بـهــدوء وبــدون غضــب " هــل التــعليم مهـنـة لمــن لا مهنــة لــه " ..؟

[عتيق الجهني]

[ALIGN=CENTER]//

قُـمْ للمعلّمِ وَفِّـهِ التبجيـلا // كـادَ المعلّمُ أن يكونَ رسولا

أعلمتَ أشرفَ أو أجلَّ من الذي //يبني وينشئُ أنفـساً وعقولا

.
.

هكــذا رســم أحمــد شــوقــي بعيــن الفخــر سطــور الشـُكــر للمُعــلم ..فمــا

كـان لنـا بعــده إلاّ أن رددنــا بحــنــاجـر ذات صــوت واحــد مـاسبــق بفخر أيضاً

فمــن منــا يجهــل معنــى رســالة التــعــليم تلــك الــرســالة التــي تقــوم عـلى

أُسسهــا أخــلاق مُــجـتــمــع بــأكمــله ..مُــجــتمــع يُحــارب الــرذيــلة ..ويكتب

صفحــات تــاريــخــه للنُبــل والعطـــاء ..ونشــر الخيــر في كُل مكــان ..

/
.

بــ التعلــيم فقـط نُحـقـق أجيـال ضــد الجهــل ضـد السقــوط ضــد الإنكـســار

الأخــلاقي والــدينــي ...بــ التعــليـم فقــط نكــبُــت كـُل محطــات الخُبــث ..

بــ التعــليــم فقــط نكـــون فــي قمــة الهــرم ..بــ التعــليـم فقــط نكــون

أو لا نـكـــون ..بـ التعــليــم فقــط تكــون لـنــا منصــاب الشــرف والعــُلو .

/
/
.
.

يشهــد الــله أنــي كُنــت أُردد البيــت الســابق لــ أحمــد شــوقــي بكُــل مــا

يحــمــله الـبيــت مــن " معنــى وإحســاس " ...وكــان حــال يــداي التصفـيق

الحــار جــداً لقــائــلة ..ولمــن قِـيــل فيــه البــيــت ...ولكــن..

المُســتــرســل فــي سيــاق القصيــدة يجــد فيهــا بيتــاً يقــول :-

وإذا المعلّمُ لم يكـنْ عدلاً مشى // روحُ العدالةِ في الشبابِ ضـئيلا .

وهــذا البــيــت بــ التحــديـد هــو مُنــطــلق مــوضــوعــي عن مُعــلم " اليــوم "

//
//

" صـــور مــن مُعـــلــم اليــوم "

مُعــلم اليـــوم لـلأسـف سبــاق " للـسقــوط " قبــل طُــلابــه ...فــ هُنــاك فــي

إحــدى المــدارس الإبتــدائــيــه وجــدت ذات يـوم أحــد " مُــدمــري التعــليـم "

يقـف بيــن طُــلابــه بـ سجــارة مُشــعـلة لا يُــقــف دُخــانهــا إلا نهــاية الشــارع

وفــي الفصــل كــان عــلى صغــارة " أســد الغـــابــة " ...

وفــي مُلتقــى تعــليـمــي أخــر هُنــاك مُعــلم مــدرســة متــوســطــه إختــار

فنــانــه محــمــد عبــده رابــط بينــه وبيــن " طُــلابــه " فـي فتــرة الإنصــراف

فـ نجـــد ذاك " المُــدمــر الأخــر " ...يُســقــي أبنــائه طــرب الفنـانيــن وهــو

مــار بجــوارهــم وهـو قـد جهــل بـ أنــه هــو قــدوتهُــم ...

وفــي رصيــف السُخــــف وجــدت ذات ليــلة قُبــح مُعــلم يُشــارك أحــد طُــلابه

" الإستمــتــاع بمُــداعبــه دُخــان الشــيشــة " ...وصُـغــر جريمـة " المعـســل "..

