قصيدة في رثا ء الشيخ ابن جبرين ( علاّمة العصر )
علاّمة العصر
من أي كأس ٍ شفاه الشعر ترتشف = وكفه من جليل الخطب ترتجف
أم أيّ قولٍ على الآذان تنشده = وليله عن ليالي الصيف يختلف
سهم المنايا رمى عن قوس سيّده = شيخاً جليلا به الأمجاد تتصف
فناح من شرقها للغرب من فقدوا = بحر العلوم ومنه الكل قد غرفوا
لم يبق بيتٌ به الإيمان ما ذرفت = فيه العيون دموعا حبّها شغف
ضجّ الرياض وأمسى في مآتمه = فراشه الهم والآلام يلتحف
تزاحمت ناعيات الشيخ إذا وقفت = تنعى الفقيد لنا الشاشات والصحف
مات (ابن جبرين ) عنوانٌ لمطلعها = مات البقية ممن خلّف السلف
بموته ثُــلِمَ الإسلام واحزني = وثغرةٌ عن حياض الدين تنكشِف
مات الذي تُنشد الأيام سيرته = فيا ترى هل ستحوي مثله النطف
علاّمة العصر كم أبقت مآثره = من شاهد وبفضل الشيخ تعترف
إن مات مات ولم تنضب مناهله = الدر يبقى ولو لم يُحفظِ الصدف
قد كان نورا ينير الدرب مقتديا = بالمصطفى فأتى يسعى له الشرف
أمضى الحياة مع القرآن مرتدياً = ثوب الوقارِ فلا كبر ولا صلف
واليوم أبكيه من حبٍّ يكنُّ له = يظل في القلب حيّاً فيه يعتكف
وأسأل الله أن ألقاه يوم غدٍ = بجنة الخلد تحوي جمعنا الغرف
الشاعر / غانم بن جراد القرني
@@ ابن ثنيان@@
المفضلات