قرأت مقالة لدكتور هاشم عبده هاشم في صحيفة ( تربوي تك الإلكترونية ) وأظنه وضع اللبنة الأولى لإصلاح التعليم في المملكة وياليت شعري أن يعي من هو مسؤول عن تعليمنا فقد قال تعالى : (( و قفوهم إنهم مسؤولون )
أترككم مع المقال :

إصلاح التعليم.. يبدأ من هنا



د. هاشم عبده هاشم



@@ إذا كانت هناك وظيفة خطيرة.. وذات طبيعة حساسة في صنع اتجاهات أبنائنا وبناتنا.. وتوجيه عواطفهم.. واستثمار قدراتهم العقلية.. وتكوينهم النفسي.. فإن هذه الوظيفة سوف لن تكون سوى (التعليم)..
@@ وإذا كان المعلم هو الأكثر تأثيرا في تشكيل الهوية الفكرية لأبنائنا وبناتنا.. منذ مراحل التعليم الأولى وحتى آخر مرحلة فيه، فان علينا أن نسأل أنفسنا سؤالا مهما عن مدى أهلية كل من ينتمون إلى هذا السلك.. سواء من حيث الحصيلة المعرفية.. أو من حيث التكوين النفسي.. أو التركيبة العقلية.. أو الناحية السلوكية.. أو القناعات الشخصية.. وعلاقة كل ذلك بمدى الاطمئنان إلى سلامة التفكير.. ونقاء التوجه.. وصدق الإدراك للمسؤولية التربوية.. لصياغة عقول ونفسيات هؤلاء الأبناء وتوجيهها وجهة صحيحة..

@@ ذلك أن بعض من التحقوا بهذه الوظيفة الخطيرة قد لا يكون على الدرجة المطلوبة من التأهيل العلمي والنفسي والأخلاقي.. وبالتالي فإن استمرار وجوده في هذا المجال يشكل خطرا كبيرا.. ومدمرا..

@@ وقد أثبتت الأحداث الأخيرة..أن عشرات من أبنائنا قد وقعوا في شرك التوجيه الخاطئ لهم .. وتوجيه قناعاتهم وجهة سلبية أسلمتهم لحالة من الانغلاق وسوء الفهم لكل ماهو محيط بهم.. والحيلولة بينهم وبين (التفكير) الصائب في الحياة.. واستيعاب معطياتها بصورة واعية.. فأصبحوا نهبا للتشدد وأدخلت في عقولهم مفاهيم خاطئة (للجهاد) صنعت منهم أدوات جاهزة للقتل.. والتدمير.. والموت في أفغانستان .. والعراق.. ولبنان.. والبوسنة وغيرها..

@@ ان هذا الوضع الخطير.. يتطلب بذل جهود جبارة لغربلة هذا القطاع المهم.. وتنقيته..

@@ وأنا أدرك أن هذه المهمة ضخمة.. وغير هينة.. ولايمكن ان تعالج بمجرد تحويل هذه النماذج السالبة إلى مجالات عمل أخرى غير التدريس..

@@ صحيح ان أبعادهم عن العملية التربوية سيوفر الحماية التي ننشدها لعقول أبنائنا وبناتنا..

@@ لكن الاكثر صحة هو ان هؤلاء في النهاية مواطنون.. وان انتقالهم الى مواقع عمل أخرى لن يحل المشكلة.. وان خف تأثيرها على المجتمع.. وتضاءلت درجة خطورتهم على عقول أبنائنا وبناتنا..

@@ فما العمل إذاً؟

@@ العمل الصحيح يبدأ - من وجهة نظري- بإعادة النظر في المواصفات والشروط الوظيفية المطلوب توفرها في العمل في هذا المجال.. إن بالنسبة للتأهيل العلمي أو التربوي.. وإن بالنسبة للهوية الفكرية.. أو بالنسبة لتوازن الشخصية وقدرتها على صناعة جيل جديد وقادر على التفكير.. واستخدام قدراته العقلية والعاطفية والنفسية بالصورة الصحيحة..

@@ فإذا توفر هذا الجانب وهو مهم للغاية.. فان علينا أن نتأكد بأن من نستقطبه للعمل بهذا المجال قد أعطيناه كامل حقه.. وكفيناه مؤونة السؤال أو الحاجة..

@@ وعلى قدر علمي، فإن أكثر من نصف مدرسي التعليم العام.. وكذلك التعليم العالي لايملك الواحد منهم منزلا.. و لايجد كفايته من المال ليعيش حياة كريمة.. ولائقة..

@@ وهذا يعني ان علينا أن نعيد النظر في كادر المعلمين بصورة جذرية.. وان نرفع مستوى ودرجة التأهيل لمن ينخرطون فيه.. وان نخضعهم للتدريب والتأهيل التربوي للقيام بهذه المهمة قبل ممارستها وبالتالي الاغداق عليهم ورفع معدلات رواتبهم ومميزاتهم..

@@ وبغير هذا فان التعليم - وهو عملية صعبة.. ومرهقة - لن يستهوي احدا.. وان معظم من يقبلون بالعمل به على حالته الراهنة .. لايصلحون له..

@@ لقد اهتممنا بالمناهج.. وقبلنا بتغييرها.. لكن اهتمامنا بالمعلمين .. ظل دون المطلوب.. بالرغم من ان خطورة وظيفة معلم تفوق كل ما عداها.. والله المستعان.

@@@


ضمير مستتر:

@@(. بناء النفوس.. قبل بناء العقول.. وصناعة المستقبل لايمكن ان تقوم على من يعانون من انحرافات عقلية او نفسية بأي حال من الأحوال).