رنـــــات قـلـــــب الــذهـــــــب
بـقـلــم: عـمـيـــر بن عـــواد المحـــــلاوي
(( خُسف القمر ... و تلاهى البشر ))
أخواني وأخواتيالكرام:
السلام عليكم ورحمة اللهوبركاته.
بعد ما نُشر في وسائل الإعلام جميعها عن وقوع خسوف جزئي للقمر في مساء يوم الخميس الماضي الموافق 15/06/1434هـ مبتدءاً عند الساعة 10,54مساءاً وحتى الساعة 11,21مساءاً.
فقد تناولت خطب الجمعة في بعض مساجد المملكة عن الخسوف وما أسباب حدوثه فلكل إمام أسلوبه وطريق طرحه في استوفاء الشرح الكافي عن تلك الأحاديث الشيقة وعن سلاسة طرحها وجمال الطرح فيها فجزاهم الله عنا خير الجزاء ونفع بعلمهم.
واستنبطت من هذه الخطبة عن معلومات للأسف لم يسبق لي العلم فيها ولأول مرة أسمعها في حياتي وإني متأكداً بأنها معلومة جديدة لدى الكثيرون وهذا وللأسف لعدم تعمقنا في قراءة كتب التاريخ وبالأخص عن حياة المصطفى صلى الله عليه وسلم فهي حقيقة لابد أن نعترف فيها ولعلنا نخصص لها الجزء البسيط ولو كان ساعة وتقول تلك المعلومة:
بأنه في ضحى وفاة إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وسلم من زوجته مارية في شهر ربيع الأول سنة عشر وكان عمره ستة عشر شهرا ، انكسفت الشمس فأذاع الناس: إن الشمس كسفت حزنا على موت إبراهيم ، فقال رسول الله « إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد » ، و بهذا اتفق العلماء على أن صلاة الخسوف سنة مؤكدة في حق الرجال والنساء ، وأن الأفضل أن تصلى في جماعة وإن كانت ليست شرطا فيها، وينادي لها : (( الصلاة جامعة )) فعن عائشة قالت: خسفت الشمس في حيات النبي صلى الله عليه وسلم فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم الى المسجد فقام فكبر وصف الناس وراءه ، فقرأ قراءة طويلة ، ثم كبرا فركع ركوعا طويلا هو أدنى من القراءة ثم رفع رأسه فقال: سمع الله لمن حمدا ربنا ولك الحمد ثم قام فاقترأ قراءة طويله هي ادنى من القراءة الأولى ثم كبر وركع ركوعا هو ادنى من الركوع الأول ثم قال: سمع الله لمن حمدا ، ربنا ولك الحمد ثم سجد ثم فعل في الركعة الأخر مثل ذلك حتى استكمل اربع ركعات واربع سجدات وانجلت الشمس أن ينصرف ثم قام فخطب الناس فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال: {أن الشمس والقمر ايتان من آيات الله لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتموهما فافزعوا الى الصلاة }.
ويستحب " التكبير والدعاء والتصدق والاستغفار" لما رواه البخاري ومسلم عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال { إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته ، فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكبروا وتصدقوا وصلوا } ورويا عن أبي موسى قال : خسف الشمس فقام النبي صلى الله عليه وسلم فصلى وقال { إذا رأيتم شيئا من ذلك فافزعوا إلى ذكر الله ودعائه واستغفاره}0
إخواني وأخواتي:
يقول المولى عز وجل في القرآن الكريم{ إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْيَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ } سورة القصص آية 56.
ولا يمكنني أن أقول أكثر من (( اللبيبُ بالإشارةِ يفهمُ )).
فلو تأملنا وجلسنا لدقائق معدودة وتذكرنا في ذلك الوقت تحديداً وهي مدة الخسوف التي كانت ما يقارب 26 دقيقة فماذا فعلنا بها أكان هذا هو الرد للمولى بأن الله يحذرنا ونحنُ.... في سًبات عميييييييييييييييييييق. والله المستعان.
لستُ مخولاً أن أُحاسب أحد أو أراقب أفعال أحد.
ولكني رأيتُ مالم تسرُه العين وتذكرت كلمة الحبيب عليه الصلاة والسلام حينما قال { إني أرى ما لا تَرَوْنَ وأسمعُ ما لا تسمعون أَطَتِ السماءُ وحقٌّ لها أن تَئِطُّ ما فيها موضعُ أربعِ أصابعَ إلا وملكٌ واضعٌ جبهتَه للهِ ساجدًا واللهِ لو تعلمون ما أعلمُ لضحكتم قليلًا ولبكيتم كثيرًا وما تلذَّذتم بالنساءِ على الفُرُشِ ولخرجتم إلى الصُّعداتِ تجأرونَ إلى اللهِ لوددتُ أني كنتُ شجرةً تُعْضَدُ }.
أي قلوب لنا وأي عقول نفكر بها لهذه الدرجة تحجرت قلوبنا؟
(( ومضة قلب ))
لو تمعنا ما جري في عهد المصطفى صلى الله عليه وسلم بمجرد رؤيته للشمس وهي تخسف فأمر لمنادياً يقول ( الصلاة جامعة ) فأسرع الحبيب للمسجد مصلياً كما وصفته عائشة رضي الله عنها في الحديث أعلاه لعرفتم مقصدي حينما قلت ( لهذه الدرجة تحجرت قلوبنا؟
(( وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا ونبينا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم)).
المفضلات