**(فلنجعل من الإعاقة قدرة وانطلاقة)**
.. بسمـ الله الرحمن الرحيمـ ..
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلامـ علــى أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلــى ألــه وصحبه أجمعيــن .....
وبعــــد ..

الصمت والكلام، أمران لا فرق بينهما، فلا حاجة للإحتواء بمظلة الكلمات طالما أن المتحدثين تبددت أمامهم كل الآمال، و انهدمت كل الأحلامـ ..
فكثيرا ما حلموا بقانون يحميهم ويوفر لهم شيئا من حقوقهم، وكان لهم ما تمنوه إلا أنه بقي هناك أمر وهو الأكثر أهمية من القانون نفسه وهو تطبيقه فتطبيقه ظل غائبا لسنوات ومازال غائبا ...
حلموا أن يكون لهم عنوان يلتقون فيه فلم يكن لهمـ سوى مكان ترك الدهر بصماته عليه وغطاه بجدار سميك عن العالم الخارجي وترك مًن وراءه في عالم الظلمات يتقاسمون أنفاس العذاب والألمـ ..
كم تمنوا أن يتقبلهم المجتمع ويحضنهم إلا أن حضورهم كان مربكا لكثير من الناس، مما جعل حركتهم المحدودة لعبة في يد القدر،
ذلكـ القدر العنيد الذي جعل شعارهم
((" حًلمنا بقانون يحمي حقوقنا ويعزز وجودنا في المجتمع إلا أنه لم يعد أكثر من كونه حبرا على ورق "))
و جعلهمـ أيضاً يغلقون أبواب مقرهمـ من جديد، ويرتدون عباءة الصمت..
وان عاد الحديث في يومـ من الأيامـ فأنه سيعود مصحوبا بعبارات اليأس الذي ابتلع طفولتهم وشبابهم وأحلامهم دون رحمة ...

هذا جزء من حال يعيشه الإنسان المعاق في مجتمعنــا ..
فمـــن هو المعـــاق ..؟؟


المعاق : إنســـان مثله مثل أي إنسان طبيعي في هذا المجتمع ، لكن هناكـ فرق بسيط بينه وبين من حولــه بأنه عاجز عن تحريك جزء من أجزاء جسمــه ، أو عاجز عن سماع ما يدور حوله ، وقد يكون عاجزاً عن النطق والتحدث مع الآخريــن ، قد تختلف أنــواع الإعاقات ، لكنه يبقى إنسان ، وقد يكــون أفضــل من الإنسان السليمـ المعافى ..

المعــاق !!

إنسان ابتلاه الله وأخــذ منه نعمــة من النعمـ التي أنعمها علينا جميعــا ، وهو مأجــور على هذا الإبتلاء إذا صبــر وأحتسب يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: [ما من مُسلم يصيبه أذى، شوكة فما فوقه، إلا كفّر الله بها سيئاته وحطت عنه ذنوبه كما تحط الشجرة ورقها] . أخرجه البخاري ومسلم من حديث ابن مسعود.

المعاق..!!
إنسان أخــذ الله منه نعمه من النعمـ ، ولكــن عوضــه بنعمـ أخرى ، فكثيراً ما نسمع ونــرى إبداعات وأعمـــال وإنجـــازات كانت من صنع هؤلاء المعاقين ..


فلمـــاذا ...؟؟
لمـــاذا يرفض المجتمع تواجدهــمـ واختلاطهمـ مع من حولهم من الأصحـــاء ..؟؟
لماذا لا ينظر المجتمع إلى المعاق نظرته إلى الشخص السليم المعافى ، لماذا ينظر إليــه على أساس أنه عالة على المجتمع ..

لمــاذا لا يوفر لهمـ مرافق عــامه يسهل الوصول إليها و الإستفاده من إمكانياتها والتنقل في أقسامها، فـ((الأشخاص الذين يستخدمون الكراسي المتحركة)) لايستطيعون الدخول والتنقل في البنايات والمدارس والجامعات والمرافق العامة، فهي لاتوفر لهمـ وسائط النقل الخاصة بهمـ ، مما يحد من قدرتهمـ على الانخراط في مجالات الحياة العــامة..
نعمـ ...
" فـ((للأسف)) مجتمعنا يرفض أو يخجل من تواجد المعاقين بداخله ، فتراهم منبوذين في كل المجالات ، في التدريس والعمل والمواصلات وكل شيء ..

وتزداد المعاناة عندما تكون الإعاقة للفتاة، فالمرأة السليمة يعتبرها المجتمع ضلعا قاصرا ولا يتقبلها في كثير من الأحيان فما بالك عندما تكون امرأة ومعاقة ، فإنها حتماً في هذه الحالة ستواجه الكثير من المشاكل والصعوبات ، لذلك تفضل أن تبقى داخل منزلها ولا تخرج إلى الشارع خوفا من نظرة المجتمع الدونية لها ".

لمــاذا هذه النظره الدونية لهذه الفئة من المجتمع ...
ألا يعلمون أن تلكـ النظرات تزيد إنكمــاش وإنعــزال هذا المعاق عن المجتمع ، ألا يعلمــون أن هذا المعاق إنسان له أحاسيس ومشاعر ..؟؟!!

ومؤكد أنه يتأثر من هذه النظرات التي يوجهها له المجتمع ، ويزداد إحساسهً بالعجز والقصور، بل نجد أيضـاً بعض المعاقين يتمنون الموت لاعتقادهم أنه الخلاص الوحيد من واقعهمـ الأليمـ ، وبسبب خجلهمـ الداخلي من مواجهة المجتمع ونظرته القاسية..
تتشكل تلكـ النظرات في نفسية المعاق مما يجعله ينظر إلى المجتمع والحياة نظرة خوف وسخط وغضب..

وأصبحت بعض العوائــل يتعمدون عــزل إبنهمـ المعاق عن العالــمـ الخارجــي ،خشيه أن ينظر ويشير إليــه المجتمع ، فيؤثــر ذلكـ على نفسيته ..


وأخيرا ...ً
· ما هي الوسيلة لتغيير نظرة المجتمع للمعاق؟
يجب أن تتوحد الجهود الإعلاميين سواء في التلفزيون أو الإذاعة ويبذلون قصارى جهدهمـ ليسلطوا الضوء على المعاق، بحيث لا ينظر له نظرة استهزاء أو استغراب وكأنه من الفضاء الخارجي، فهذه النظرة تجرح المعاق وتبعث في نفسه اليأس..
علينا أن نعامله معاملة جيدة وفي الوقت نفسه لا نعامله بطريقة نساويه فيها بالشخص الصحيح "السوي"..
وأتمنى أن يزيد الاهتمام بالمعاق وأن يعطى مساحة كبيرة وفرصة لإبراز ذاته وإبداعاته ، وتوفير جميع الإمكانات التي تساعده من مناخ اجتماعي ، أو الناحية المادية ، أو من الناحية المعنوية
فالمعــاق لا يحتاج الشفقة بل يحتاج أن نعطيه فرصة يبرز ويبدع فيها·..
ولنجعــل شعار كل معاق :-
**(فلنجعل من الإعاقة قدرة وانطلاقة)**

منقول للفائدة