[align=center]مسجد"الفسح " التاريخي في المدينة المنورة يتحول إلى مرتع للأغنام [/align]


[align=center][/align]

المدينة المنورة: خالد الطويل
رصدت "الوطن" في زيارتها مع رؤساء الأقسام في إدارة التربية والتعليم بمنطقة المدينة المنورة، مدى الإهمال الذي تعرضت له جملة من مواقع "غزوة أحد" الشهيرة التي وقعت أحداثها بين المسلمين ومشركي قريش، في السنة الـ"3" من الهجرة النبوية. وبدا واضحا للعيان مدى الإهمال الكبير، والطمس الذي تعرضت له آثار بعض تلك المعالم، والتي من ضمنها مسجد"الفسح" الذي تحول رغم السياج الذي وضع حوله من قبل هيئة الآثار، إلى حظيره ترتع فيها أغنام أهالي ذلك الحي صباح مساء دون أي رادع.
وبدا السياج ضعيفا، ومتهالكا كما رصدته كاميرا "الوطن"، ولا يقي المسجد التاريخي من أي عبث يطاله.
وتأسف مدير إدارة الإشراف التربوي بالمدينة، والباحث المتخصص في آثارها الدكتور تنضيب الفايدي، الذي كان الدليل السياحي لتلك الرحلة، على ما حدث للمسجد من تعد، والذي يعد على حد رأيه من المساجد التي صلى فيها الرسول صلى الله عليه وسلم الظهر والعصر جمعا، قبل أن يواصل طريقه باتجاه شعب الجرار.
ويتقاطع أستاذ الاقتصاد الإسلامي في جامعة الملك سعود سابقا، وصاحب كتاب "رسائل في آثار المدينة المنورة" غازي التمام مع رأي الفايدي السابق في أهمية موقع مسجد "الفسح "المهمل، وما ورد فيه من روايات متواترة على حد تعبيره.
ويؤكد التمام وقوفه على المسجد في عام 1417هـ ، حيث لاحظ في زيارته للموقع وجود "حظيره" للأغنام خلفه، ووجود بناء ثان أقيم مؤخرا، ويكاد أن يزحف إلى موقع المسجد الأصلي، ويلتهم الجزء البسيط الذي بقي منه.
وطالب التمام في حديثه إدارة الأوقاف والمساجد بالمدينة المنورة بتوسعته، وبناء جامع كبير في موقعه، كي يستفيد منه أهل الحي والزائرون لتلك المنطقة الغارقة في التاريخ على حد تعبيره.
ولم يخف صاحب الرسائل توقعه بإزالة هذا المسجد فيما لو استمر الحال على ما هو عليه من إهمال وتجاهل.
وكانت"الوطن" قد رافقت في زيارتها وفدا من رؤساء الأقسام بإدارة التربية والتعليم بمنطقة المدينة. حيث مر الوفد في طريقه على جملة من مواقع الغزوة التاريخية، والتي منها جبل عينين أو ما يسمى بـ"الرماة"، والذي بدأ للعيان مدى تأثير عوامل التعرية القاسية عليه، عكس ما كان عليه الجبل في السابق.
ومر الوفد في طريقه على مسجد "المستراح"، الذي كانت تقام بجانبه ثكنة عسكرية لجيش الرسول صلى الله عليه وسلم، إضافة إلى"شعب الجرار"، و"المهاريس" الثلاثة، التي كانت عبارة عن محاضن للماء يستفيد منها الزائر لتلك المنطقة.