موضي الزهراني

في الأسبوع الماضي طالعتنا الصحف المحلية بحادثتي اغتصاب مؤلمتين للنفس، الأولى مصيبة حدثت لسيدة أربعينية بعد استدراجها من رجل يصغرها في العمر وفي مكان حكومي صحي وبدون مقاومة أو استنجاد، فكانت ردود الفعل حولها مثيرة لتساؤلات غريبة تحتاج إلى فك للغزها، أما الأخرى فانتهت بقتل نفس بريئة لا حول لها ولا قوة لحدوثها في ظروف مشحونة بالرصاص والمقاومة مما تسبب في قتل فتاة صغيرة مرتين أولها عندما اغتصبت من وحش بشري أعمته شهوته الجنسية عن الرحمة بضحيته، وثانيها عندما قتلها بالرصاص وهي محجوزة معه في بيت طيني متهالك محاط برجال الأمن الذين لم يداهموه إلا بعدما نفذ الوحش جريمته. وبلا شك أن عقوبة هذا المجرم لن تقل عن القتل ولكن بعد ماذا؟ بعدما شتت أسرة ضعيفة جاءت من بلادها الفقيرة بحثاً عن الرزق والأمان، وكان وجودها في هذا المكان البعيد عن أعين الرقابة مع مخالف آخر من نفس بلدها سبباً قوياً في احتكاكه بالفتيات الصغيرات وأدى حرمانه من الزواج والاستقرار الأسري والفقر إلى طمعه في إحداهن والتنفيس عن طاقته الجنسية بأي وسيلة كانت، هذا النموذج من الحيوانات البشرية منتشر بيننا ونحن لا نشعر ولا ندرك خطورة الحرمان الجنسي في عمر متقدم مثل عمر هذا الراعي الذي تحول لوحش لا يهمه إلا تنفيذ غايته من الفتاة تحت صوت الرصاص،أجل هذا النموذج منتشر للأسف في منازلنا ومدارسنا ومستشفياتنا وقد تكون النفس الأمارة بالسوء مشغولة بالهوى والأحلام والرغبات المكبوتة وممارسة العادة السرية وممارسة اللواط والمساحقة بين كثير من العمالة الآسيوية والمحرومة من الزواج أو من حضور أسرها معها ونحن لا نرى في ذلك ضرورة تتحقق لهم حتى يحدث ما يحدث وينفجر ما بداخل النفس من شهوات جامحة على ضحية بريئة قد تكون طفلاً صغيراً، أو مراهقاً من السهل خداعه، أو فتاة غفلت عنها عين الرقابة الوالدية، أو امرأة تعيش تحت مظلة زواج مع وقف التنفيذ. وهذا النموذج الأخير تسبب في الإساءة للهدف من تلك العمالة التي بدأت تتطاول على الأطفال والنساء لدينا بشكل واضح بالقول والفعل وعندما لا تجد استجابة سريعة في المحيط الصغير من حولها تهرب بكل بساطة للبحث عن عمل آخر لكن في الوقت نفسه تشبع أهدافها الجنسية. ولا أنسى عندما كنت أعمل في إحدى مؤسسات الأحداث للفتيات منذ سنوات أن كذا فتاة دخلت المؤسسة بقضية حمل غير شرعي من رجل أجنبي عن البلاد كان يقوم ببناء المنازل القريبة من منزل أسرتها، فكان الحرمان الجنسي عند هذه النوعية من الرجال، وسن المراهقة وضعف الرقابة لدى هذه النوعية من الفتيات سبباً في دخولهن عالم القضبان. فالمثيرات أصبحت من حولنا لا تحصى وقد تدفع بكثير من الشباب ذوي الطاقة غير المهذبة لسلوكيات غير حميدة حتى في الأماكن العامة، وتدفع بالعمالة المحرومة وسط تلك المغريات لاعتداءات وممارسات وحشية قد تتسبب في ضياع حياة إنسان آخر بريء. لذلك لابد من دراسة الحد من استقدام العمالة الشابة الفقيرة غير المتزوجة، وتشجيعها على الزواج في حال حضورها ومنحها الإجازات الدورية لكي تنفس عن طاقتها في بلادها بالأسلوب الذي يرضيهم بعيداً عن ممارساتهم لدينا، وفرض العقوبات الشديدة على من يؤوي العمالة المخالفة ويمنحها الثقة في الظلام.
0 : عدد التعليقات