الأمير فيصل بن سلمان يوافق على عقد أول منتدى استثماري في ينبع
محافظ ينبع لـ «الشرق الأوسط» : عرض 54 فرصة استثمارية في السياحة والصحة على 300 رجل أعمال من الداخل والخارج
ينبع: سعيد الأبيض
كشف المهندس مساعد السليم، محافظ مدينة ينبع غرب السعودية، لـ«الشرق الأوسط» عن أن المحافظة بصدد إرسال دعوات لأكثر من 300 رجل أعمال من داخل المملكة وشركات ورجال أعمال من مختلف دول العالم، للمشاركة في المنتدى الاستثماري الأولي في ينبع، لافتا إلى أن المنتدى سيعرض قرابة 54 فرصة استثمارية كبيرة متنوعة.
وأردف السليم أن تحرك المحافظة في عمليات الترتيب والتجهيز لأول حدث اقتصادي بهذا المفهوم المعاير في تنوع الفرص واختيار الشخصيات المؤثرة في عالم الاقتصاد والاستثمار، جاء بعد موافقة الأمير فيصل بن سلمان، أمير منطقة المدينة المنورة، على الفترة المزمع فيها انطلاق المنتدى والمحددة في 11 من سبتمبر (أيلول) للعام الحالي.
ولفت محافظ ينبع إلى أن الفرص المتاحة ستكون في مواقع مختلفة في المدينة، تشمل الفنادق، والمنتجعات السياحية، والمستشفيات، وفرص في البنى التحتية، فيما تتراوح حجم المساحات المطروحة للاستثمار في مختلف القطاعات بين مليون متر مربع، و500 ألف متر مربع، وهي مساحات كبيرة تحتاج إلى مستثمرين كبار، لذا ستعمد المحافظة على اختيار رجال الأعمال المتخصصين في هذه القطاعات والذين لديهم القدرة والإمكانيات للمساهم في المنتدى من خلال وجودهم وخوض تجربة الاستثمار في ينبع.
وقال السليم إن آلية الاستثمار في مثل هذه المساحات ستكون مباشرة بين المستثمر وأمانة المحافظة «البلدية» التي حصلت على الموافقة من وزير الشؤون البلدية والقروية بزيادة فترة الاستثمار في مختلف الأنشطة من 25 سنة إلى 45 سنة، وهي فترة كبيرة تتيح للمستثمرين فرصة أكبر لجني الأرباح من المشاريع المزمع تنفيذها، فيما لم يفصح السويلم عن حج الاستثمارات المتوقع تدفقها للمدينة، بحجة أن هناك شركة متخصصة في هذا المجال تقوم حاليا في جمع المعلومات وتحديد ما هو متوقع من حجم مالي لا أكثر من 54 فرصة استثمارية.
وعن الأشخاص والجهات المستهدف لحضور المنتدى، أكد محافظ ينبع، أن التنسيق جار مع كل الغرف التجارية السعودية للتعرف عن كثب عن أبرز وأهم الشخصيات القادرة على الاستثمار، كما يجري العمل على تحديد أبرز المستثمرين الأجانب في القطاعات المطروحة، وتحديدا الاستثمار السياحي والصحي، وسيتقدم الحضور أمير منطقة المدينة المنورة، راعي الحفل، والأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، والأمير الدكتور منصور بن متعب وزير الشؤون البلدية والقروية، ونخبة من المسؤولين والشخصيات والاعتبارية في المملكة.
وتسعي المدنية الذي سميت نسبة لكثرة الينابيع على أراضيها، وتضم ثلاث مدن «ينبع النخل وينبع البحر، وينبع الصناعية»، للدخول في شبكة القطارات الحديثة التي تربط الدنية المنورة، مكة، وجدة، والتنفيذ جار في هذه المشاريع، لتعود لما كانت عليه قبل 2500 عام، في ربط التجاري للشمال بالجنوب والغرب، بين اليمن ومصر والبحر المتوسط، إذ كانت تقع على طريق البهارات والبخور، إضافة إلى مركز العيص التابع لينبع، والذي مرت بها قوافل قريش في رحلتي الصيف والشتاء، وفي حال دخول ينبع على خط شبكات القطار ستتغير المدينة التي تعد المركز الصناعي الأكبر على مستوى المملكة، تغيرا جذريا وستهم في نقلة اقتصادية كبيرة كما يتوقعها الكثير من المختصين في الشأن الاقتصاديين.
