طالعتنا وسائل التواصل صورة لطبيب قيل انه في قسم الطوارئ بمستشفى ينبع العام وهو مستغرق في نومه جالس على كرسي وبجانبه شاب تعمد الوقوف ليكون ظاهرا في الصورة بطريقة استخفافية وجاهلة ثم كُتب تعليق مع الصورة يستنكر الوضع ، لقد انتشرت هذه الصورة ووصلت للصحف المحلية ، ولوسائل التواصل الأخرى وللمواقع ، فويل لهؤلاء الذين يتصيدون كل واقعة ويشهرون بعباد الله بطريقة فجة لا تنم عن أخلاق ولا عن خلق سليم ،، فمن هو هذا الذي آذيناه وشهرنا به وأسأنا اليه ؟ ؛ انه طبيب يسهر ليله ليداوي مرضانا ويخفف من آلام المحتاجين للعلاج والتطبيب ، فهل قدرنا جهده ؟ وهل احترمنا مهنته ؟ وهل راعينا مشاعره وأشفقنا عليه ،
إن إيذاء المسلمين ورد فيه وعيد شديد وعقوبة أخروية قال تعالى:

(وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً).
انني أجزم بأن من قام بهذا العمل المشين وفرح به كأنه صيد ثمين يبشر به القاصي والداني أجزم بأنه قد وقع في جرم كبير واثم عظيم ، لم يحترم الموقع الذي دخله باعتباره مصلحة حكومية لها قوانينها وحرمتها ، ولم يخطر بباله كم من الإساءة والأذى لحقت بالطبيب وبأهله ، كما أنه ارتكب مخالفة صريحة بانتهاكه حرمة المستشفى حتى لو كانت المراقبة من قبل المسؤولين ضعيفة مما أدى لهذا التسيب والإهمال ولكن يجب أن يعرف هذا المصور ورفيقه أن الله مطلع على أعمالهما وسوف يحاسبهما حسابا شديدا ، وفي الحديث قلنا يا رسول الله : أي الإسلام أفضل ؟ قال: (من سلم المسلمون من لسانه ويده). متفق عليه .
وإن الله عز وجل كما تعبدنا بفعل الطاعات تعبدنا أيضا بحفظ حرمة المسلمين وعدم التعدي عليها بنوع من الأذى. وبعض الناس هداهم الله لا يستشعر في حسه عظم هذا الأمر ولا يلقي له بالا ، كما أن إدارة المستشفى يجب ألا تتوانى في ضبط هؤلاء وتقديمهم للجهات المختصة ليكونوا عبرة لغيرهم ، ولو أخذنا بهذا المبدا بتصيد الهفوات والزلات للإيقاع بالبشر فسوف ندخل في دائرة سيئة وعمل لا يقره دين ولا ترضاه النفوس السليمة التي جبلت على فعل الخير والاقتداء به .