استضافت الهيئة الملكية بينبع مساء هذا اليوم الأحــد الرابع من شهر المحرم / عام /1429هـ ملتقى ينبع الثقافي الشهري بحضور سعادة محافظ ينبع / إبراهيم السلطان ومدير عام الهيئة الملكية بينبع المهندس/ عقيلي خواجي وعدد من المثقفين ورؤساء الإدارات والمصالح الحكومية ورجال الأعمال ..
وهذا هو الملتقى الحادي عشر من حلقاته المتتابعة ويعتبر اللقاء الثاني في العام الثاني من عمر الملتقى

ضيف الملتقى كان فضيلة الأستاذ الدكتور البحـّاثة والعالم /
صابر عبد الرحمن طعيمة
وعنوان اللقاء هو:
( الإسلام والآخــر )




في البداية رحب المهندس / يوسف الحجيلي نائب مدير عام الهيئة الملكية بالضيف وبجميع الحاضرين وشكر قطبي الملتقى / محافظ ينبع ، ومدير عام الهيئة الملكية على دعمهما ليتواصل الملتقى وتستمر حلقاته ونجني فائدته على مستوى المحافظة باستضافة هؤلاء الأعلام والأساتذة كي ننهل من علمهم ونسعد بتواجدهم وحضورهم .



ثم استلم التقديم الأستاذ/ بسام يماني مدير الكلية الجامعية بالهيئة الملكية بينبع فذكر مقدمة عن أحوال المسلمين وما يعتريهم من قوة وضعف واتحاد وفرقة وإفراط وتفريط وأوضح أن عنوان اللقاء ( علاقة المسلمين بالآخرين) من غير المسلمين هي من أهم الموضوعات المطروحة على الساحة الآن وبخاصة بعد أحداث 11/ سبتمبر 2001 م ..
ثم عر ّف بفضيلة الضيف الدكتور/ صابر طعيمة ملخصا سيرته الذاتية على النحو التالي:



الاسم / صابر عبد الرحمن بن محمد طعيمة
تاريخ الميلاد/ 14/9/ 1937م
مكان الميلاد/ منوف جمهورة مصر العربية
الحالة الاجتماعية/ متزوج وله ست من البنات




الخبـــرات

ـ عضو هيئة التدريس بكلية أصول الدين ـ جامعة الأزهر من عام/1978ـ 1981م
ـ أستاذ مشارك بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ـ كلية أصول الدين بالرياض من عام /1409 ـ 1420هـ
ـ أستاذ بجامعة الملك عبد العزيز ـ كلية التربية بالمدينة المنورة من 18/5/1420هـ
ويعمل حاليا أستاذا بجامعة طيبة بالمدينة المنورة في كلية التربية والمعهد العالي للأئمة والخطباء ( دراسات عليا)

مؤلفـــات الدكتور / صابر طعيمة

1ـ الصهيونية في التاريخ ـ مطبوع بالقاهرة /1966
2ـ التاريخ اليهودي العام ـ مطبوع بالقاهرة /1967
3 ـ إسرائيل بين المسير والمصير ـ مطبوع بالقاهرة /1967
4 ـ إرادة التغيير في الإسلام ـ مطبوع بالقاهرة / 1969
5ـ اليهود في موكب التاريخ ـ مطبوع بالقاهرة /1969
6ـ الإسلام والثورة الاجتماعية ـ مطبوع بالقاهرة / 1970
7 ـ الإسلام والتقدم الاجتماعي ـ مطبوع بالقاهرة /1970
8 ـ العقيدة والفطرة في الإسلام ـ مطبوع بالقاهرة / 1972
9 ـ اليهود والفاتيكان ـ مطبوع بالقاهرة /1973
10 ـ الشريعة الإسلامية في عصر العلم ـ مطبوع بيروت /1973

بقية المؤلفات



بدأ الضيف حديثه بالشكر لسعادة المحافظ ومدير عام الهيئة الملكية بينبع ، والحقيقة أن الدكتور / طعيمة شخصية غير عادية لما يتمتع به من علم عزير ، ورؤية ثاقبة لأوضاع المسلمين وأحوالهم ، ويستخدم أفضل الطرق لإيصال المعلومة لمستمعيه بأسلوب عصري جذاب ممزوج بالفكاهة والتسلية ويربط الأحداث بالمشاهدات الحية والتجارب الواقعية ، ويشخص الأدواء بخبرة العالم العارف ببواطن الأمور ؛؛حيث تكلم عن مشاهداته وما كان يلمسه من تقدير واحترام للمسلمين ولدينهم أثناء زيارته أمريكا للعلاج قبل 11 / سبتمبر ؛ وأن الخواجة كان ينحني لكل ما هو عربي أو مسلم ، أما بعد هذا التاريخ وما صحبه من أحداث فقد تغير الحال وأصبح الكل يكرهنا ويدقق علينا ويمحص في شخصياتنا .. وأضاف :

