نتحدث اليوم عن موضوع في غاية الأهمية، الا وهو :حرية الرأي في التعبير وطرح الأفكار والنقاش للدخول في بوابة الحوار.
اما ما جعلني اتطرق لهذا الموضوع : فهما سببين اثنين لا ثالث لهما
الأول :
كانت صدفة حسنة كنت استمع الى اذاعة القرآن الكريم وكانت المادة المذاعة تسجيل لخطبة الجمعة الماضية من المسجد الحرام لفضيلة الشيخ صالح بن حميد
وكانت الخطبة تتحدث عن بوابة الحوار والنقاش
وقد تتطرق فضيلته في هذه الخطبة عن علاقة الإنسان المسلم بأدبيات الحوار ومسؤولية الكلمة ، فأوضح فضيلته بأن الإنسان هو المخلوق الوحيد الناطق والإنسان هو المخلوق الفريد القادر على التعبير عما بداخله من مشاعر واحاسيس يعبر عنها بالقول وبالكتابة وباللسان وبالقلم
{أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ}
وبين فضيلته ان للكلمة مسؤولية كما ان للحرية مسؤولية، فالكلمة هي عنوان العقل لها اثرها ولها خطرها والعاقل من الناس لا يتكلم الا لحق يبينه او باطل يضحضه او علم ينشره او خير يذكره،
واضاف فضيلته بان الإنسان يوزن بكلامه ويحكم عليه من لسانه فعليه ان يعي لضوابط حرية الكلمة والتي منها:الإخلاص، وقول الحق، والتجرد من نوازع الهوى.
هذه بإختصار جوهر الخطبة
ف (جزاك الله يافضيلة الشيخ على هذه الخطبة القيمة)
والتي فيها من المعاني والعبر والفكر المستنير وهذ ماشدني في الكتابة عن هذا الموضوع والذي يتطرق الى حرية الكلمة وادب الحوار.
وإن كان قد سبقني في طرح هذا الموضوع زميلنا ( سعد المجالس ) قبل أسبوعين عندما تحدث عن أسس الحوار الهادف
وقد اوضح ان هناك ثلاث اسس للحوار الهادف
الأساس الأول: أن نحاور الآخر بقلب مفتوح:
الأساس الثاني: ألا نتهم دوافع الآخر:
الأساس الثالث: ألا نلغي الآخر:
وليسمح لي الزميل( سعد المجالس ) ان اكمل ما انتهى عليه من طرح افكاره الجيدة لهذا الوضوع
عندما نتكلم عن أسلوب الحوار مع الآخرين إنما نريد أن نبين أن الحوار هو الوسيلة التي يستطيع الفرد خلالها أن يوصل ما يريده من أفكار إلى الآخرين بالحجة والبرهان، وأنها الوسيلة الأسلم التي يتم بها نقاش وحوار الآخرين.
ومن آداب الحوار البناء أن ننصت للمتحدث حتى يفرغ من حديثه، وإذا كان لدينا وجهة نظر نناقشها معه بعد أن ينتهي من حديثه، إن أسلوب الحوار أيضا يكون بعدم الغضب ممن يخالفون الرأي، بل من آداب الحوار تقبل النقد بصدر رحب، والاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية، وهذا ما نلاحظه الآن على هذا المنتدى من اختلاف في من قائل تلك الكسرة.
فكل إنسان له رأي ووجهة نظر، وعلينا احترام وجهات نظر الآخرين حتى وإن كانت ضد رغباتنا، وإذا رأينا من شخص ما أسلوبا لا يعجبنا فعلينا أن نحاوره بالحسنى حتى نستطيع أن نوصل له ما نريد بأسلوب مؤدب ومهذب، فإن كان أسلوبنا للآخرين جارحا فلن يقبل منا ما نقوله مهما كان شكل هذه الرابطة التي تربطنا به.. وكما قيل إذا أردت أن تطاع فاطلب المستطاع.
ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة في تعامله مع الآخرين وأهل بيته، وكيف كان ينزل إلى مستوى عقولهم بكافة فئاتهم.
وقد تعامل المصطفى صلى الله عليه وسلم مع كفار قريش الذين آذوه، ورغم ذلك لم يرد عليهم بالمثل ولكن بالحوار أخذ يدعوهم إلى الاسلام لعلهم إلى ربهم يرجعون.. وكيف كان صلى الله عليه وسلم يناقش ويحاور دون غضب، بل يتكلم معهم فلا يؤذيهم بالكلام بل يشرح ويبين للناس الدين.
