كشف الدكتور محمد العسيري، الأمين العام لمشروع تطوير الرياضيات والعلوم في وزارة التربية والتعليم، عن شمول مشروع تطوير الرياضيات والعلوم الطبيعية لطلاب وطالبات التربية الخاصة ممن هم من ذوي الاحتياجات الخاصة.
وقال العسيري في حديث إلى «الشرق الأوسط»: «لا يقتصر هذا المشروع على الطلاب الأسوياء والموهوبين فقط، وإنما يستهدف ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يحتاجون إلى وقت طويل في التعلم، مقارنة بغيرهم من الطلاب»، لافتا إلى أن لكل فئة كراسات وتمارين وتدريبات خاصة بها.
وأكد على عدم وجود صعوبات في تطبيق هذا المشروع على ذوي الاحتياجات الخاصة، لا سيما أنه يهدف إلى تذليل الصعاب على الطلاب في دراسة مادتي الرياضيات والعلوم الطبيعية. وأضاف أن «مشروع التطوير يركز على المهارات التي مضت علينا فترات طويلة ونحن نحاول التركيز عليها، إضافة إلى الابتعاد عن الروتين المعتاد في تدريس هاتين المادتين، وانتقال المتعلم نفسه إلى مرحلة التحليل، والتفكير، والنقد، وحل المشكلات، والتعلم الذاتي، وغيرها من استراتيجيات المشروع التعليمية».
وأوضح الدكتور محمد العسيري أن المشروع يركز على النظرية البنائية المبنية وفق معايير عالمية تقود المتعلمين إلى الاتجاه الصحيح، الأمر الذي يجعلهم يبحثون عن سلاسل تعليمية أجنبية، لاحتوائها على مصادر تعطي فرصة التعلم بحسب الإمكانيات التي يتحلى بها المتعلم.
وبحسب ما ذكره الأمين العام لتطوير مناهج العلوم والرياضيات في وزارة التربية والتعليم، أن أساس مشروع التطوير هو ترجمة سلاسل أجنبية تنتجها دور نشر أجنبية، بما فيها من أقراص مدمجة وكراسات أنشطة وأمور مساعِدة للتعلم وأدوات للتقويم، ومن ثم تعريب كتب الطلاب وأدلة المعلم والتقويم، لافتا إلى أن تعريب السلاسل تقوم به نخبة من المختصين في العالم العربي ممن يجيدون اللغتين العربية والإنكليزية.
وأفاد أن المشروع سيطبق على ثماني سنوات، سبقتها سنتان للإعداد وتهيئة الوكيل المحلي، إذ سيتم إنتاج المواد التعليمية خلال السنوات الثلاثة القادمة، ابتداء من العام الدراسي الجديد، باعتبار أن السنتين الأوليين من المشروع تشكلان مرحلة التجريب، لتليهما مرحلتا التعديل والتطوير، انتهاءً بالسنوات الأخيرة النهائية.
وذكر أن تلك المراحل بمجملها تعد متداخلة، لا سيما أن المدة الزمنية تخدم المشروع طيلة عملية التطوير، مؤكدا أن الجهات البحثية والشركة الأم المتخصصة في إنتاج السلاسل التعليمية تمتاز بالقدرة المالية والسرعة في التطوير؛ مما يخلق جوا من التحدي داخل المدرسة في كيفية اللحاق بهذا التجديد.
وكانت وزارة التربية والتعليم قد عقدت اللقاء الأول لمنسقات ومنسقي مشروع تطوير الرياضيات والعلوم الطبيعية في محافظة جدة ضمن ورشة عمل تدريبية بعنوان «أمّة نحو القمّة»، انطلقت صباح أمس الاثنين، وتستمر لمدة ثلاثة أيام متتالية.
وشهد اليوم الأول حضور ما يزيد عن 100 مدعوة من منسوبات التعليم، وأكثر من 70 مدعوا من داخل مدينة جدة ومختلف مناطق السعودية، إذ يشارك في اللقاء وكالة الوزارة للتخطيط والتطوير، المتمثلة في الأمانة العامة لمشروع تطوير الرياضيات والعلوم الطبيعية، والقيادات في الإدارة العامة للتربية والتعليم للبنات والبنين في جدة، إضافة إلى المنسقات والمنسقين لمشروع تطوير الرياضيات والعلوم الطبيعية في إدارات التربية والتعليم بمناطق ومحافظات السعودية.
وتتضمن فعاليات اللقاء جلسات علمية لعرض أوراق عمل وورش تدريبية ومناقشات ومداخلات وزيارات ميدانية لبعض مدارس محافظة جدة، التي نفذت منتجات تطوير الرياضيات والعلوم الطبيعية، والمشروعات الوزارية الأخرى، والبرامج التعليمية العالمية.
من جهته، بيّن عبد الكريم الحقيل المدير العام للتربية والتعليم للبنات في جدة ـ من خلال كلمة ألقاها ـ أن الإرادة السياسية من الدولة لتطوير التعليم عموما، والعلوم والرياضيات خاصة، والدعم اللامحدود، تمثل حافزا للعطاء، وتحديا كبيرا للبذل والإخلاص والتفاني من أجل استثمار عقول الطلبة والطالبات.
فيما أكد الدكتور نايف الرومي وكيل وزارة التربية والتعليم للتخطيط والتطوير على أن منسوبات ومنسوبي التعليم هم القادرون على إنجاح مشروع تطوير الرياضيات والعلوم الطبيعية، مُحَمِّلا الجميع مسؤولية تحقيق الأهداف المرجوة، التي تعود بالفائدة على مسيرة التعليم في السعودية
المفضلات