جهير بنت عبدالله المساعد
صباح السعد أيها الميامين ليوم أغر تعودون فيه إلى مواقعكم بعد غياب.. وترون فيه عجبا... ألم يقطع طريقك ذات مرة سرب من النمل.. ورأيت (النملة) وهي تحمل على ظهرها أثقالاً أكبر من حجمها واكثر من وزنها ثم تتعجب مندهشا كيف تحمل تلك الواهنة ذلك الجبل!!
صباح اليوم.. لن ترى «النملة» بل ترى طفلة أو طفلا لم يبلغ العاشرة من العمر.. احدودب ظهره وتدلت رقبته إلى الأمام.. من حقيبة على ظهره يحملها وهي أعرض منه واطول، تشكل ثقلا على أكتافه يميل بجسده الغض إن ركض وإن مشى وإن جلس! ويتجه بهذا «الثقل» إلى مدرسته في يومه الأول، ولا يكفيه أنه يعاني من مكابدة اليوم الاول بل ولابد أن يكابد أيضا حمل الحقيبة الأكبر منه! ولا أدري لماذا يتوجب على الاطفال حمل حقائبهم على الظهور ألا يكفي ما تحمله ظهور آبائهم من حمول ثقيلة ما بين مصروفات المدارس، ونفقات المعيشة، وأعباء مسؤوليات الغلاء وفواتير الكهرباء والهاتف والايجار والحياة التي صارت صعبة! أم أن لابد من حمول ثقيلة للكبار والصغار وكأنما هي نوع من إثبات الهوية وتتناقل بالوراثة!! ثم لا أدري لماذا على الأطفال أن يحملوا مع حقائب الكتب حقائب للأكل والشرب بالرغم أن طفل المرحلة الابتدائية لن يذهب إلى رحلة برية بعيدة... هل هي مخاوف أم... أو أنها مقالب مدرسية!؟! لكنه... الصبح العجيب!!! وسوف ترى في هذا الصبح العجيب سيارات تنزلق على الطريق وكأنها تتسابق في ميدان السباق! وليس ما يحدث يُسمى زحاماً بل هو فوضى مرورية! لأن الزحام يحدث في كل مدن العالم ولا يبلغ كم وكيف حوادثهم المرورية ما تبلغه عندنا كما وكيفا! فالحادث المميت والحادث البسيط لا يسببهما الزحام ولا الحزام إنما سببهما الأول الفوضى المرورية حين لا يلتزم قائد السيارة بأبسط قواعد المرور ويتخطى المحاذير وقلبه لا يرجف وكأنها بطولة أن يقطع الاشارة أو يقف إلى اليمين وهو يريد الاتجاه أقصى اليسار أو يسرع وسط أسراب السيارات متحدياً الجميع الشاطر يلحقني وكأنه يصرخ أنا الأول أنا الأووول!! وصباح عجيب حين يتفاجأ راكب السيارة وقائدها أن المرور في الطرقات التي يسلكها يوميا قد تغيرّ بعد الحفر وسط الشارع أو إجراء تغييرات شاملة وكأن مثل هذه الأمور لا يتم الاتفاق عليها مسبقاً وكأنها تحدث فجأة مما يعطل السائرين دون أدنى اعتذار من البلديات أو الشركات المسؤولة عن الحفريات وبدلا من أن يسير المتجه إلى عمله او مدرسته في طريقه المألوف يشعر أنه يسير في متاهة لكن هذا هو صبح العجايب!! وسوف ترى في هذا الصبح العجيب مدارس بطلاب واخرى بطالبات لكن بلا معلمين ولا معلمات إلا أقل من النصاب! يزيد نصاب الدارسين والدارسات ويقل عدد المعلمين والمعلمات لماذا؟!! إنه صبح العجايب! ولا عليك سيدي المواطن..... كل شيء تمام..