طريق آخر لقيادة فريق العمل الناجح
أروى جادي:


صناعة فريق عمل ناجح وقيادته تعتمد على العلاقة القوية بين أعضاء الفريق وتوجيه جهودهم نحو الهدف ومواجهتهم للتحديات والصعوبات التي تحول بين أدائهم وتحقيقهم للهدف.


وقد ذكر رونالده ويز في كتابه" بناء علاقات أفضل في العمل" صعوبة تكوين علاقات قوية وصداقات حميمة فقال " نادرا ما توجد في هذا العالم صداقات حميمية قوية. فمعظم الأشخاص لا يزيد عدد صداقاتهم الحقيقية والحميمية عن عدد أصابع اليد الواحدة. ولكن رغم ذلك ففي استطاعته وضع قائمة طويلة بالمعارف المقربين، وعدد كبير من الأشخاص يمكن أن ترحب بدعوتهم بحفل بالمنزل من حين لآخر، ويمكن أن تشمل هذه القائمة الزملاء في العمل" ثم عرض الحل لهذه المشكلة بقاعدة بسيطة فقال " الصداقة نتاج المودة " وهي صورة لعالم ومجتمع رونالده ويز، وهي خلاصة دراسات لواقعهم وعلاقاتهم وتعاملاتهم الاجتماعية والإنسانية والحياتية. وهنا أشير إلى الجانب الايجابي من تجاربهم الإنسانية، وأبتعد كل البعد عن المنحى الخاطئ في مجتمعهم .


في المقابل لدينا نحن قاعدة إنسانية وضعها لنا الرسول الكريم محمد صلى الله علية وسلم، وقال " أحب لأخيك ما تحب لنفسك "، تقوم تلك القاعدة بتنظيم العلاقات على أساس المودة والمحبة وتبني علاقات حميمة وإنسانية في المجتمع .


ولدينا أيضا قاعدة ربانية نورانية قرآنية، حيث قال الله تعالى " وإنك لعلى خلق عظيم" ومن منطلق قاعدة الأخلاق الربانية المحمدية هناك أسس وأبعاد عميقة تنظم لنا منحى التعاملات في مجتمعنا وعلاقاتنا بعضها البعض .


ففريق العمل الفعال لقيادة ناجحة يبنى على القاعدة الأخلاقية الإنسانية من منطلق إسلامي يتكيف مع مجتمعنا وواقعنا، بالإضافة لقدرته على التعامل مع المجتمع الدولي بصورة حضارية، فكيف لنا أن نجمع بين دراسات وخلاصة تجارب العلماء المهتمين بفريق العمل وفاعليته وقيادته، لأنه العصب الرئيسي المحرك للمؤسسات الخاصة والعامة في المجتمع .


وعند الحديث عن الدراسات ونظريات علماء إدارة الأعمال، تشعر بشي من البعد عن التطبيق لأنها خلاصة من تجاربهم ودراساتهم لمجتمعهم وحضارتهم وثقافتهم.


وعند استعراض قرأت من منطلقنا وقيمنا الإسلامية لأتحقق الكثير من النتائج المنشودة بصورة كافية .


ولنا أن نفكر قليلا ونرى أن هناك فجوة واضحة بين مايعرض من النظريات ودراسات وتجارب ناجحة للمجتمع الغربي وبين نظريات من واقعنا ومجتمعنا الإسلامي.


وعلية أن نضع منهجية جدية لقيادة فريق العمل الفعال وهي عبارة عن تصميم برنامج تطبيقي يقوم به إحدى مراكز الأبحاث المهتمة بصناعة فريق العمل يتضمن البرنامج أسس تمزج بين نظريات والدراسات الحديثة وبين قواعدنا الإسلامية بدراسة مستوفية سلوك الأفراد ومهاراتهم في المجتمع .

يقوم البرنامج عن طريق تحليل الفئة من الأفراد المستهدفة لتشكيلها لفريق عمل بتحليل سلوكهم وتحديد مهارتهم وقدراتهم لتوجيههم بالقيام بالأدوار الموكلين بها وتحديد قائد للفريق القادر على الإدارة بفاعلية ونجاح بأسس علمية حديثةوبنظام إسلامي وبذلك قد وضعنا طريق آخر لقيادة فريق عمل ناجح.