قرأنا عن مغاسل المفارش الأوتوماتيكية التي تغسل بطريقة آلية تدخل المفارش المتسخة فيها من جهة وتخرج نظيفة من الجهة الأخرى .. وكنا نظن أن هذه الميكنة ضربا من الخيال أو أنها لا توجد إلا في الدول المتقدمة صناعيا .. إلى أن علمنا مؤخرا أن هذه التقنية موجودة هنا في ينبع في البياض الناصع
وكنا نود من باب حب الاستطلاع أن نطلع على هذا الأمر فاتصلنا بصاحب المؤسسة الشيخ خالد بن طلال الحصيني وهو صديق عزيز ما أن أخبرناه برغبتنا حتى رحب بنا وضربنا معه موعدا بعد صلاة العشاء فلم يكن عندنا وقت لتأجيل هذه الفرصة


في ضيافة الشيخ خالد بن طلال مع أبو سفيان وأبو ياسر

سالناه بداية عن هذه التقنية وهل هي موجودة في مؤسسته كما سمعنا وكيف تعمل ؟

قال نعم موجودة وهي تقنية ألمانية وكما سمعتم فإن المفرشة تدخل من جانب وتخرج من جانب آخر نظيفة ولا يوجد أي مبالغة في هذا الأمر .. وقد استدعى الأمر عندما فكرت في إدخال هذه التقنية أن أسافر إلى ألمانيا وأطلع على هذه المكائن بنفسي .. وقد أعجبتني بالفعل وعزمت على استيرادها ولكن واجهتني مشكلة أن هذه المكائن لا تستوعب المفارش الكبيرة التي يزيد عرضها عن مترين لأن هذه هي المفارش المنتشرة هناك .

وعند بحثي عن حل لهذه المعضلة عرضت علي شركة تركية وكيلة إمكانية تعديل المكائن لتستوعب المقاس الموجود في السعودية وهو أربعة أمتار .. وبين مصدق ومكذب عقدت معهم اتفاقية لهذا التعديل واتفاقية أخرى بالوكالة لتسويق هذه المكائن في الشرق الأوسط
وهذا هو ما حدث . وسأريكم الآن كيف يتم الغسيل


ذهبنا مع الشيخ طلال حيث وجود المكائن وطلب من العمال أن يرونا على الطبيعة مراحل غسيل مفرشة من المفارش


هذه هي المكينة الخاصة بالغسيل


أما البداية فهي من هنا


وضع المفارش داخل اسطونة إزالة الغبار


البداية كانت بوضع المفارش في داخل اسطوانة كبيرة على شكل قفص من قضبان فولاذية شبيهة بالقفص المستعمل في وضع قصاصات الأوراق التي تحمل أرقام المشاركين في المسابقات ثم تدار باليد لخلط الأوراق
ولكن هذه الاسطوانة على شكل أكبر وتدار بالكهرباء . ولا يتم الدوران إلا بعد إغلاق الأبواب

أدخل العمال مفرشتين من النوع الكبير وأداروا الاسطوانة فدارت بسرعة رهيبة جعلت الغبار يخرج من المفرشتين بشكل كثيف ثم ينسحب إلى الخارج بواسطة شفاط ضخم .. ولا أبالي إن قلت أنني أحسست أن المفارش قد خرجت نظيفة جدا بعد هذه العملية فقط ولا داعي لاستمرار عملية الغسيل .. ولكن الشيخ خالد قال انتظر لترى بقية العملية .



الخطوة الثانية تلقيم المفرشة في المكينة


الشيخ خالد يشرح لأبو سفيان طريقة العمل

حمل العمال المفرشة وألقموها المكينة التي سحبتها بواسطة رول ليمررها على رول آخر علمنا أنه يحوي المنظفات ورول آخر يرش الماء بطريقة كثيفة جدا ورول آخر لتحسس الأوساخ والبقع فإذا اكتشف أن هناك بقعة لم تنظف قام بإيقاف المفرشة وإعادتها إلى نقطة البداية بطريقة آليه


الماء المنطلق بكثافة من رول الغسيل



جهاز التحكم بماكينة الغسيل



المفرشة تخرج مطوية من الجانب الآخر

بعد الانتهاء من ماكينة الغسيل تخرج المفرشة مطوية فيحملها العمال بواسطة عربات مخصصة لذلك وتدخل في ماكينة أخرى خاصة بالتجفيف بواسطة الدوران والطرد المركزي شبيه بالمستخدم في غسالات الملابس ولكن على صورة أكبر وأقوى دورانا

عملية التجفيف لا تستغرق أكثر من دقيقتين وهناك مؤقت لهذا الغرض يعطي أمرا بإيقاف الدوران بعد انتهاء الزمن فتجد أن المفرشة قد جفت ويستطيع صاحبها أن يأخذها وهي نظيفة تماما


المؤقت الخاص بماكينة التجفيف


ماكينة التجفيف عن قرب


نوعان من مكائن التجفيف



ونوع آخر من مكائن التجفيف للمفارش ذات الحجم الصغير


المفرشة جاهزة نظيفة بعد مرور نصف ساعة فقط


جهاز إنذار لمراقبة السلامة يعطي ضوءا أحمر في حالة استشعار الخطر


هذا وقد لاحظنا أن العملية لا تستغرق أكثر من نصف ساعة منذ دخولها ماكينة نفض الغبار حتى خروجها من ماكينة التجفيف فسألنا الشيخ خالد :


متى يستطيع الزبون استلام المفرشة
قال نحن نعد الزبون بالاستلام بعد ساعتين من أجل الفرز وانتظار الدور وإلا فإن العملية كما رأيتم لا تستغرق أكثر من نصف ساعة

وفي السابق كم كان الزمن اللازم للغسيل ؟
كان الزمن لا يقل عن أسبوع

وكيف كان يتم الغسيل سابقا ؟
كان يتم بشكل يدوي .. نقوم بتعليق المفرشة على هذه المشاجب ثم يقوم العمال بالخبط عليها بواسطة العصي لنفض الغبار ثم تفرد على الأرض ويبدأ العمال غسيل السجادة باليد باستخدام فرش خاصة ثم ترفع بواسطة مجموعة من العمال وتعلق على هذه المعاليق وتترك لتجف بواسطة الشمس

إذن العملية خفت على العمال الآن
نعم خفت على العمال وعلينا لأننا استغنينا عن كثير من العمال الذين كانوا يعملون لدينا فلم نعد بحاجة إليهم لأن دور العامل الآن أصبح مقتصرا على تشغيل الآلات وعلى تلقيم المفارش في ماكينة الغسيل أو ماكينة التجفيف

والسعر هل زاد الآن أم بقي كالسابق؟
لا السعر لم يزد قرشا واحدا .


وفي نهاية الجولة شكرنا الشيخ خالد على السماح لنا بهذه الجولة والحق يقال أن التجربة التي رأيناها جديرة بالمشاهدة وقد أمضينا وقتا ممتعا ونحن نشاهد هذه التقنية ونستمتع بمراحلها المختلفة فقد كانت جديدة علينا وننصح كل مواطن بالاطلاع عليها واعتقد أن الشيخ خالد لا يمانع في ذلك مع تمنياتنا له بالتوفيق