من توكل على الله كفاه



لم أقرأ على مدى تاريخ عمري الطويل رسالة كالتي بعث بها إلي من إسمه :......!
فقرأت تلك الرسالة وكأنني أقرأ وأستمع إلى أغنية مكتوبة ومنغومة في وقت واحد .. لها من الكلام النقي والنغم الشجي حلاوة وألم يميلان إلى الحزن والنشوة معا .. فهي ذات شدو وشجو .
لقد حملت تلك الرسالة ألوانا كثيرة عن معاناة كاتبها مع الكلال والتعب ومع مآس شتى في الحياة .. وأنه يعيش في صراع نفسي من وطأة البؤس وضآلة الأمل ثم استكان في آخر أيامه ومن يعولهم إلى الرضا بتمامه .. والاقتناع بغير أسف على حظه المغلوب وانتصاره باليقين بأن المرء قد يضيق به رزقه فيشكر ولكنه لا يفسق أبداً عن أمر ربه ما دام في قلبه نور وفي ضميره حياة .
وأنه لا يلجأ إلى استعطاف من لا يعطف لأن النظرات إليه والتعابير نحوه تكاد أن تقول . لولا غناك لأعطيناك . فهو يتستر من الفاقة بالقناعة وبنصيبه بما قدر له الله من المقسوم من الرزق ولكنه كما كتب فإنه يتغطى بمظهر انيق وحديث رقيق وبقوة أخلاقية تقهر ذل سؤال الناس وخوفه من تعرض شخصيته للاحتقار .
وأنه كلما حاول التخلص من ذهول مضطرم ودمع منسجم يستدعي كل المعاني التي تنهاه عن شراء دنياه باسم تسميات كثيرة على حساب ذمته وآخرته . وكما يقول .
بأنه وسط هذه المواجع والحذر تقف على رأسه ابنته الصغرى وتقرأ ما يكتبه فاستوقفته قائلة إرفع عنك ثقل التفكير ياأبي فكم هي الصور المقلوبة التي لا تجد القدرة على الحركة فلا تتحرك .. وليس في مقدورنا أن نأخذ من رزقنا المكتوب بغيرتقدير العزيز العليم . وما على المكافح عيب إذا خانه الحظ ولم يصادفه النجاح . ولا بد للأكدار أن تصفو ونستريح من الهموم وكل صاحب عقل واع لا بد أن أن يكون على درجة عالية من شجاعة النفس وعزيمة الصبر . وهل لك أن تتنازل عن كرامتك لتأخذ ماليس لك حق فيه فيحاسبك عليه الله فهناك من يشتري آخرته بدنياه فكيف نخسر آخرتنا بها وفرحت لحكمة تتعالى بعزة النفس واختتم رسالته بأن كل ما على التراب تراب .!
وسبحان من له في خلقه شؤون



يمكنكم زيارة موقعي ورابطه هو :
mazagzoog.net