رنـــــات قـلـــــب الــذهـــــــب
بـقـلــم: عـمـيـــر بن عـــواد المحـــــلاوي
(( روح منك لله ))
أخواني وأخواتي الكرام:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
قد يظن البعض بأني سوف أكتب كلمات أغنيته (( ليه خلتني أحبك )) لمأمون الشناوي.
ولكن الحقيقة ليس بهذا المعنى أبداً و إنما هي دعوه خرجت من شفاه أم لشخص ما.. فقالت له بعلو صوتها: روح يا ... منك لله.
هذه الدعوة التي دائما ما نسمعها جراء ظلم شخص لأخر أو بطش أحد من الناس فليس شرط أن يكون صاحب سلطة أو جاه فهي عامة بمختلف الأجناس و الأعمار كبار أو صغار نساء أو رجال شيوخ أو أطفال ولكن الأدهى والأمر وما يؤلمك حقاً أنها تكون لأشخاص أعتاد أعيننا أن تراهم يلمعون كلمعان الذهب و جمال ألسنتهم التي لم تسمع أذناك مثلها من كلمات في منتهى الأدب وعلو الاخلاق وفي نهاية المطاف تصدم بأنه ذلك الشخص الذي سلطه الله على العباد ليقف في أرزاقهم ويتعمد في قطعها فيريد التحكم بهم وبأحوالهم وأن يديرها كيفما شاء وكأنه هو الرزاق فلا ينصت لأي أذان أخرى سوى نفسه ولا يجل أو يحترم منهم أكبر منه سناً وعذره الوحيد ... الكره في ملعب ( الرئيس ) ومع ذلك فأحذر كل الحذر من أن يقولها لك أحد في وجهك أو من خلفك (( منك لله )).
أو لذلك المدير الذي تسلط على ذلك الموظف لينقله في القسم الذي يحلو له ورغم ما تمنعه الأسباب من موانع سواء صحية أو غيرها أو ابتعاد لمشاكل هو بغنى عنها رغم ما يحمله من قرار من رأس الهرم مؤيداً لذلك ، ولكن المتسلط تبطشت يداه كما هي العادة وما يسعى إليه سوى التكريه في العمل على أن يسلمه شهادة شكر وتقدير تعلوها كلمة ( مفصووول مع التحية والتقدير ) و يقين المؤكد بأنه رفع يديه وقال في نفسه (( منك لله )).
وظالم إعتاد على أكل الأموال فلا يهم أن كانت من أموال أيتام أو غيرها فالمهم بأنه تجرد من كل معاني الأخوة والشيم و خلي جسده المدعو بـ ( إنسان ) من الرحمة والشفقة والاخوة فأحذر من يناجي المولى في ثلث الليل ويقول أحدهم (( منك لله )).
ولكل من أعتاد على قلب الآية فمع الظالم ضد المظلوم ومع الكفيل ضد العامل وخاصة أكلي حقوق العمالة بدون وجه حق فتخشي دعوة مظلوم يدعوها ويقول يا كفيلي (( منك لله )).
أما دعابة ما أنتشر فأن فاتنة الجمال اغترت بنفسها وتعالت على من حولها فلا تميز بين الطيب والخبيث وبين جاد الأمر و المتلاعب ولا ترحم كل من يمر بجانبها فلو القى أحد عليها السلام ( اشتكته وطالبت بحقوق الإنسان ) من حقها طالما مكتب .... ع الذمة فلا تزيدين فقالوا عنكِ (( مِنك لله )).
فأحذر أيها الأب أن تحرم أبنائك من طليقتك و لا أنتي أيتها المطلقة تمانعين أبنائك من سؤالهم عن والدهم والتواصل معه فأحذر وأحذري من (( منك لله )).
كثر الظالمون والله المستعان والمصيبة العظمى بأنهم يهيمون في الأرض و كأنهم لم يفعلوا شيئاً وكأنهم بريئون منها و ينبغي عليهم محاسبة أنفسهم قبل محاسبة من تولوا عليهم.
و أخيراً:
فعن جابر بن عبدالله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { اتَّقوا الظُّلمَ . فإنَّ الظُّلمَ ظلماتٌ يومَ القيامةِ . واتَّقوا الشُّحَّ فإنَّ الشُّحَّ أهلك من كان قبلكم . حملهم على أن سفكوا دماءَهم واستحلُّوا محارمَهم }.
(( ومضة قلب))
رسالتي لك ولكي أوجزها في حقيقة ومثال:
فالحقيقة: بأن الله ( يمهل و لا يهمل )
و مثالي:
www.youtube.com/watch?v=nEhBDn2EwNk
(( وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا ونبينا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم)).
المفضلات