سليمان الغميري من أشهر بائعي السمك الناشف في ينبع



عبدالله العرفي - ينبع

السمك الناشف بينبع أصبح عملة نادرة وذلك لندرة صناعته وقلة بائعيه حيث إن الأسماك أصبحت تتداول طازجة وقليل جدا من يقوم بتنشيفها وبيعها.
ولكي نتعرف على تلك الصناعة التي أوشكت على الاندثار كان لقاؤنا مع العم سليمان عبيد الله الضميري أحد أصحاب المحلات القديمة بينبع، والذي قال إنه منذ أكثر من 40 عاما كانت مهنته الوحيدة الغوص.. ويقول: كنا مجموعة نتجول أحيانا في السنبوك من ينبع إلى جدة ومن جدة إلى القنفذة، وكان لنا ريس ونغوص غوصا طبيعيا بدون استخدام أي وسيلة إلى قاع البحر، فنحضر من أسفل البحر الصدف والنهيد ونجمعها ونبيعه في السودان. ثم أخيرا أصبحنا نبيعها في أبحر بجدة، وكان عددنا في السنبوك ما بين 14 شخصا إلى 30 وكان المحصول يقسم حسب نشاط الغواص، بعضنا يحصل على قسم وآخر نصف قسم وآخر يحصل على قسمين حيث يجمع الريس الغلة ويوزعها على البحارة حسب نشاطهم.
ومنذ سنوات عندما رأيت مهنة البحر أصبحت متعبة ومع تقدم السن فتحت متجري في ينبع القديمة وحرصت على وجود السمك الناشف حيث أصبح عملة نادرة. فقديما كان (الحواتة) كثيرون والسمك كثير وليست هناك وسائل تستهلك كميات السمك التي يجلبها البحارة، لذا يلجأ بعضهم إلى تشريح السمك وتنشيفه ثم يجلبونه إلى السوق فيعرض للبيع بالمزاد، وكانت 100 حبة من أحسن وأكبر أنواع السمك تباع بـ30 ريالا، وتصل أحيانا إلى 40 ريالا، أي أن السمكة بأقل من نصف ريال.. ومع مرور الزمن ارتفعت قيمة المائة سمكة الناشفة إلى 250 ريالا. فكنا نراها أسعارا مرتفعة ولكن تحكمنا قلة السمك وهو ما جعل الناشف يرتفع بأسعاره حتى أنه في هذا الزمن وصل سعر المائة سمكة الناشفة إلى 1200 ريال انظر الفارق الكبير من نصف ريال للحبة إلى 12 ريالا بل يصل سعر السمكة الناشفة أحيانا الواحدة إلى 20 ريالا وأكثر.
ويضيف العم سليمان أنه رغم ارتفاع أسعار السمك الناشف إلا أن له ناس يحبونه ويشترونه مهما ارتفع سعره وقال: أنا يأتيني ناس من مكة ومن المدينة ومن جدة ومن الطائف يشترون مني هذا السمك.. ويقول إن أكثر الأيام إقبالا على شراء السمك الناشف أيام العطلة فالسمك الناشف عبارة عن سمك مملح يستعمل كما يستعمل السمك الطازج