ولا بد أن يكون أسلوب الدعوة بالترغيب وشرح محاسن الدين الاسلامي من خلال نقاش وتوضيح الأدلة.. وقد يكون أسلوب الحوار والتعامل الحسن سببا في دخول الكثير من الناس في هذا الدين كما قال تعالى في سورة النحل {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}. اما عن السبب الثاني لهذه الكلمة
هو مامر به هذا المنتدى من انتقادات وتوضيحات وإختلافات وعز علي في نفسي ان ارى هذا المنتدى يأن من جرح الا ان هذا الجرح لم يستمر طويلا فقد عالجه المشرفين عليه فخفت اجواء التوتر وزال الغمام
وانا هنا استعير كلمة المشرف(ابو رامي)
(أما المنتدى فنحن نراه ساحة لتبادل الآراء وتلاقح الأفكار ، ومن استمرار النقاش ينبثق النور ويتضح الحق ولذلك فإن دورنا هو إفساح الطريق لمزيد من الحوار الهادف والنقاش البناء )
وما اسعدني جدا كانت ردود الفعل الإيجابية والتي تتطرق لها الزميل( البراق) عندما اوضح و قال :
(فما يربط بيننا في المنتديات قواسم مشتركه لاحصر لها منها علي سبيل المثال لا الحصر الود والاحترام والتقدير المتبادل فيما بيننا كما نحن ابناء بلد واحد وهدف واحد نسعي جميعا الي تحقيقه بتكاثفنا جميعا علي قلب رجل واحد فاتنافس الشريف بين المنتديات ليس مبررا للإساءه لبعضنا البعض فكلنا نخطىء ونصيب وهذه هي ما جبلت عليه النفس البشريه فان أخطأ أحدنا وجد من ينصحه بالخير ليرده الي جادة الصواب بالتي هي احسن من منطلق المحبه والموده التي تجمعنا فنحن أخوة قبل كل شىء) .
واختتم كلمتي هذه( ومعذرة في الإطالة عليكم )
يجب على كل ناقد ينتقد مايطرح هنا في هذا المجلس من حوار وافكار ان يبتعد عن التجريح وان يكون نقده بناء وكما قال فضيلة الشيخ في خطبته ان يراعي ضوابط الكلم الا وهي الإخلاص وقول الحق والتجرد من نوازع الهوى
واسمحوا لي ان استشهد بما قاله الزميل ( ابو ثامر )
(وهذا المنتدى سجل يحمله مجموعة من رجال التربية والتعليم المثقفين ، وغيرهم من الأشخاص المعروفين في الوسط الينبعي والمشهود لهم برجاحة العقل والرأي هدفهم من فتحه لنا هو خدمة هذا المجتمع حيث لم يقتصروا السماح للكتابة فيه لأشخاص دون غيرهم بل تركوه للجميع يكتب ليعبر عن وجة نظرة بطريقة مؤدبة ، فلنراقب الله في كل ما نكتب ولنراع الأدب ولنتحر الصدق في كل مانكتب ، ولنرع عاداتنا وتقاليد مجتمعنا ، ولندرك أننا نعيش في دولة يحمكها نظام عادل مستمد من كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ، وأن نركز في طريقتنا في الانتقاد على البحث عن أفضل السبل لعلاج المشكلات كي يستفد منها من يرغب الاستفادة مما كتب ، ونهمل التركيز على أشخاص بعينهم ، لأن ذلك ــ من وجهة نظري ــ يزيد التوتر ولا يسهم في علاج المشكلات )
وكما انني اتفق مع رأي المشرف الأستاذ (ابوسفيان )
عندما اوضح ان :
(الاندفاع عند الكتابة ثم تضخيم المشكلة ... وثالثـتهما / عدم المواجهة
هي سبب من الأسباب التي تجعل الموضوع يخرج عن منهجه الأصلي ويفقد مكانته ولا يشجع على إبداء الرأي أو حتى أن يلقى قبولا ممن يعنيه الأمر سواء كان مسؤولا كبيرا أو موظفا عاديا .. وعندما تغلب على الموضوع هذه الصفة فلا يجد الاهتمام ولا يتفاعل مع طرحه من يسعى إلى المصداقية والحرص على الفائدة والوصول إلى نتائج إيجابية )
هذا ما اردته من ايضاح ولأبين ان من بيننا ومن مجلسنا هذا من كان قلمه ذا بصيرة خيرة والخير يعم موطني وبلدتي وحارتي وجاري وجارتي .
اعرف ان الكثير منكم يجول في خاطره لا داعي لكل هذا الطرح المكرر ولكن حبي لهذا المنتدى حتم علي أن اكتب هذا المقال للقراءة فقط دون الرغبة في أي تعليق منكم .
(واستودعكم الله بهذه الاًية الكريمة
( وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما )اترككم في رعاية الله وحفظه
لكم مني كل محبة وتقدير
محبكم
...........
ينبع اليوم
...........