/
/

وفــي مــدرســة " ثــانــويـة " وجــدت مُعــلم يضــرب بــ لوائــح إحتــرام قوانين

الــوظيــفــة ...وحقــوق الأمـانة عــرض الحـــائط ...فــ يقــوم ذالك " المُـدمـــر "

بــ الهـــروب مـن المــدرسـة " كُــل يــوم أربعــاء " ...تحسُبــاً للإقصــار مــن

عنـاء الطــريــق الــذي ســوف يســلُكــه وهــو مُتجــه لعـائــلتــه التـــي أصبحت

" عُــذر الــلُبــان فـي فـم الأطــرم " ..كُلمــا أراد التــأخيـر ..أو الإنصــراف مُبكراً

ولقــد ذكــرت كلمــة " هُـــروب " عمـداً ..فــ تلـك التجــاوزات لا تحصُــل بعــلم

" مُــدير المـدرســة " الــذي يتفــاجــئ بــ أصــوات صُـــراخ الطـُــلاب ..ولعبهــم

ليخــرُج مــن مــكــتبه مُتجهــا لمصـدر الصــوت فــ يفتـح البــاب فــ تكـــون

المُفـــاجئــة .." لا يــوجـــد فــي الصــف مُعــلم "

/
/

بـل أن الأمــر وصـل ببعضهــم كــســلاً فــي أدى المُـهمــة فـ جعــل مـواقع

الشبكـة العنكــبوتيـة هــي مـن تقــوم عنــه بتحضيــر " مُتطلبــاتــه المهنــية "

فـــ أخــذ يُردد " ( الله يخلي مواقع اللغة العربية ؛ )
/
/
.
.

وبعــد كُــل هــذا نُــريـد مُجــتمعــاً " أكثــر طهــارة ......؟

حقيقــة ولا مُجــامــلة فــي الأمــر المـــوضــوع جـداً " خطــيــر " فهــو يُمــثـل

فــلذات أكبــادنــا من البــدايـة حــتى شبــاب المُجتمــع الــذي نـنظــر له نظـرة

خــيــر وتفــاؤل مُنقــطــع النــظــير ...

/
/

ومــا لــتـلك الجــرائــم الحـاصــله فــي بيئتنــا " الجمــيــله " إلاّ مــن نقـص

الوعي..والــوازع الـدينــي ...والــذي تعــلمنهــا مــن " مــدارسنــا " ..وأصبحنــا

نفقــدها اليــوم للأســف في الكثيــر منهــا لمــاذا..؟ ..

/
/


لقـد أصبــح الطفــل يخرج

مــن بيــت أهــله وهــو صفحـة جميــله ذات بيــاض نـاصــع ..يــذهــب للمـدرسة

وهــو يحمــل أمــالنــا بــ أن تعـــود تــلك الصفحــة أشــد بيــاضــاً ..ولكـن

العكــس تمــامــاً هــو الــواقــع ...فــ طفــل الأمـس الــذي كـــان يعــود للمنـزل

وهــو يـُردد ســورة " العصــر " ..أو الفــاتحــه ...أو حــروف الهجـــاء أو نشيد

البــرد بــ الــوالـدين ...أو حــديث المُصطــفى صــلى اللـه عليـه وسـلم ..أصبــح

يعـود للمنــزل وهــو يُــردد " أه ونــص " ...." وإس إس الســلام عليكــم " وأكثر

مـن ذالـك بــ كثيــر ...!!

لمــاذا كُــل هــذا يحــدث ....فــي أطفــالنـا يا مُعــلمــي " اليـــوم " ...؟

إن كـُنتــم ســوف تحــتجــون بــ التــوقــف عـن الضــرب فـ هــذا هـــو العُــذر

الأقبــح مــن الــذنب ذاتــه ....فـ التعلــيم يــا أســاتذتنــا رســالة أدبيــة جميــله

طــاهــرة ...ننظُــر لهــا بصــورة كــ بيــاض الثــــلج لــو نــاً ...

أمـا أنتــم فمــن كـان منـكُــم مثـــلاً لــلأصنـاف التــي ذكــرتهــا فــي موضوعي

هــذا فنـحـن فــي إستكفــاء عنــه وعــن الأدب المنشــود منــه ..
/
/
.
.

كــ
ا
نـــ
هُنــا

ورحــل

وهــو يقــول لا شــك يا صـديقــي الصــادق بــ أن هُنــاك ثمـة فشـل

فـي جهــاز التعــليـم ...وكُــل الــدعــوات بــ أن لا يكــون ذالك الفشـــل

مُستمــراً ..فــ يستمــر معـه سقــوط المُجتمـع .

/
/

" نقطــه أكثــر تفتـيشــاً "[/ALIGN]