كلما تحدثنا عن المنهج الإسلامي في التعامل مع الآخر في أية مناسبة كان الآخرون المعنيون يقولون مادام هذا دينكم وهذه أخلاق التعامل التي يرسمها لكم فلماذا تقدمون صورة مشوهة عن الإسلام وأهله ؟؟
..
واستشهد المحاضر بكثير من القصص والأحداث والوقائع في مجال الدعوة والتعامل يصعب الآن سردها .. وركز كلامه قائلا :
من حيث العقيدة فإن التوحيد بكل أنواعه يتنافى مع عقيدة التتليث هذه لا جدال فيها ، أما التعامل معهم فهذا موضوع آخر له أسسه وقواعده التي أثبتها القرآن و السنة النبوية المطهرة وأكد عليها تعامل النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وأتباعه مع الآخرين ..ومن أخطائنا الفادحة أننا للأسف نلجأ إما إلى البراء كــل البراء أو إلى الولاء كل الولاء ومن هنا أفلتت عناصر الإرهاب ..
ألم يقف النبي صلى الله عليه وسلم لجنازة اليهودي وعندما قيل له هذا يهودي قال أوليست نفسا .

.ثم عرج على قصة يهود نجران عندما أتوا للنبي صلى الله عليه وسلم وما دار بينهما من حوار ونقاش طويل فيه الكثير من العبر التي يجب أن نستفيد منها في تعاملنا مع الآخر ، وكذلك وصايا الخلفاء لقادة الحرب وتذكيرهم بحسن التعامل مع أعدائهم وهم في حالة حرب معهم ..






وبصفة عامة كان اللقاء مشوقا جدا مع الدكتور طعيمة ولكن الوقت المحدد على الرغم من تجاوزه لم يمكـّن من الاستمرار ..
وفي نهاية اللقاء سـُمح في المداخلات بسؤالين فقط : أولهما لسعادة المحافظ وهو:
طالما أن ما أشرتم إليه من عدالة الدين وتوصياته وحثه على حسن التعامل مع الآخر فلماذا نشاهد ما يخالف هذا التوجه ؟ وأين العلة إذن ؟


فقال الدكتور طعيمة :
العلة ياسيدي تكمن في التفكير المعوج وفهم النصوص بغير حقيقتها من البعض مثل قوله تعالى:
( وقاتلوا المشركين كافة ) ونسوا أنه هو القائل :
(لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم )
والعلة أيضا في التعليم ومخرجاته فهو يعتمد على الاستغراق في العلوم وعلى الغيبيات .

ثم سؤال المهندس يوسف الحجيلي :
عن واقع الإعلام والقنوات الفضائية التي تجذب الشباب وتستحوذ عليهم بينما القنوات التي نريدها ونتمنى متابعتها نجدهم فيها يجعلون من المكروه حراما فينصرف الناس عنها لرتابتها والملل منها ؟


فقال الدكتور للأسف هذا هو الواقع ولا تجد أحدا حتى من أصحاب الأموال يمول مشروعا لقناة فضائية بينما لو كان المشروع مسجدا لسارعوا إليه وهذا يدل على عدم التوازن والقصور في الأخذ بأسباب التقدم ، انظر للقنوات المسيحية وشاهدهم وهم يدعون للنصرانية بطرق جذابة وصور رائعة ومشاهد مؤثرة ونحن كما قلت نحرم المكروه ولا نعطي مساحة للحرية المطلوبة للشباب .


ثم أهدى الدكتور كتابين من مؤلفاته لسعادة المحافظ ولمدير عام الهيئة الملكية بينبع





في الختام ذهب الجميع لتناول طعام العشاء الذي أعد بهذه المناسبة ، وبعد العشاء خارج القاعة كان الدكتور طعيمة يحفظه الله لا يرد سائلا ولا يعجزه جواب فقد تحلق الحاضرون حوله وهو يروي من القصص والأحداث المناسبة للمقام ما كان موضع تقدير الجميع وحسن إصغائهم حتى أن سعادة المحافظ أكد عليه بمعاودة الزيارة لينبع لأن هذه الزيارة لم تشبعنا من علمه الغزير ، وأسلوبه الممتع وتمكنه من ناصية القول .