وفي هذا السياق يقول المهندس مساعد السليم، محافظ ينبع، إن ينبع تمتلك كل المقومات الاقتصادي بوجود الهيئة الملكية والمطار الإقليمي، وما ينقصها مرور القطار من المدينة والذي يسهم في رفع القيمة الاقتصادية أمام المستثمرين، ونحن في المحافظة نعمل على هذا بالتنسيق مع كل الجهات وبدعم من الأمير فيصل بن سلمان، أمير منطقة المدينة المنورة، وسيساعدنا ما ذهبت إليه لجنة النقل في مجلس الشورى السعودي حول ضرورة أن تدخل ينبع ضمن شبكة القطارات، إضافة إلى توجيهات وزير النقل أن تكون ينبع داخل شبكة القطارات الجديدة.
وأضاف السليم أن ينبع تعيش طفرة في التحديث والتطوير في كل المرافق الحيوية والاقتصادية، ومن ذلك ما خصص من ميزانية تقدر بنحو 350 مليون ريال لتطوير الميناء التجاري في ينبع ليصبح في المستقبل القريب ميناء حاويات إقليمي، إضافة إلى الميناء الصناعي إلى يعول عليها في تصدير المنتجات البترولية، والميناء التجاري والصناعي، مع وجود شبكة القطارات سترفع من القيمة الاقتصادية للمدينة، ويسهم بشكل كبير في توافد المستثمرين.
وبحسب اقتصاديين فإن مرور شبكة القطارات من ينبع سيدعم القدرة الاقتصادية لهذه المدينة في نقل البضائع والمسافرين عبر القطار، والذي سينعكس إيجابا على الحياة المعيشية لنحو 217 ألفا من سكان ينبع، ونحو 14مركزا تابعا للمدنية، إضافة إلى تدفق السياح على المدينة بشكل دوري ومستمر للاستمتاع بالمواقع التاريخية التي تشهد حالة من الترميم والتطوير وعادة الكثير من تاريخها القديم.
وشرعت الهيئة العامة للسياحة والآثار بحسب محافظ ينبع، الذي قال: «إن هماك خمس شركات تعمل الآن على تطوير المنطقة التاريخية في ينبع، ونجحت حتى الآن في الانتهاء من جزء من الفندق، وبعض المنازل القديمة الموجودة في المنطقة، إضافة إلى ترميم سوق الليل والتي تعد بالبوابة التجارية للمدينة قبل 500 عام، ومن المتوقع أن تنتهي المشاريع بدعم من الأمير سلطان بن سلمان في فترة أقصاها عامان منذ بداء عمليات التطوير والترميم.
وحول المدينة الصناعية النسائية المزمع تنفيذها في ينبع، أكد السليم، أن الأمير فيصل بن سلمان، أمير منطقة المدينة المنورة، ومنسوبي الهيئة السعودية للمدن الصناعية (مدن) في وضع حجر الأساس للمدينة الصناعية بالقرب من مطار الأمير عبد المحسن بن عبد العزيز الإقليمي، وبدأ التخطيط من قبل «مدن» على مساحة تقدر بنحو مليون متر مربع، والتصميم جار للمدينة والذي يتوقع أن يبدأ التنفيذ الفعلي لهذه التصاميم في الأشهر المقبلة.
وأشار إلى أن المدينة الصناعية ستوفر قرابة 2000 فرصة وظيفية، فيما ستركز الصناعات داخل المدينة الصناعية على الصناعات النظيفة مثل «صناعة الأغذية، المطاط، والصناعات اليدوية»، والتي لا تدخل في مكونتها مواد مضرة بالبيئة، بحسب توجه الهيئة في المحافظة على البيئة من خلال الصناعات الخفيفة والمتوسطة التي تحافظ سلامة الأجواء في ينبع.
المفضلات