امتحان العيص
الخميس, 28 مايو 2009
أنس زاهد


راجت عقب زلزال العيص ، أقاويل تفيد بأن الزلزال كان عقابا إلهيا نتج عن تفشي المعاصي بين الناس .
وبغض النظر عن أن سكان العيص هم من الفقراء الذين وعدهم الله الجنة إذا ما صبروا ، فإن رد أسباب الكوارث الطبيعية إلى عالم الغيب وليس إلى عالم الشهادة ، هي فكرة يدحضها التاريخ الإسلامي نفسه .
مثلا الدولة الأموية هدمت الكعبة المشرفة مرتين . كما أنها استباحت المدينة المنورة لمدة ثلاثة أيام بعد انتهاء موقعة الحرة .
الدولة الأموية أيضا قتلت بوحشية السبط الثاني ، الحسين بن علي . كما قتلت عبد الله بن الزبير وعلقت جثته على مشارف مكة لأيام ليست بالقصيرة .
في اعتقادي أن أهل العيص المساكين ولو سلمنا بخوضهم في بعض المعاصي ، فإن معاصيهم لا يمكن مقارنتها بما ورد في الأمثلة السابقة . فكيف ندين المنكوبين بدم بارد ، بدلا من أن ندعو إلى تطوير البحث العلمي الذي جنب الغرب ، نتائج كارثية للظواهر الطبيعية التي تضر به بين الفترة والأخرى ؟
إن ما لا يعرفه كثيرون هو أن القرن الثامن عشر شهد زلزالا أودى بحياة مئات الآلاف في البرتغال . فماذا كان تفسير المتشددين دينيا ..؟ لقد قالوا نفس الكلام الذي سمعناه اليوم عن زلزال العيص وسمعناه من قبل عن تسونامي . ولولا كتابات فولتير التي تصدت لهم لما عرف المهتمون بالأدب والفلسفة شيئا يذكر عن ذلك الزلزال .
نعم .. زلزال العيص كان امتحانا ، ولكن لقدراتنا المادية في مواجهة الكوارث