لم استطع ليلة البارحة النوم كعادتي فبعد ما غفوت اشعر بألم شديد نتيجة لتغيير وضعية النوم وتحريك الإطراف ( القدم والساق والورك وحتى أسفل الظهر ) كلها منهكة كل ذلك بسبب الراحة التي تعود عليها الجسم . وفي صباح هذا اليوم شمل الألم والإعياء باقي أجزاء الجسم فصعوبة عند النهوض وكذلك عند الجلوس وعند صعود السيارة ( يا دافع البلاء ) تأبى القدمان اخذ مكانهما في السيارة إلا بعد الاستعانة باليدين لرفعهما .

شارك الرقم 233 دون تمارين مسبقة ودون إحماء وهو يعلم خطورة التسنيده دون لياقة ولكن إعجابا بالفكرة ومشاركة في التسنيده أصر على مواصلة السير فهي فرصة قد لا تتكرر .

ألان نصف لكم تفاصيل التسنيدة من فجر يوم الخميس وحتى المساء :
اتفقت أنا وصديق لي بان نصلي في المسجد المجاور للمنزل وعزمت النوم مبكرا بعد تجهيز ( الصماط ) بالتمر والماء تحسبا للظروف وفي الصباح لم أجد أخي وصديقي ولم يصلي معنا وعرفت لاحقا بأنه سبقني إلى نقطة الانطلاق ، التي اجتمع فيها عدد كبير جدا من المشاركين والمشجعين والمعجبين من المواطنين .

وعند إعلان البدء في السباق انطلق الجمع متجها إلى ينبع النخل بعد سماع التعليمات من لجنة التحكيم والتي منعت الجري والهرولة إلا إن عدد كبير لم يلتزم بالتعليمات فتم استبعاده ، وسرنا من نقطة البداية متجهين إلى بئر القاضي خلال السير الكل متحمس ويسعى جاهدا لتحقيق الفوز إلا إن عدد من المشاركين (ألهاه ) أي أخره الحديث عن السير السريع باتجاه الهدف وما أن تجاوزنا بئر القاضي بدئت علامات التعب تظهر على المشاركين . طبعا وصاحب الرقم 233 أولهم . وفي كيلو 7 بدء بعض المتسابقين يشكو من ثقل الحذاء فحملوه في أيديهم وآخرون تركوه ليصلوا إلى المخيم الخاص بالمرحلة الثانية (حفاه ) . وآخرون وصلوا إلى المخيم وهم يحملون الأحذية وقوارير مياه الصحة بأيديهم .

العطش والجوع يؤثران على المتسابق وكان من المواد المتوفرة والتي حرصت اللجنة المنظمة على توفيرها المياه ولكن هذا لا يكفي فعلى المتسابق حمل زاده معه فلا نعلم ما تخفيه الظروف فنحن في سفر والواجب على كل متسابق حمل الماء والتمر معه أينما كان سواء في سير على الإقدام أو في السيارة .

أعجبت وضحكت كثيرا عندما عرضت التمر على احد المتسابق قبل الوصول إلى مخيم المرحلة الثانية فقد اخذ التمر مني ووضع يده في جيبه ليخرج كيس من ( الشبس ، الفشفاش ) فأخذته منه ووضعته في ( السماط ).

وصلنا إلى مخيم المرحلة الثانية واستقبلونا بعبارات التشجيع والتصفيق فكانت دافعنا لمواصلة المسير باتجاه ( العقدة ) رغم وجود بعض النصائح بترك (الصماط ) باعتباره هي سبب تأخري وزيادة وزن لا فائدة من وراءه فاصريت على حملها حتى نقطة النهاية .

بعد المخيم اكتشفت التكتيك والعقبات التي أعدتها اللجنة المنظمة للسباق فقد غيرت اتجاه المتسابقين وأبعدتهم عن الطريق المعبد ( الشداد ) . ليسيروا في الرمال الكثيفة ولا أخفيكم سرا فقد أصبت بالإحباط لصعوبة الطريق فحرارة الرمال وصعوبة المشي فيها خففت من السرعة وتحتاج إلى جهد كبير لرفع القدم من تلك الرمال وإلحاق الأخرى بها .

بعد قطع الرمال تنفسنا الصعداء وأسرعنا بالمسير لنقطة النهاية مرورا بمخيم المرحلة الثالثة إلا إن صعوبة الطريق مازالت . وبعد ما تجاوزنا المخيم واقتربنا من المبارك عجلنا بالمسير ولكن مازالت المسافة بعيده وتحتاج إلى صبر وبدت المنافسة تشتد وتشجع المتسابقين و دخلوا في سباق مع الوقت فمنهم من يجاوز المتسابقين ثم يتأخر ومنهم من يستمر على مستوى السير السريع .

وعند الوصول إلى المبارك وشاهدنا المخيم الذي أقيم في المشير يف أصر الجميع على ألا يتوقفوا إلا بعد الوصول إلى نقطة النهاية .

فعلا انه منظر جميل جدا فالتعب قد زال والعزيمة قد ارتفعت و التنافس في أشده و ( التحدي ) مع الذات منح الفرصة لمواصلة السير حتى النهاية .

وفي نقطة النهاية وبعد المرور بلجنة التحكيم تم توجيهنا للخيام للجلوس و الرحه . وللأسف لم استطع الجلوس فالمفاصل والعضلات (تيبست) والآلام منعتني من الجلوس و بعد جهد جلست لم استطع بعدها النهوض لاستقبال المهنئين من الإخوان والأصحاب والأصدقاء .

يوم جميل تبقى ذكراه ما حييت كلما سلكت ذلك الطريق فشكر جزيلا للأستاذ عبدا لرحيم الزلباني صاحب الفكرة ولكل من ساند وسند .
وكل عام وانتم بخير