[align=center]

ابن غنيم المرواني هذا المؤلف المعاصر إن قرأت له أعادك بأسلوبه الرصين إلي الكتاّب القدماء ، هو ضليع في التاريخ ، غائص في أعماق اللغة العربية حد القاع ، ومنه ينقى لك من الكلمات أسمقِها ، واسع التصور ، متوقد العزم ، متفتق الهمة ، يمتعك بأفانين من القول لا يستطيعها إلا من علا كعبة في القراءة والإطلاع والبحث ، هو ممن يقصده الأصمعي في قوله : أول العلم الصمت ، والثاني الاستماع ، والثالث الحفظ ، والرابع العمل ، والخامس النشر .
فلم ينشر إلا بعد أن أسس القواعد القوية فأنشأ عليها بنيانه البديع، تتجلي تلك السمات وأكثر في كتاباته المتقنة ، التي يسرد فيها كل قول ، ويضع أمام ناظريك دون عناء كل ما قيل . ومن شك فيما أقول فليقرأ كتاباته وليرينا قدراته.
تشرفت المجالس الينبعاويه بوجوده وقسم الآثار خاصة بإطلالته وحضوره ، تواضعاً منه ، لأن كثير من المتعلمين والمثقفين ممن هم أقل منه علماً وثقافة يعيشون في برجهم العاجي فلا يشاركون الناس في اجتماعاتهم ومنتدياتهم إلا بدعوة رسمية ، ولا عجب أن لا يكون مثلهم لأنه إن إنتسب فهو من أبناء شيوخ جهينة من المعدن الذي لا يصدأ ولا يتغير .
هذا ما في نفسي حيال العضو الكريم في المجالس الينبعاوية المتواجد في قسم الآثار أبن غنيم المرواني غفر الله له ولوالديه جاءت عفو الخاطر ، فلا يظن باحثنا أننا قلنا كل ما عندنا أو أننا قصدنا أننا بلغنا المبلغ الذي ترتاضه أنفسنا حيال ما قدم ويقدم وما سيقدم ، فمازلنا نقرأ ونحفظ ونطبع ونتكلم في مجالسنا بما يقوله ، وإننا لنحفظ له الود ونكيل له التقدير وإن له علينا ديون من الشكر تراكمت نعجز عن سدادها وبصك إعسار ، فإن عفا فهو أهل لذلك ، وإن كانت الأخرى فالله المعين، دعواتنا بأن ينير الله له دروب العلم وأن يمتعه بالصحة والعافية وأن ينفعنا بما عنده أنه جواد كريم .[/align]


[align=center]إذا أفادك إنسـان بفائـدة. . . من العلوم فأدمن شكره أبدا
وقل فلان جزاه الله صالحة. . . افادنيها والق الكبر والحسدا [/align]