السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحبائي و أعزائي:
من نعم الله علينا نعمتي العقل والصحة وتبقى كل نعمة في الإنسان بحر من بحور الإعجاز في قدرة الخالق والتي يظل المؤمن يتمعن فيها حائراً بما زين الله بها جميع البشر عامة ، وميز بها الإنسان خاصة ؛ وما أكرمها مننعم ولو مكثنا نقول ونذكر عن تلك النعمة وحدها لما وفيناها حقها فما يمكننا سوى القول { رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِين } ونقول أيضاً { اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك }.
فتمر على الإنسان لحظات يرى ما يكدر لها الخاطر من وجود شخص أو اخر يهيمون في الشوارع وأعراض الأمراض النفسية تملئ ملامحهم ، بغض النظر عن ما اعتادت عليهم الأعين برؤيتهم بشكل مستمر في أماكن معينة وباتت أن نقول عليها بأماكن مخصصة.
وللحديث عن الامراض النفسية وفرقها عن الجنون او الأمراض العصبية وأسبابها وطرق علاجها يحتاج منا الوقت الكبير حتى نتعرف عليها بكل دقه وتفاصيل ، فرغم اننا بحاجة لمعرفتها إلا أن ذوي بعض المرضى يتهربون منها ولا توجد لديهم تلك الثقافة مما يؤدي للبعض من ذويهم رفض استلام مريضهم ورعايته والاكتفاء فقط بإيداعه لمستشفى الأمراض النفسية أو البديلة عنها ، وكما تناسوا وللأسف بأنهم بذلك سيضرونه أكثر مما ينفعونه بأنهم يتركونه يهم في كل واد ويعرض نفسه للخطر بسوء التعامل من ضعاف النفوس وصغار السن وعديمي الإحساس وبذلك يشكل خطراً على من حوله لأن البعض غايب الذهن تماماً.
فلا بد من المقربين دراسة ومعرفة كيفية التعامل مع هؤلاء المرضى (رفع الله عنهم كل شر) و كيفية مسايرتهم حتى لا نثير غضبهم بفعل ما او بحركة معينة قد يؤذي المريض نفسه بها قبل ان يؤذيننا جسدياً أو جرحنا نفسياً ببكائه وصراخه المحزن.
فرغبت المقصد من ذلك أن تهتم الجهة المسؤولة عن واجباتها ولا ترمي بأعذارها لغيرها ولعدم تحركها إلا بعد فوات الأوان ويكون الأمر بما لا يحمد عقباه.
جذبتني حالة رأتها عيني قبل أيام وهي في منطقة سياحية تدعى ( الشرم ) والمعروف لساكني المحافظة ولمرتاديها بان هذه المنطقة تبعد عن البلد بعدة كيلو مترات يصعب لأي إنسان الذهاب إليها مشياً على الأقدام ، إلا أن الدلائل تشير بأن ذلك الرجل لفقد وعيه كان ذاهباً أو راجعاً من البلد ماشياً والتعب والإرهاق و رداءة تلك الملابس الممزقة وأشثعاث الشعر تشير بأنه مريض والعلامات ظاهرة عليه بأفعاله وخطواته ومن حسن حظ ي وحماية ربي بأني كنت لوحدي في تلك اللحظة خشية من هلع أطفالي منه فأول ما فكرت به وتمحورت الأسئلة في ذهني:-
ماذا إذ تعدى هذا المريض ( شفاه الله وعافاه ) لرب أسرة أعتاد على الجلوس في هذه الأجواء الممتعة مع عائلته لقضاء ساعات معدودة؟
كيف يتصرف رب أسرة حينما يهجم هذا المريض على أهله وهم بالسيارة إذ ترجل منها لشرائه لخبز أو ما شابه ذلك.
ما مر على ينبع من تلك القصص في فترة الأشهر الماضية خير دليل فكانت العناوين البارزة في الصحف المحلية والمنتديات الأثر الكبير في فتح الحقائق و وجوب اتخاذ اللازم في أسرع وقت ممكن وكانت على النحو التالي:-
1- مريض نفسي يهاجم بـ « شيول » مباني حكومية في ينبع.
2- مريض نفسي يثير الرعب بمستشفى ينبع ويهرب بمفاتيح السيارات.
3- القبض على مريض نفسي يهدد الأطفال بالقتل في ينبع.
4- القبض على مريض نفسي يتجول في أسواق ينبع بدون ملابس.
5- مريض نفسي في سجن ينبع منذ عام ونصف وأهله يرفضون استلامه.
6- الدوريات الامنية بينبع تحبط محاولة مريض نفسي قتل والده بسكين.
7- القبض على طبيب نفسي حاول استدراج مريض في ينبع.
8- مريض نفسي يقتل وافدا في متجره.
9-القبض على مريض نفسي أحرق 6 سيارات في ينبع.
وقصص لا نهاية لها ولولي الأمر توجيه فوري بذلك أمير منطقة المدينة المنورة صاحب السمو الملكي الأمير/عبدالعزيز بن ماجد حفظة الله وحفظ قيادتنا الرشيدة من كل مكروه إذ وجه الشؤون الصحية بالمنطقة لتخصيص قسم للصحة النفسية في مستشفى ينبع العام بسعة ثلاثين سريراً قبل ما يزيد عن أشهر عدة بعد أن تزايدت أعداد المرضى النفسيين بالمحافظة، وانتشارهم في الميادين العامة واعتذار الصحة النفسية بالمدينة عن قبولهم لعدم وجود أماكن شاغرة لهم ، كما وجه بحل هذه القضية على مرحلتين الأولى تخصيص غرفتين في المستشفى القديم للحالات الباردة التي لا تشكل خطراً على الآخرين، وتحويل الحالات المتهيجة القابلة للانتحار إلى مستشفى الصحة النفسية بالمدينة المنورة دون مكاتبات وذلك خلال أسبوعين، غير أنه لم يتم فتح غرف الصحة النفسية للحالات البسيطة بعد مضي هذه الفترة وحتى الأن.
ترى ماذا بعد؟
وإلى متى الصمت؟
وهل ننتظر كثيراً؟
متى يدركوا الكثيرون بأن محافظة ينبع يزداد عدد سكانها يوماً بعد يوم واحتياجاتها ومتطلباتها تزداد أكثر من أي وقت مضى!.
(( ومضة قلب ))
عن عمر بن الخطاب وأبي هريرة رضي الله عنهما قالا..قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {من رأَى صاحبَ بلاءٍ فقال :الحمدُ للهِ الَّذي عافاني ممَّا ابتلاك به ، وفضَّلني على كثيرٍ ممَّن خلق تفضيلًا ، لم يُصِبْه ذلك البلاءُ }.
(( وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وكل عام وأنتم بخير )).
المفضلات