم هنا مقتصراً على التوجيه والتقييم وليس مجرد الالقاء النظري او ما يُعرف بطريقة التلقين او التدريس المباشر والتي ان لها ان تنتهي حيث لم تعد صالحة للأجيال الناشئة الذين يعيشون في ظل الكثير من المُلهيات.
روح الفريق الواحد
ويوضح الدارسون التربويون ان من النتائج الايجابية لـ(التعلم التعاوني) هو انه يقود الطلاب الى تنمية التفكير والتعلم وروح البحث والاستكشاف والى كيفية توظيف ما يكتسبونه من معارف في حياتهم الشخصية والمهنية. وأضافوا: بأن من النتائج الاخرى له هو تنمية العمل بروح الفريق الواحد واكساب الطلبة مهارات اجتماعية تواصلية تحل محل ما يُبنى على أساس تنافسي او فردي. كما ان من شأن (التعلم التعاوني) ايضاً تعزيز التعاون والعمل الجماعي, وكل ذلك سوف يصب ـ في النهاية ـ في ثقافة المجتمع ككل.
ويطالب الباحثون المعاصرون الجهات ذات الصلة باعتماد طريقة (التعلم التعاوني) في الجامعات والمدارس والمنظومة التعليمية بشكل عام. مرجعين ذلك الى اهمية فتح المجال امام طرائق التدريس على وجه الخصوص للإقلاع عن الانماط التعليمية التقليدية وضرورة ان يتحرك المختصون لإعمال النظر والفكر في الطرق والآليات الجديدة ذات الاثر الواسع والكبير والفعال في مستقبل الاجيال المعاصرة.
عكاظ
المفضلات