عبدالله العرفي - ينبع
جريدة المدينة
السبت 16 جماد الأول 1428 -
الموافق - 2 يونيو 2007 - ( العدد 16110)
الحرف القديمة لها ناسها المتخصصون.. والصناعات اليدوية احتفظت بشكلها وفاعليتها.. ومع تطور الزمن تطورت تلك الصناعات ولكن بقي تصميمها القديم وصناعها لهم مكانتهم الخاصة.. وفي مرسى القوارب بمحافظة ينبع .. التقا احوال الناس باصحاب الحرف البحرية القديمة، صناع ادوات صيد السمك الذين تجاوز الزمن حرفتهم، لكنهم ما زالوا يحافظون عليها.
في البداية التقيتنا بأحد الحواتين القدامى من صناع مهالك ابوقرن مسلم سليمان الرفاعي الذي قال: انا من هواة البحر وبالذات اصطياد السمك فقد تعلمنا مع الاباء والاجداد ومنذ حوالى 35 سنة تعلمت صناعة ما يسمى المهلكة، وهي مهلكة ابوقرن نصنع هذه المملكة بحجم كبير من اسلاك الحديد كنا نصنعها بصعوبة حيث اسلاك الحديد لا تتوفر بكثرة بعض الاحيان عندما نحصل على كفرات قديمة نحرقها لنحصل على اسلاك لنصنع منها المهلكة.
وكنا نصنع المهالك واحيانا نبيعها وكانت تساوي حوالى مائة ريال اما الان فتساوي 300 ريال حيث كنت في يومين اصنع واحدة اما الان فتستغرق صناعتها اكثر.
وعن طريقة صيد سمك ابوقرن بالمهلكة قال مسلم: هناك عشب اخضر معروف نضعه بالمهلكة بطريقة مثبتة وترميها بالبحر ما بين البحر الغزير والمتوسط وبعد بضعة ساعات نذهب لها لنجد بداخلها 20 سمكة ابوقرن واحيانا اكثر واحيانا اقل حيث هناك مواقع خاصة لابي قرن وهو سمك مشهور.
فكان صيادو السمك بواسطة المهالك والصخاوي عدد قليل وكنا نبيع الحبتين بريال ونصف اما الان فسعر الاثنين 30 ريالا واكثر ولكن في الوقاع سمك ابوقرن اصبح نادرا مع الزمن وانا لازلت اهوى صيد ابوقرن بالمهلكة المصنوعة يدويا.
وعلى جانب اخر يقول محمد حامد قرافي احد اقدم الحواتين بينبع اشعر ان البحر جزء مني وانا منه حيث منذ طفولتي وانا معه تعلمت فيه كل المهن البحرية. وعشت فيه 55 سنة وانا اعمل بحارا حواتا كنت اهوى الخدج، اي صيد السمك الصغار بالمخدجة بطريقة فنية حيث المخدجة اذا لم يعرفها الحوات جيدا استتبعه واذا كان ماهرا بطريقة نشرها في البحر ستنفعه باذن الله لانه اولا لا يمكن اصطياد السمك الصغار اللعف الا بها ونصطاد بها السردين ايضا وتختلف التي كانت صناعتها قليلة وكان سعرها يصل الى 100 ريال واكثر في ذاك الوقت لان حارجة البحار لها ضرورية ولكن الان كثر صناعها.
ويقول البحار مسعد صالح الرفاعي: انا حوات بالبحر منذ اكثر من 65 عاما لقد عشت ايام البحر حلوها ومرها، ومن من هواة (السوار) وهو عبارة عن شبك بحري ننشره بمواقع محددة ومعروفة لصيد السمك الكبار وننشره عن طريق القوارب حيث حجمه كبير وطويل جدا ومنه احجام كثيرة وبجانب منه رصاص وبالجانب الاخر صبايات حتى نتبين حدوده وللشوار اوقات احيانا ننشره بعد الغروب حتى الصباح وأحيانا في الصباح حتى العروب وانا قبل ذلك كنت صاحب سنبوك نذهب الى السودان ونحضر بضائع كانت الايام القديمة متعبة، ولكن لها طعم مميز عند عودتنا.
أقدم صانع شباك صيد السمك
ويقول العم محمد حامد ابراهيم مزين انا حوات قديم وقبل حوالى 40 سنة هويت صنع المخادج وهي انواع منها عربية ومنها سردينية ولكل مخدجة انواع معروفة من السمك حسب فتحاتها وعن معدات صنع المخدجة قال العم محمد كان خيط المخدجة الذي نصنعها منه قطنا نخضرع من مصر والسودان وكان يساعدنا على سرعة صنع المخدجة اما في الاونة الأخيرة اختفت الخيوط القطن واصبحت الان اصنعها من خيوط الحرير،، انا احجاج المخادج فلها احجام كثيرة منها على 8 اذرعة وحتى 12 ذراعا وكان صناع شباك الصيد كثيرون ولكن مع الزمن ذهبوا الى رحمه الله وانا لازلت احتفظ بصنع الشباك وهم الان يطلبونها منا لعرضها بالمعارض، حيث اعملها بشكل جميل وبطريقة فنية وكان سعر المخدجة ايام زمان لا يتجاوز 8 ريالات اما هذا الوقت فتزيد عن 500 ريال.
المفضلات