[align=center]ما بين «كافيّته» الأخيرة ونظم القوافي «نسيج شعري لا يشبه إلا نفسه»، هذا الوصف الذي أطلقه موقع «إيلاف» على الأمير الشاعر عبد الرحمن بن مساعد بن عبد العزيز آل سعود بعد قصيدته الأخيرة «التمثال» عن «صدام حسين وأعوام ما قبل المشنقة».

الشاعر عبد الرحمن حدد ألوان الإشارات التي يقف عندها في مقارنته لعهد صدام والعهود التي سبقته وتلته. صحيح أنه في قصيدته لا يحب صدام، الذي ملك ثرى العراق بلا شريك، قدر كرهه لقاتليه، إلا أنه أطلق عليه «حامي الحمى» بعد أن «ارتجاه اليوم دماء قومه».

لقد بدا «التمثال» في القصيدة رمزاً لحكم صدام الذي «أسقطه صفوة تابعيه»، فضلاً عن المنافقين. لكن نضوح حرارة الشعر الملتهبة على صدام تعلو وتيرتها عندما يسأله عن كيفية إضاعته لـ«السلطان»، كي يصبح مطارداً، وليُلقى في ما بعد القبض عليه في حفرة من دون أن يفتديه أحد، وليُعدم في يوم «النحر»، أي عيد الأضحى.

ولم تتوقف حرقة الشاعر عند هذا الحد. بل ثارت قريحته على هذا العراق «الملازم حجاجه» دوماً، لأن حاكميه على مدى التاريخ هم الطغاة، ولذلك فإن اللهفة هي على هذا البلد الذي «تقطعت أوصاله ومزقه حقد الذين خلعوا صدام»، والغزاة عنونوا هجومهم على هذا البلد بإزالة خطر أسلحة الدمار التي تهدد الكون، والتي أخفاها صدام، و«ليعتدي مبتدياً مجاوريه الأقربين».

كما أن اللهفة تبدو على الدمار الذي لحق بالعراق، حتى بات الشاعر بسببه يرتضيه وصدام، «إذ إن شر صدام خير إذا ما قيس بشانقيه». ورغم ذلك، فإن الشاعر يرى أن صدام جلب الأسى لأمة العرب بعد أن كان السبب بمجيء الذين أسقطوه ورأوا في العرب رؤوساً أينعت للقطاف.

«كافيّة» الأمير الشاعر عبد الرحمن بن مساعد بن عبد العزيز آل سعود، المثيرة للجدل، «التمثال»، والتي نشرها موقع «إيلاف»، هذا نصها:
[/align]


[mark=#FFF600][align=center]يا مَن مَلَكتَ ثرى العراقِ بِلا شريكْ

أنا لا أُحبُّكَ قَدْر كُرهي قاتليكْ

قد ألصَقُوا بِك وَصفَ سفّـاك الدِّما

واليومَ سفكُ دماءِ قومِك يرتجيك

من بدّل الأحوالَ يا حامي الحمى

هل أَسْقَطَ التمثالَ صفوةُ تابعيك

هي هكذا الدنيا تبدِّلُ جلدَها

كعدوِّك الغازي وكلِّ منافقيك

يا صاحب السلطانِ كيف أضعتَهُ؟

وعلامَ أَصْبَحْتَ الـمُطَارَدَ والدَّريك

من ذا نصِّدقُ عقلَنا أم قلبَنا

من ذا نصدّق كرهَنا أم كارهيك

هل أوقعوكَ و أوثقوكَ بحفرةٍ ؟

هل لم تجد أحداً هناك ليفتديك ؟

قد أظهروكَ مهَلْهَلاً ومشتـَّتاً

كي لا يدورَ بِخُلدنا أن نقتفيك

قد أعدموك بيومِ نحرٍ عنوةً

كي يَخنُقَ التفكِيرُ بَعْضَ مُماثليك

ويحَ العراقِ مُلازماً حجَّاجَهُ

مُذْ بدءِ نَشْأتهِ إلى أن يلتقيك

هُوَ للطغاةِ على مدى تاريخِهِ

شرطُ الغزاةِ طُغاتُهُ: سَلْ سَابِقِيك

لَهَفَي عَليه تَقطّعَت أَوصَاُلهُ

والحقدُ مَزّقهُ بِرغبَةِ خَالعيك

جاءَ الغُزاةُ مُعَنْوِنِينَ قُدومَهم

بإزالةِ الخطرِ المؤكَّدِ والوَشِيك

فدمارُ هذا الكونِ حُزتَ سِلاحهُ

وجَميعُ شَرِّ الأرضِ قد وَجَدُوهُ فِيك

أخفيت أسْلحةَ الدمارِ لِتَعْتَدي

ولتبتديِ بالأقربين مُجاوريك

لَهَفَي على هذا الدَّمارِ و وهمِهِ

الآن بِتنَا نَرتَضِيه ونَرتَضِيك

لَهَفَي على الشَّرِ الذي بِكَ كُلُّهُ

الخيرُ شرُّك إذْ يُقاسُ بِشَانِقِيك

جاءَ الغُزَاةُ ليَصْنَعُوا أُنموذجاً

للعدلِ والأخلاقِ: كُلْ مِمَّا يَلِيك!

يا مَن جَلَبت لأمّةِ العُرْب الأسى

يا مَن أَتيتَ بِمُسقِطِيكَ ومُهْلِكِيك

هُم قَد رأَو فينا رؤوساً أينعَتْ

حَان القِطَافُ لَها: ترقّب لاحِقِيك
!
[/align]
[/mark]